«القاعدة» يتحفز للانقضاض بعد سقوط 4 وإصابة 17 في اشتباكات اليمن

«القاعدة» يتحفز للانقضاض بعد سقوط 4 وإصابة 17 في اشتباكات اليمن

قال شهود عيان إن الجيش اليمني قتل شخصا على الأقل وأصاب 17 بعد استخدامه الذخيرة الحية لتفريق محتجين أمس في أحدث اشتباك ضمن أسبوع من أعمال العنف التي زادت المخاوف من نشوب حرب أهلية شاملة. حدث هذا في وسط العاصمة اليمنية صنعاء حين خرج متظاهرون في مسيرة قرب وزارة الدفاع.
وقال محمد الماس (21 عاما) وهو محتج أصيب في ظهره ''رأيت جنودا أعلى المباني وعلى الجسر''، مضيفا أن عمودا للإنارة سقط وقسم المسيرة إلى جزءين. وأضاف ''ثم بدأ إطلاق النيران وركضت عائدا لكنني شعرت فجأة بالطلقة في ظهري ولا أعرف ماذا حدث بعد ذلك''.
وشوهد 17 مصابا في مستشفى في صنعاء. ولم يتسن التأكد من التقرير عن سقوط قتيل على الفور.
وقال شهود ومسعفون إن نحو 17 محتجا قتلوا أمس الأول عندما هاجمت قوات الحكومة مخيم الاعتصام الرئيس للمعارضة في صنعاء ليرتفع عدد القتلى خلال خمسة أيام من القتال إلى نحو 100.
ويخشى محللون من أن يوفر الانزلاق نحو الفوضى في اليمن فرصا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ مقرا له هناك ما سيعرض ممرات شحن النفط في البحر الأحمر للخطر.
وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد عاد إلى اليمن يوم الجمعة بعد ثلاثة أشهر قضاها في السعودية للعلاج في أعقاب محاولة اغتياله في حزيران (يونيو). جاءت عودته على الرغم من مناشدة دول غربية وخليجية له إنهاء حكمه المستمر منذ 33 عاما بعد احتجاجات شعبية بدأت منذ ثمانية أشهر. ولم يفصح صالح (69 عاما) عن نواياه منذ عاد إلى اليمن لكنه قال امس الأول ''لقد عدت إلى الوطن حاملا معي حمامة السلام وغصن الزيتون''. وقال عبد القوي نعمان الأستاذ في جامعة صنعاء الذي أصيب في ساقه: إن من الغريب أن يقول صالح إنه جاء بغصن الزيتون وهو عدو الشعب.
ويتهم محتجون صالح وعائلته وحكومته بالفساد واسع النطاق والإخفاق في معالجة مشكلة الفقر وانعدام القانون في البلاد التي يملك فيها واحد من كل اثنين سلاحا.
وتساند المتظاهرين قوات قوية تضم عائلة الأحمر التي تقود اتحاد قبائل حاشد أكبر اتحاد قبلي في اليمن، واللواء علي محسن الذي انشق في آذار (مارس) مما يخلق مواجهة عسكرية.
واستعد مئات المحتجين في ساحة التغيير أمس للصلاة على من قتلوا يوم الجمعة. ووضعت عشر جثث ملفوفة بالعلم اليمني ومعظمها لأفراد من قبيلة الأحمر في الساحة.
وقتل ثلاثة أشخاص في تعز جنوب غرب العاصمة اليمنية أمس، وقالت مصادر طبية وقبلية إن ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم مسلحان من القبائل خلال اشتباكات مع قوات عسكرية موالية للرئيس في تعز. وأكد سكان أن الحرس الجمهوري الذي يتولى أحمد، النجل الأكبر للرئيس، قيادته عزز مواقعه في هذه المدينة التي كانت من أوائل المنتفضين ضد صالح عبر نشر أسلحة ثقيلة على التلال المحيطة بها.
وأودت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس ما لا يقل عن 174 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوع.
وتركزت المواجهات خصوصا في محيط ساحة التغيير رمز حركة الاحتجاجات حيث يعتصم شبان منذ ثمانية أشهر مطالبين برحيل صالح. وصباح الأحد، دعا الشبان إلى التظاهر انطلاقا من الساحة للمطالبة بتقديم الرئيس اليمني إلى المحاكمة، كما وجهوا دعوة إلى التظاهر في المدن الأخرى.

الأكثر قراءة