رأي نفسي: عزيز يعشق التسيب.. «المزاجية» ضيعته

رأي نفسي: عزيز يعشق التسيب.. «المزاجية» ضيعته

المزاجية التي تسيطر على لاعب الكرة في وقت من الأوقات أحيانا تنعكس سلبيا على حالته النفسية، وتجعله في حالة من التوهان ربما تفسد العلاقة بينه وناديه، دائما تأتي نهايتها طلاقا بلا رجعة بين الطرفين.
خالد عزيز لاعب فريق الهلال لكرة القدم المستبعد من صفوفه أخيرا، واحد من هؤلاء اللاعبين، وأصبحت قضيته مع ناديه وكأنها مسلسل مكسيكي طويل خير عنوان له "غيب وتعال"، حيث إنه يغيب متى شاء ويعود متى شاء، لدرجة أن جمهور الأزرق سئم غياباته المتكررة بعذر ودون عذر، كما سئم من الإدارة التي ظلت تتسامح مع اللاعب وتمد له حبل الصبر دون نتيجة أو تقدير.
مع مرور الوقت توالت غيابات اللاعب ووصلت مرحلة لا يمكن السكوت عنها، ما استدعى تدخل شخصيات لها وزنها حاولت وضع حد لهذه المعاناة، ولكن هيهات، ضرب اللاعب بكل ذلك عرض الحائط وواصل سيناريوهاته الممجوجة، غياب بلا عذر، ثم عودة قصيرة لا يلبث أن يعود بعدها من حيث أتى.
عقوبات وحوافز، ووعيد، ووساطات لم تزد عزيز إلا عنادا على عناد وظل حاله على حاله بل أسوأ، بلا مبررات مقنعة من اللاعب، كل الحلول لم تقاوم عدم المبالاة التي مارسها الأخير خلال الأعوام الأخيرة.
في الحادثة الأخيرة وبعد وساطة الأمير عبد الله بن مساعد عضو الشرف الهلالي الفعال بدأت في الأفق نهاية مشوار اللاعب مع ناديه، حيث عاد لمزاولة تدريباته وظن الجميع خيرا، ولكنه سرعان ما عاد لممارسة هواية الهروب دون عذر متعللا بمرض والده ومرافقته له.
بعيدا عن هواية عزيز وهروبه المتكرر دون مسوغ، اتفق الجميع سواء مسؤولي النادي أو مدربيه المتعاقبين أن اللاعب يملك إمكانات فنية رائعة، يتمناها أي فريق، إلا أنه ومع سبق الإصرار والترصد يرفض الاستفادة منها، وتطويعها لمصلحته في مشواره الكروي.
"الاقتصادية" حاولت أن تعرف الأسباب والحلول لهذه القضية عبر مختصين في الأمور النفسية والعصبية.
في البداية عزا الدكتور وليد الزهراني مشكلة خالد عزيز إلى المزاجية التي تتحكم في تصرفاته، مشيرا إلى أنه يمر بظروف نفسية ساعدت على تفاقم القضية، وقال:" عزيز من الواضح أنه مزاجي لدرجة كبيرة جداً وهو ما يعني أنه يفعل ما يريده بغض النظر عن النتائج، ولا يحب أن يكون تحت المراقبة والمحاسبة وهذه النوعية تحتاج إلى تعامل خاص حتى لا تصل العلاقة بين اللاعب والنادي للعناد الذي يكون هو السبب في نهاية مشواره الكروي".
وأضاف: "على حد علمي أن اللاعب سبق أن تلقى العديد من العروض من أندية أخرى، وهذه قد تسببت في تشتيت تفكيره وتركيزه، ما يجعله غير مستقر نفسيا، إضافة إلى نقص الدافعية والطموح لدى اللاعب وهذا ما يجعله غير مهتم بأداء التمارين والمواظبة".
واستطرد قائلاً:" المزاجية لا تعطي اللاعب الحق في عدم الانضباط في التمارين لأنها هي العامل الحقيقي له، وهنا يحتاج إلى تدخل المختصين النفسيين لمعرفة الوضع النفسي الداخلي للاعب وفي حال عدم وجود معاناة نفسية لديه فإنه يتضح جلياً أن أمورا أخرى هي السبب في عدم الاستمرار في التمارين وهي إما أن تكون إدارية أو عائلية أو نفسية من خلال المجتمع المحيط باللاعب".
وعن الطريقة المثلى لحل هذه القضية التي تأزمت كثيراً قال:" هذه القضية تحتاج لتدخل الحكماء والمختصين حتى تعود المياه إلى مجاريها بين الطرفين، وهذا بعد تحديد المشكلة التي يعانيها وهي إما أن يكون اللاعب يعانيها ذاتياً أو من الظروف الخارجية التي تؤثر في عطائه وأدائه".
وحول تأثر اللاعبين الآخرين في الفريق من تواصل الفجوة بين اللاعب والإدارة، قال:" بالتأكيد إن خروج اللاعب عن النص وعدم اتخاذ الإدارة مواقف حاسمة، قد يؤثر في اللاعبين الصغار في السن ويشجعهم على عدم الانضباطية".
من جانبه، أكد خالد الوهيبي مدرب ومستشار التنمية البشرية وتطوير الذات أن اللاعب سبب رئيس في هذه القضية لأنه يعاني عدم وضوح الأهداف المستقبلية، وقال:"اللاعب يملك إمكانات فنية عالية ولكنه يفتقد الرغبة في إظهار هذه القدرات وهذا يعود لأسباب كثيرة يأتي أهمها عدم وضوح الرؤية المستقبلية له والأهداف المرسومة والطموح الذي يريد أن يصل إليه. وهذا عامل مهم لأن الرغبة هي العنصر الأساسي في النجاح في العمل".
وزاد:" عدم المقدرة على التكيف مع المجتمع والكيان الذي يمارس فيه نشاطه مشكلة يعانيها البعض ولها أوجه عدة يأتي من ضمنها عدم الرغبة في الانضباط في البرامج التدريبية التي تكون في الفترة الصباحية أو التضجر من وجود حصتين تدريبيتين في اليوم الواحد. وبشكل عام بعض الأشخاص لا يحب العمل المنظم المقنن ويرغب في التسيب وعدم المبالاة وهذا أمر لا يمت للاحترافية في العمل بصلة لأن المشكلة الأكبر أن بعض اللاعبين لا يعرف ما هو المطلوب منه وأن الرياضة أصبحت وظيفة وليست مجرد هواية وممارسة".
وواصل الوهيبي حديثه بقوله: "ممارسة العمل أياً كان تحتاج إلى مرونة كبيرة في التكيف مع متطلبات ومقتضيات العمل، المطالب بأدائه تجبر اللاعب على عدم الوقوع في الإفرازات السيئة التي تخرقه مثل عدم المبالاة والتسيب والإهمال وهي الأسباب التي تعجل بالفشل في تكملة هذا العمل. واللاعب في الأندية الرياضية أصبح يمارس عملاً احترافياً وظيفياً يخضع للمحاسبة عليه في حال عدم التنفيذ بالشكل المطلوب".
وعن كونها مزاجية أو أمراً سلوكياً يخص اللاعب، قال:" المزاجية تكون في حال أن مشاركته في الملعب تكون مختلفة، فتارة يكون في أفضل المستويات وتارة يظهر بشكل سيئ، وهذا أمر غير موجود لدى اللاعب ولكن ما يعانيه خالد عزيز هو أمر سلوكي يخصه وحده، بعدم الانضباطية والتسيب في أداء التمارين وعدم التكيف مع البرامج التدريبية".

الأكثر قراءة