وعلى نفسها جنت!!

من السلوكيات التي تقلل من تفاعل الإنسان مع الآخر وأيضا عدم التوافق وخاصة في العلاقات الحميمة ما يمكن أن يطلق عليه العناد وهو سلوك طفلي غير ناضج يدفع الإنسان إلى مزيد من تصلب الرأي وقد يتخذ أشكالا عدة من السلوكيات الرافضة للرأي الآخر وأيضا الحمق.
ومن الإشكاليات التي تواجه علاقات الناس ببعضها، عندما يختلط العناد بالمبادئ، فيرى المعاند أن هذا السلوك هو مبدأ من مبادئه الحياتية التي يجب ألا يغيرها أو يتنازل عنها، وهذا ما يوجد نوعا من عدم التوافق بينه وبين الآخرين، وبالتالي وجود فجوة وتنافر في العلاقات وضعف التواصل.
وكثيرا ما نشاهد ارتباط العناد بالمعتقدات أو بالآراء المتصلبة، فعندما يطلب من شخص تغيير عادة سلوكية ما نجده يعاند ويتصلب ويصر على ألا يغيرها حتى وإن حاول الآخرون إقناعه بالإيجابيات المتوقعة، وأن الزمن زمن التطور والأخذ بالأفضل، ومع الوقت وإصراره وعناده نجده يخسر كثيرا من الأمور التي لو أنه قبل بها من الأول لتحسنت أحواله وحياته.
وبما أن الطبيعة البشرية دائمة التغير منذ الطفولة إلى الشيخوخة، وأن ذلك التغير إجباري ولكنه تطوري وهرمي، فنجد الإنسان لا يحاول أن يعكس مثل هذه التغيرات الجسمية والنفسية والاجتماعية على بقية حياته وأفكاره، فنجده يتغير في الأمور التي ليست بيده ويقف به الزمن عند الأمور التي تعتبر من إرادته، ما يجعله في آخر المطاف يصاب بالإحباط والاكتئاب والشعور بالفشل.
إن العناد يرتبط بتصلب الرأي ضد الإبداع والتطور، فالمرونة الفكرية والإيمان بالتغيير والتغير من أهم عوامل الذكاء العاطفي والاجتماعي وتطور ونمو وتفاعل البشر وهي عكس السلوك العنادي، وكثيرا ما تنهار أنظمة وعلاقات بسبب تصلب وعناد قادتها، وكثيرا ما نشاهد انهيار علاقات زوجية، وحالات الطلاق كثيرة نتيجة للعناد وتصلب الرأي وعدم الإيمان بالعيش المشترك والحوار والقبول برأي وسلوكيات الآخر وتقديم التنازلات المبنية على المصالح المشتركة التي لا تعود على أي طرف بالضرر.
المهم في آخر المطاف أن تدرك أن العناد هو سلوك طفلي غير ناضج وليس سلوكا لاستعراض القوة والسيطرة والثقة بالنفس، فالطفل عندما يعاند لا يدرك مصالحه الحياتية والاستراتيجية وهو تعبير طفولي للتعبير عن الغضب ولفت الانتباه والحصول على ما يريد بغض النظر عن النتائج.
وعند الكبار يرتبط العناد بالفشل وبتكرار الأخطاء وعدم الاستفادة من الأفكار والسلوكيات الإيجابية والشعور بعدم الهزيمة ويقال إن العناد يولد الكفر. وفي الحب بين الرجل والمرأة يقال يبلغ الحب القمة متى ما تنازلت المرأة عن عنادها والرجل عن كبريائه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي