بيانات «أرامكو» تبدد مخاوف وكالة الطاقة الدولية باعتماد السعودية على النفط في توليد الطاقة

بيانات «أرامكو» تبدد مخاوف وكالة الطاقة الدولية باعتماد السعودية على النفط في توليد الطاقة

بددت شركة أرامكو السعودية المخاوف من تنامي استهلاك المملكة النفطي وتأثيره في قدرتها الإنتاجية.
ويأتي تبديد الشركة للمخاوف بعد إعلانها عن عدد من الاستثمارات العملاقة في الغاز لزيادة قدرتها الإنتاجية والتكريرية من الغاز الطبيعي والغاز المسال واستخدامه بدلا عن النفط في قطاع توليد الطاقة وتحلية المياه، إضافة لتلبية الطلب المتنامي من قطاع صناعة البتروكيماويات.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد حذرت قبل أسبوعين من اعتماد المملكة على استخدام النفط في إنتاج الطاقة الكهربائية، وزعمت أن ذلك قد يحد من صادرات المملكة النفطية وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية على المملكة وعلى الدول المستوردة للنفط، كما أن عددا من الخبراء كانوا قد حذروا من تنامي استهلاك المملكة من النفط، مشيرين إلى أن المملكة قد تستهلك مجمل إنتاجها النفطي في عام 2035 إذا استمرت نسبة الزيادة في الاستهلاك.
ويأتي إعلان أرامكو عن استثماراتها في الغاز واستخدامه لتوليد الطاقة في المملكة ليؤكد أمان مستقبل الطاقة العالمية والمحلية، ويؤكد أن عملاق النفط السعودي يمتلك خططا استراتيجية بعيدة المدى تستشرف المستقبل القريب والبعيد.
وأكدت شركة أرامكو السعودية أن التوسع في إنتاج ومعالجة الغاز الطبيعي أحد أهم أولويات الشركة، وتنفذ أرامكو السعودية العديد من المشاريع التوسعية والتطويرية لضمان استمرارية زيادة منتظمة في إنتاج الغاز الطبيعي وفي منتجات الغاز المسال لتزويد مختلف القطاعات في المملكة بحاجياتها من الغاز وخصوصا قطاع صناعة الطاقة والبتروكيماويات.
ولفتت الشركة إلى توجهها لتوفير الغاز الطبيعي لاستخدامه كوقود في محطات توليد الطاقة ومحطات تحلية المياه، والحد من استخدام زيت الوقود والديزل في إنتاج الطاقة وفي الأنشطة الصناعية ابتداءً من عام 2014، ما سيؤدي إلى رفع صادرات المملكة من النفط وتعزيز مبادرات الشركة البيئية، كما أن مشاريع التوسع ستمكن الشركة من تلبية الطلب المتزايد على الغاز المسال من قطاع صناعة البتروكيماويات لاستخدامه كلقيم للصناعات البتروكيماوية.
وفي هذا الاتجاه، تعمل أرامكو السعودية على تطوير ثلاثة حقول بحرية للغاز غير المصاحب، وهي حقل كران، وحقل الحصبة، وحقل العربية في المنطقة الشرقية، كما أكملت تطوير حقل مدين في شمال غرب المملكة. وعلى صعيد معالجة الغاز تعمل الشركة على رفع قدرة المعالجة والإنتاج لبعض معامل الغاز، وهي معمل الخرسانية، ومعمل الحوية، ومعمل الواسط، ومعمل شيبة، ومعمل حرض.
وفي معمل الخرسانية يتم العمل على رفع القدرة الاستيعابية للمعمل لمعالجة الغاز غير المصاحب القادم من حقل كران، وستصل مخرجات المعمل في عام 2012 إلى 1.8 مليار قدم مكعب في اليوم من غاز البيع، و280 ألف برميل يوميا من الغاز المسال. وكان معمل الخرسانية، الذي بدأ الإنتاج العام 2010، قد تم تصميمه لمعالجة مليار قدم مكعب من الغاز المصاحب للنفط، و80 ألف برميل من المكثفات الهايدروكاربونية. ويتغذى المعمل من حقول نفط أبو حدرية، الفاضلي، الخرسانية، مرجان، السفانية, والظلف. وينتج المعمل حاليا 560 مليون قدم مكعب في اليوم من غاز البيع الذي يضخ إلى شبكة الغاز الرئيسة، و260 ألف برميل من الإيثان والغاز المسال، و1800 طن متري من الكبريت، إضافة إلى 300 ميغا واط من الطاقة.
ويقوم معمل الحوية لاستخلاص الغاز المسال بمعالجة 3.8 مليار قدم مكعب في اليوم من الغاز الحلو الغني جدا بالمكثفات، وينتج المعمل 290 ألف برميل يوميا من الإيثان والغاز المسال، كما يزود شبكة الغاز الرئيسة بـ 3.4 مليار قدم مكعب من غاز البيع (الميثان)، ويتم توجيه إنتاج المعمل من الإيثان ومنتجات الغاز المسال إلى قطاع صناعة البتروكيماويات، بينما يتم تزويد شبكة الغاز الرئيسة بغاز البيع الذي يستخدم في الغالب كوقود، إضافة لاستخدامه في عدد من الأنشطة الصناعية مثل صناعة الأسمدة.
وتعمل شركة أرامكو على إضافة مشروع لاستخلاص الغاز المسال في معمل شيبة، وسيزيد ذلك من إنتاج الغاز المسال لتلبية الطلب المتزايد في المملكة على اللقيم لصناعة البتروكيماويات ولضمان إنتاج مستمر وآمن من الغاز المسال. ويهدف المشروع لبناء معمل قادر على معالجة 2.4 مليار قدم مكعب من الغاز، وإنتاج 190 ألف برميل يوميا من الإيثان والغاز المسال. وسيسهم المشروع الجديد، الذي سيتم الانتهاء منه في عام 2014، في رفع قدرة المعامل القائمة حاليا في شيبة.
ويجري العمل على إنشاء معمل واسط لتلبية احتياجات المملكة من الطاقة بعد عام 2014 والحد من استخدام وحرق زيت الوقود والديزل، وبالتالي رفع صادرات المملكة من النفط. ويقوم المعمل الذي يبعد ثمانية كيلومترات من معمل الخرسانية بمعالجة الغاز غير المصاحب المستخرج من حقلي الحصبة والعربية. وتقتضي خطة المشروع أن يتمكن المعمل من معالجة 2.5 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا. ويتوقع الانتهاء من المشروع في منتصف 2014. و سينتج المعمل 1.8 مليار قدم مكعب من غاز البيع الذي سيستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية في مختلف مدن المملكة، كما سيدعم التوسع في البتروكيماويات والصناعات الأخرى، إضافة إلى ذلك سيحتوي معمل واسط على مرافق لتكسير الغاز الطبيعي المستخلص من معمل شيبة لاستخدامه كلقيم لصناعة البتر وكيماويات. وسينتج معمل التكسير الجديد 240 ألف برميل يوميا من الإيثان والغاز المسال لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الإيثان، والبروبان، والبيوتان، والبنزين الطبيعي. وسيستخدم المعمل تقنية تنقية الغاز بالسلفينول التي تزيد فعالية استخلاص الكبريت من 95 في المائة إلى 99.3 في المائة.
وتعمل ''أرامكو'' على رفع قدرة معمل حرض لتصل إلى 1.8مليار قدم مكعب من الغاز الرطب. ويضخ معمل حرض 1.7 مليار مكعب من غاز البيع يومياً إلى شبكة الغاز الرئيسة، كما تم الانتهاء من مشروع تطوير نظام التكثيف في أيلول (سبتمبر) 2010 الذي رفع قدرة المعمل على معالجة المكثفات بنسبة 64 في المائة، ليقفز إنتاجه من 140 ألف برميل إلى 230 ألف برميل يومياً. ويعتبر مشروع استخلاص ثاني أكسيد الكربون من خطط شركة أرامكو للسلامة البيئية، وتقوم الشركة بتخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكربون عن طريق استخلاصه من الانبعاثات الصناعية وحقنه في آبار النفط. ويساعد المشروع برامج الشركة لزيادة نسبة النفط المستخلص من الحقول، حيث يؤدي حقن الآبار بالغاز إلى ارتفاع الضغط في الحقل، وزيادة إنتاج الحقول النفطية، وزيادة نسبة الزيت القابل للاستخراج. وقد تم إطلاق المشروع لاستخلاص 40 مليون قدم مكعب من ثاني أكسيد الكربون من الغاز الحمضي المتدفق من معمل غاز الحوية ليتم حقنه في حقل العثمانية.
وبالنسبة لمشاريع تطوير وإنشاء حقول جديدة للغاز، تنفذ الشركة المرحلة الأولى من مشروع تطوير حقل كران للغاز غير المرافق لزيادة إنتاجه. ويتكون الحقل من21 بئرا موزعة على خمس منصات بحرية، وسيتم نقل الغاز الرطب عبر أنابيب بحرية طولها 110 أمتار لتتم معالجته في معمل الخرسانية. في حالة التشغيل الكامل في عام 2012 سينتج المشروع 1.8 مليار قدم مكعب من الغاز الرطب يتم ضخه إلى شبكة الغاز الرئيسة، ويعتبر كران هو الحقل البحري الأول للغاز غير المصاحب في شركة أرامكو وتم اكتشافه عام 2006.
كما انتهت ''أرامكو'' من مشروع تطوير حقل ميدان وحفرت عشرة آبار جديدة، كما قامت بصيانة الآبار القديمة، وتجاوز الإنتاج الكلي من المشروع الرقم المنشود حيث بلغ 75 مليون قدم مكعبة في اليوم. ويعتبر هذا المشروع جزءا من مشروع شامل لتطوير عمليات الغاز في شمال غرب المملكة لاستخدام الغاز في إنتاج الطاقة الكهربائية في المنطقة بدلا من النفط والديزل.
وبدأ العمل في حقلي الحصبة والعربية الواقعة شمال مدينة الظهران، وسيحتوي حقل الحصبة على سبعة آبار يتوقع أن يصل إنتاج كل بئر 200 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا. وتشير التقديرات إلى أن الطاقة الإنتاجية لحقل الحصبة ستصل إلى 1.3 مليار متر مكعب من الغاز يوميا، كما سيحتوي حقل العربية على ست منصات. وستبلغ طاقته الإنتاجية 1.2 مليار متر مكعب من الغاز يوميا، كما وسعت ''أرامكو السعودية'' شبكة الغاز الرئيسة بإضافة 215 كيلو مترا من أنابيب نقل الغاز التي يبلغ قطرها 56 بوصة، وستزيد هذه الزيادة في الشبكة كمية الغاز الذي تنقله الشبكة يوميا لعملاء أرامكو السعودية ومرافق الشركة في المنطقة الشرقية من 6.5 مليار قدم مكعب في اليوم إلى 7.2 مليار قدم مكعب.

الأكثر قراءة