نادي «الحائر» يطلق مواهب المساجين ويغرس فيهم المواطنة الصالحة

لم يتبادر إلى ذهن أحد النزلاء في إصلاحية الحائر أن يكسر حاجز الوحدة، والصمت، اللذين عاشهما منذ دخوله السجن، إلى أن يتحول إلى متحدثاً بارعاً وخطيباً مفوهاً على المسرح ويصفق له زملاؤه، ولم يدر بخلده أنه يملك موهبة الخطابة والإلقاء التي جعلته مبدعا فيها بعد أن تدرب عليها في النادي الصيفي داخل السجن. يقول (ص. ن) أحد الملتحقين بالنادي الصيفي في إصلاحية الحائر: حين دخلت السجن كنت أحب العزلة والوحدة، حتى دعاني أحد المشرفين على النادي الصيفي في الإصلاحية إلى المشاركة في مناشط النادي، وبالفعل شاركت فيه، ووجدت كل المساندة من المشرفين على النادي. وأضاف النزيل: إنني خلال مشاركتي في النادي استطعت تنمية موهبة الإلقاء لدي، بعد أن تدربت على يد أحد المشرفين في النادي، إلى أن استطعت أن أقدم المناسبات التي تقام في السجن. هذه إحدى المواهب التي رصدتها «الاقتصادية» خلال حضورها الحفل الختامي لنادي إصلاحية الحائر أمس، بحضور الدكتور محمد بن عبد العزيز السديري المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياض للبنين المكلف، الذين وجدوا في مثل هذه البرامج تعديلا لسلوكهم وتنميه لمواهبهم. ولم يخف النزلاء، خلال حديثهم لـ«الاقتصادية» سعادتهم بوجود هذا النادي داخل السجن، مؤكدين أن العاملين في النادي انتهجوا أروع الأساليب التربوية لدفع الملل والسآمة عن طريق الترفيه والتدريب، وإقامة المسابقات الثقافية والفنية والأمسيات الشعرية، مبدين رغبتهم في استمرار النادي طوال العام. وأشاروا إلى حجم الفائدة التي جنوها خلال مشاركتهم في النادي الصيفي خلال الفترة الماضية، من غرس لمعنى المواطن الصالح، والتبصير بالأحكام الشرعية. #2# وأكد الدكتور محمد بن عبد العزيز السديري المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياض للبنين المكلف، أن البرامج التي توضع للنزلاء من قبل وزارة التربية والتعليم وجدت الترحيب من قبل النزلاء، بل التفاعل الكبير في البرامج من قبلهم، منوهاً بنجاح الأندية الصيفية داخل الإصلاحيات، وأنها حققت كثيرا من الأهداف المرسومة لها، من الإسهام في تعديل سلوك النزيل، وذلك من خلال المناشط المقدمة له. وقال خلال كلمة ألقاها في حفل نادي الحائر الصيفي أمس، "إن وزارة التربية والتعليم وضعت منهجا لرعاية الطلاب وتوجيه شخصياتهم، مشيرا إلى أن الأندية الصيفية تشرف عليها نخبة من المشرفين المميزين، الذين يقدمون عديدا من البرامج المتنوعة لأبنائنا الطلاب لتعود عليهم بالنفع والفائدة، وتطور قدراتهم وإمكاناتهم". من جانبه، ذكر محمد الصويلحي مدير نادي إصلاحية الحائر في كلمته خلال الحفل، أن وجود النادي الصيفي داخل الإصلاحية لعامه العاشر يدل على النجاح الذي حققه النادي، بالتعاون بين "التربية" والعاملين في شعبة إصلاحية الحائر، مشيرا إلى التعاون والتفاعل الذي لمسه من النزلاء، الذين أسهموا في نجاح فعاليات النادي. وشكر الصويلحي كل من أسهم في إنجاح النادي، من وزارة التربية والتعليم والمديرية العامة للسجون، والمشرفين في الإصلاحية، ونزلائها. وفي ختام الحفل الذي أبدع فيه النزلاء بعرض تقرير مصور لنشاطات النادي، وفقرات شعرية وإنشادية، وعرض مصاحب، كرم الدكتور السديري الداعمين لبرامج النادي من منسوبي تعليم الرياض، وإدارة السجون، ومنسوبي الإصلاحية، والنزلاء المميزين في برامج النادي.