الأزمة تشتد.. نجاد يحذر من اعتقال أعضاء في حكومته ويعتبره «خطا أحمر»

الأزمة تشتد.. نجاد يحذر من اعتقال أعضاء في حكومته ويعتبره «خطا أحمر»

اشتدت الأزمة في إيران بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأعضاء حكومته من جهة، وبين المناوئين له من جهة أخرى، حيث حذر نجاد أمس من أي اعتقالات في صفوف أعضاء حكومته والفريق الرئاسي، مؤكدا أن ذلك "يشكل خطا أحمر" كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال أحمدي نجاد عند انتهاء جلسة الحكومة "لديّ واجب الدفاع عن الحكومة التي تعتبر خطا أحمر. وإذا أرادوا المساس بالحكومة فسأدافع عنها"، وذلك في وقت واجهت فيه شخصيات عدة من الصف الثاني في الحكومة إجراءات قضائية واعتقالات في الأسابيع الماضية.
وصرح نجاد إثر اجتماع للوزراء "برأينا فإن هذه الأعمال سياسية، ومن الواضح أنهم يريدون ممارسة ضغوط على الحكومة". وتابع لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية "لقد لزمت الصمت حتى الآن وسأواصل القيام بذلك".
وأضاف "إذا أرادوا الاستمرار واتهام زملائنا في الحكومة بأي ذريعة فسأقوم بواجبي القانوني والوطني بالدفاع عن زملائي".
وقال "لكن إذا وصلنا إلى حد إلحاق أضرار كبرى بالبلاد، فسيكون من واجبي إبلاغ الشعب والقيام بواجبي القانوني". وقد أوقف عدة أعضاء في السلطة التنفيذية سواء في الحكومة أو في أوساط الرئاسة بدوافع مختلفة في الأسابيع الماضية، فيما هناك أزمة سياسية حادة منذ منتصف نيسان (أبريل) بين الرئيس أحمدي نجاد والتيار الديني المحافظ المتشدد في النظام.
وتم توقيف نحو عشرة مقربين من إسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس ومستشاره المثير للجدل، في قضايا فساد أو جنح مالية أو حتى "شعوذة" في بعض الأحيان.
وبينهم نائب وزير خارجية سابق هو محمد شريف مالك زاده الذي كاد أن يؤدي تعيينه الأسبوع الماضي، إلى إقالة وزير الخارجية علي أكبر صالحي من قبل البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون الدينيون.
من جهة أخرى، يواجه نائب الرئيس حميد بقائي إجراءً قضائيا بتهمة ارتكاب تجاوزات قضائية. ويواجه مدير مكتب الرئيس هجوما شديدا من قبل التيار المتشدد في النظام الذي يعتبره ليبراليا جدا وقوميا جدا وشديد النفوذ، ويتهمه بقيادة "تيار انحرافي" يهدف إلى تقويض النظام الإسلامي الإيراني.
وكثف المحافظون المتشددون الضغوط على أحمدي نجاد لكي يقيل مشائي، لكن الرئيس رفض ذلك حتى الآن. وقال الرئيس "آمل أن تتم حماية سمعة الناس ولا سيما أعضاء الحكومة الذين يعملون على مدار الساعة، وليس لديهم الوقت للدفاع عن أنفسهم"، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
وكان خامنئي الذي دعا عدة مرات إلى العودة للهدوء في تيار المحافظين، قد طلب الإثنين من القضاء والمسؤولين السياسيين والإعلام وقف الإشارة بالاسم إلى الأشخاص الموقوفين أو المستهدفين بإجراءات قضائية بهدف الحفاظ على افتراض براءتهم. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس في لندن، أن إيران أجرت تجارب سرية على صواريخ "قادرة على حمل" رؤوس نووية.
وقال هيغ في مجلس العموم إن "إيران أجرت تجارب سرية على صواريخ باليستية وأطلقت صواريخ، ولا سيما صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، منتهكة بذلك قرار الأمم المتحدة 1929". بينما نفت إيران على لسان رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية، ما أعلنه هيغ.

الأكثر قراءة