التعاون الخليجي.. بين طموح القادة والإعلام المهزوم!

احتفل مجلس التعاون الخليجي منذ أيام بإكماله ثلاثين عاماً.. وحينما تأسس هذا المجلس كانت الطموحات متواضعة بحيث لا تتعدى تسهيل تنقل الأشخاص والبضائع بين دول المجلس، ومع مرور السنوات ارتفع سقف الطموحات ليشمل التنسيق والتعاون في النواحي الأمنية والعسكرية.. والتركيز على الشأن الاقتصادي.
ثم اتجه الاهتمام إلى قبول المزيد من الدول في عضوية المجلس لتوفير مزيد من القوة والعمق الاستراتيجي له ولذا أشركت دولتا العراق ثم اليمن في بعض النشاطات التعليمية والاجتماعية والرياضية تمهيداً لتأهيلهما للعضوية الكاملة للمجلس.. لكن عدم استقرار أوضاع البلدين حال دون ذلك.. وبعد احتلال الكويت وحرب الخليج الأولى أدركت دول المجلس أن عليها زيادة التعاون فيما بينها وبالذات في المجال العسكري ولذا تم إنشاء قوة درع الجزيرة ودعمها بشكل كبير وظهرت نتائج ذلك في دور هذه القوة الفعال في حماية مملكة البحرين من الخطر.. وجاءت الدعوة التي أعلنت أخيراً لكل من الأردن والمغرب للانضمام لعضوية المجلس.. وقوبلت من الإعلام المهزوم بالرفض.. وسخر منها البعض قبل أن تتضح تفاصيلها.. ومدى إمكانية تنفيذها .. إما بالعضوية الكاملة أو الجزئية.. فلربما يكون التعاون بين هاتين الدولتين ومجلس التعاون في مجالات محددة.. وعقدت الندوات التلفزيونية ودبجت المقالات المطولة التي تعارض هذا التوجه.. وكان الأولى أن يتم التركيز على اقتراح أوجه التعاون التي يمكن أن تتم لتخدم المنظومة الخليجية أولاً ثم الطرف الآخر وذلك على غرار الاتفاقيات التي تجمع كيانات أوروبية معروفة ودولا أخرى بطريقة 6 + 2 أو غيرها من صيغ التحالف المعروفة عالمياً.
وعودة إلى مجالات التعاون أقول إن طموحات قيادات مجلس التعاون عالية جداً وتود أن يكبر المجلس ويقوى (وهو مؤهل لذلك) في مواجهة الأعاصير والعواصف المحيطة به.. وسيكون التعاون وبالذات في المجال العسكري مفيدا جداً للوقوف في وجه التدخلات الأجنبية في دول المجلس، ولذا فليس مستبعداً أن تدعو دول مجلس التعاون دولاً أخرى (ربما غير عربية) مثل باكستان وتركيا لمزيد من التنسيق والتعاون، خاصةً في المجالين الاقتصادي والعسكري!
وهكذا يظل المعيار الرئيس للدول التي تناسب الانضمام لمجلس التعاون هو استقرار الأنظمة في تلك الدول واتباعها سياسات حكيمة ومعتدلة بعيدة عن الطائفية والتطرف بجميع أشكاله وهو ما يتلاءم مع سياسات دول المنظومة الخليجية.
وأخيراً: الإعلام الخليجي مدعو إلى التخلص من السلبية وإظهار جوانب القوة في هذا التجمع الخليجي الذي يملك جميع الإمكانات لكي يكبر وينمو.. بدل أن تظهر أقلام وأصوات مهزومة تثبط العزائم وتشكك في كل خطوة.. حتى وصل الأمر إلى القول إن انضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون سيضعف الجامعة العربية.. مع أن الأمر على العكس تماماً فأي قوة لتجمع عربي تعتبر دعماً للجامعة العربية في النهاية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي