في ذكرى البيعة .. فلنحفظ لبلادنا إنجازاتها

اليوم يحتفل الوطن بمرور ست سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ مقاليد الحكم، وفي هذا اليوم نستذكر جميعاً ما تحقق على مستوى الوطن من إنجازات، شملت مختلف جوانب الحياة. وإذا كان من الصعب الإحاطة بهذه الإنجازات في هذه المساحة الصغيرة، فإن من حق الوطن وولي الأمر وكافة المسؤولين الذين يسعون إلى رقي هذا الوطن علينا جميعاً، أن نبحث عما يجمع لا ما يفرق، وأن نحرص على إبراز الجوانب الإيجابية، وهي كثيرة، ولله الحمد، ونترفع عن قضايا يُمكن معالجتها بحكمة وأناة وتعقل، بحيث يتحقق الهدف من طرحها، بدلا من أن تكون مصدر فرقة وتناحر، ومدخل ضغط وابتزاز لبلادنا.
في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بذكرى البيعة، نرى كثيراً من الإنجازات وقد تحققت، وكثيراً من أوامر الخير وقد تتالت، لتعالج أوضاعا، وتحسن أداء، وترفع من مستوى معيشة، كما رأينا كيف استطاع أبناء الوطن ضرب أروع مثل في الوقوف معاً ضد كل من أراد الفتنة ببلادنا.
وإذا كان الحوار الذي يجري هذه الأيام بين مختلف أطياف المجتمع يدور حول المرأة وحقوقها، وما تأمله من انفراج في كثير من القضايا المتعلقة بها، فمن حق بلادنا علينا أن نفخر بإنجازات كثيرة في هذا المجال، من أبرزها افتتاح مشروع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وما حققته المرأة السعودية من إنجازات علمية كانت محل تقدير الجميع.
هذه الإنجازات الكبيرة لم تأخذ حقها من التناول الإعلامي، كما أخذت قضية قيادة المرأة للسيارة، التي وجد فيها البعض مدخلا للهجوم على بلادنا ومجتمعنا، وتفرغت لنا صحفٌ عالمية، ومنظماتُ حقوق إنسان، تغافلت عما يجري من قتل وانتهاك للأعراض في دول قريبة منا، وانشغلت بالبحث عما ينشر في المدونات ومواقع الإنترنت، من أخبار وتعليقات لتبرزها، وتتباكى على وضع المرأة في بلادنا، وتسعى إلى تصعيد وتسييس قضية، ما كان لها أن تصعّد، لو أديرت بحكمة وروية.
إن قضايا المرأة في مجتمعنا كثيرة، وتستحق أن تفرد لها مساحات واسعة في صحفنا المحلية، خاصة تلك القضايا التي تتعلق بعمل المرأة، أو حقوقها الزوجية وما يقع عليها من ظلم من قبل البعض، أو حتى لطرح حلول لتخفيف معاناة المرأة والأسرة ككل، من غياب النقل العام المنظم الذي جعل مجتمعنا يحتل المركز الأول في استقدام السائقين على مستوى العالم، وجعل العمالة الأجنبية تتولى المبادرة، فتدير هذا النقل بشكل عشوائي، خطورته على المجتمع وأمنه لا تخفى على الجميع.
إن من الإنجازات المهمة التي حققتها المرأة السعودية، ولم تأخذ حقها عبر وسائل الإعلام رغم أهميتها، ما أظهرته دراسة قدمها المستشار والمشرف على الإدارة العامة للتخطيط والإحصاء في وكالة وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات الدكتور عبد المحسن العقيلي، في إحدى الندوات التي أقيمت ضمن البرنامج العلمي لمعرض براغ الدولي للكتاب، وجاء فيها أن نسبة الالتحاق بالتعليم العالي السعودي من الفئة العمرية 18- 24 تجاوزت المتوسط العالمي، كما حققت المملكة المركز الأول من حيث (تكافؤ الجنس) والمقصود به نسبة أعداد الطلاب إلى أعداد الطالبات مقارنة بمتوسطات مجموعات الدول، حيث بلغت هذه النسبة 1.44 لصالح الطالبات، وهي بهذا تتجاوز المعدل العالمي الذي يبلغ 1.038، وكذلك معدل دول أوروبا الغربية وأمريكا الذي يبلغ 1.233.
هذا الإنجاز لو تحقق لغيرنا لوجدنا جميع وسائل الإعلام تتناوله، ولأقيمت له الندوات، وتناوله الباحثون بالشرح والتحليل، فكيف يُغفل في بلد إلى نصف قرن مضى كانت المرأة تجاهدُ فيه من أجل أن تتاح لها فرصة التعليم النظامي!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي