البيعة.. محطة في مسيرة العطاء

في مثل هذا اليوم، السادس والعشرين من جمادى الآخرة تحل علينا ذكرى غالية على قلوبنا، وعزيزة على نفوسنا، إنها ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملكا للمملكة العربية السعودية، إنها ذكرى العمل والبناء، ذكرى الإنجازات والنماء التي جاءت استكمالا لمسيرة الرقي منذ عهد والده المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــــ تغمده الله بواسع رحمته ـــ، وإخوته من قبله الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، حيث وضع بصمة واضحة في تاريخ التنمية البشرية والإدارية والاقتصادية.
ذكرى غالية.. لأنها ترسم لنا ملامح المسيرة الطامحة بأبهى صور التقدم والازدهار؛ والشمولية والتكامل، وأصبحت المملكة تفتخر بما وصلت إليه من العزّ والمنعة، والعطاءات والمنجزات، فقد قال وفعل، وخطط فأنجز، وأضحى شغله الشاغل (إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة)، تلك الكلمات التي نبعت صادقة من قلبه، وعقله، في مثل هذا اليوم المبارك، يوم تولى زمام القيادة والمسؤولية.
ولست أروم في كلماتي هذه تعداد صفاته وإنجازاته فأفعاله هي صفاته، والمرحلة ناطقة بإنجازاته، والتاريخ شاهد أمين. وها نحن في التعليم العالي نعيش هذه الإنجازات واقعا ملموسا، ونشاهد هذه التحولات رأي العين، فقد قفز عدد الجامعات في عهده الزاهر من ثماني جامعات إلى 24 جامعة، وبات التعليم يغطي 89 محافظة من محافظات المملكة بعد أن كان مقصورا على المدن الكبرى فقط، وأسس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تعد منارة إشعاع، ووجهة تقدم، ليس لبلادنا فحسب وإنما للبلاد العربية والإسلامية جمعا، وفي الابتعاث الخارجي، دعم برنامج الابتعاث دعما منقطع النظير حيث يعد البرنامج نقلة نوعية وإضافة كبيرة في تأهيل الكفاءات الوطنية في التخصصات النوعية، وقد بلغ عدد المبتعثين أكثر من 90 ألف مبتعث في أعرق الجامعات المتقدمة. كما كما أطلق مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، ومشروع الملك عبد الله لتطوير مرفق القضاء، وإنشاء هيئة البيعة، كما وضع حجر الأساس لمشروعات عملاقة في جدة ومكة المكرمة تفوق تكلفتها 600 مليار ريال في التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام، والتوسعة في المسجد النبوي والقيام بأعمال توسعات للمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، وأمر ــــ أيده الله ـــ بإنشاء مشروعات تحلية المياه المالحة وإنتاج الطاقة الكهربائية في رأس الزور وينبع، وإنشاء مستشفى الملك عبد الله للأطفال ليكون مركزا لأمراض الأطفال وخاصة الأطفال السياميين.
وبتوجيه وحرص منه تم زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي، وتوفير الوظائف الرسمية لموظفي البنود، وزيادة الوظائف التعليمية، كما لم ينس الاستقرار الوظيفي لمواطنيه كذلك دعم صندوق التنمية العقاري فرفع إقراضه إلى 500 ألف ريال واعتمد إنشاء 500 ألف وحدة سكنية دعما للاستقرار السكني والنفسي، كما دعم صندوق التنمية الصناعية وبنك التسليف التي أسهمت بدورها في ازدهار الحركة الاقتصادية والصناعية.
ودعا ورعى الحوار الوطني بين أطياف المجتمع، وكذلك رعايته لمؤتمر الحوار بين الأديان، ودعوته إلى التسامح والتقارب ونبذ العنف والقطيعة ووحدة الأمة والتسلح بالعلم والمعرفة.
كل تلك المقومات التي تمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيزــــ سدده الله ورعاه ــــ مكنت المملكة بحمد الله أن تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي والاجتماعي والصحي، في ظل التقلبات العالمية التي يعيشها العالم في الوقت الراهن. وهيهات أن تحصى منجزات ومواقف هذا القائد الفذ أطال الله في عمره وألبسه لباس الصحة والعافية، فشكرا لقيادة تحفز على العطاء، وترفع لواء الإبداع وتعلي بناء الوطن بهذا الحضور البهي والمكانة العالية والإرادة الصلبة التي نفخر بها جميعا، وما هذا إلا غيض من فيض نستذكره في هذه الذكرى العزيزة مجددين فيها بيعتنا ووفاءنا لقيادة صادقة مخلصة لوطن غالٍ أدام الله عليه أمنه وأمانه ورخاءه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي