هدنة هشة توقف الاشتباكات الدامية في اليمن

هدنة هشة توقف الاشتباكات الدامية في اليمن

أدى وقف غير رسمي لإطلاق النار بين قوات الأمن التابعة للرئيس علي عبد الله صالح ومجموعة عشائرية إلى توقف القتال أمس بعد نحو أسبوع من الاشتباكات الدامية التي تركت اليمن على شفا حرب أهلية.
وأودى القتال خلال الأسبوع المنصرم بحياة نحو 115 شخصا، ودفع آلاف السكان إلى الفرار من صنعاء وزاد من شبح الفوضى الذي قد يفيد جناحا للقاعدة مقره اليمن .
وقالت مصادر عشائرية وسكان إن القتال لم يتجدد في حي الحصبة في شمال صنعاء الذي شهد الأسبوع الماضي اشتباكات ضارية للسيطرة على المباني الحكومية وخارج العاصمة.
وكانت أحدث موجة من القتال الذي اندلع بين قوات الأمن التابعة لصالح وأعضاء من عشيرة حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر أكثر المواجهات دموية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في كانون الثاني (يناير)، وأطلق شرارتها رفض صالح التوقيع على اتفاق نقل السلطة.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن ثمة حاجة فورية إلى وقف لإطلاق النار على نطاق واسع ويجب أن يكون جزءا من خطة تؤدي إلى انتقال السلطة. وقالت المجموعة في "تحذير من مخاطر الصراع" أصدرته في وقت متأخر البارحة الأولى "أكثر الخطوات إلحاحا لمنع مزيد من التصعيد وإزهاق الإرواح هي أن يقبل الجانبان على الفور وقفا لإطلاق النار يتوسط فيه الساسة وشيوخ العشائر في اليمن".
وأضافت أنه كان ينبغي أن تشارك الدول الأجنبية في الوساطة "لكن نظرا للطبيعة الشخصية والعشائرية الشديدة للعداء بين آل صالح وآل الأحمر فلا يمكن للوساطة أو المبادرات الدولية وحدها أن تعالجه بفاعلية".
وليس للقوى العالمية تأثير يذكر في اليمن بينما الولاء العشائري هو أقوى العناصر في النسيج الاجتماعي المضطرب، ويندلع القتال بالفعل فيما يبدو على أسس عشائرية.
وقال رجال قبائل البارحة الأولى إنهم استولوا على مجمع عسكري من قوات خاصة موالية للرئيس على بعد 100 كيلومتر خارج صنعاء مما وسع نطاق صراع كان حتى ذلك اليوم يتركز بشكل أساسي في العاصمة قرب منزل الأحمر.
ويلقي القتال بظلاله أيضا على حركة احتجاج سلمية إلى حد بعيد بدأت قبل شهرين بهدف إنهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما واستلهمت انتفاضات أسقطت زعيمي مصر وتونس اللذين طال بقاؤهما في الحكم. وجاء في تقرير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات "شبان المدن وناشطو المجتمع المدني الذين بدأوا الحركة الاحتجاجية بصدد فقد أغلب مكاسبهم جراء هذا التحول في الأحداث". وأعرب الوسطاء عن سخطهم المتزايد على صالح قائلين إنه يفرض شروطا جديدة كل مرة للتوقيع على اتفاق يرعاه مجلس التعاون الخليجي وكان أحدثها اشتراطه إقامة احتفال شعبي للتوقيع.
وترددت أصوات إطلاق البنادق الآلية والإنفجارات المتفرقة في المدينة قبل أن تخف حدة القتال بعد جهود للوساطة. وأخلى مقاتلو الأحمر مباني الوزارات الحكومية التي سيطروا عليها في مقابل وقف إطلاق النار وخروج القوات الحكومية من منطقتهم.
وينطبق وقف إطلاق النار على منطقة تحيط بمجمع الأحمر في صنعاء المقسمة حاليا بين الجانبين. وهناك هدنة غير رسمية أيضا في منطقة في شمال شرق صنعاء حيث قالت عشائر أمس إنها سيطرت على معسكر للجيش. وضربت الطائرات الحربية اليمنية هؤلاء المقاتلين العشائريين بالقنابل واخترقت حاجز الصوت فوق صنعاء.وهناك مخاوف من أن يصبح اليمن الفقير - الذي يعيش نحو 40 في المائة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم - دولة فاشلة ولا سيما أنها تطل على ممر ملاحي يمر منه ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. وفي الجنوب قال سكان إن عشرات الرجال المسلحين الذين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة أحكموا سيطرتهم فيما يبدو على مدينة زنجبار في محافظة أبين الملتهبة اليوم وذلك بعد يوم من اقتحام المدينة ومطاردة قوات الأمن.
ويقول محللون إنه في ظل الصراع السياسي الحالي فمن المرجح أن تحظى القاعدة في جزيرة العرب بحرية أكبر في شن تفجيرات كبرى تتمتع بخبرة فيها. وقال الباحث في الشأن اليمني جريجوري جونسن "بالنظر إلى مدى انشغال حكومة صالح في محاولتها التمسك بالسلطة يوجد أمام القاعدة في جزيرة العرب متسع كبير جدا للعمل في الوقت الحالي".

الأكثر قراءة