المملكة تكشف عن حضارتها العريقة في روسيا بـ 347 قطعة أثرية .. الإثنين
يرعى الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة الروسي ألكسندر أفدييف الإثنين المقبل، حفل افتتاح معرض ''روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور'' الذي يستضيفه متحف الإرميتاج في مدينة سانت بطرسبرج في روسيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار.
ووصف الأمير سلطان بن سلمان وجود معرض ''روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور'' في دولة كبرى كروسيا بأنه علامة مميزة لاهتمام العالم بالبعد الحضاري للمملكة الذي تم إبرازه في السنوات الأخيرة. وقال الأمير سلطان بن سلمان: ''لقد فوجئ العالم بشكل إيجابي بأن المملكة العربية السعودية كما هي بلد الإسلام وبلد الحراك الدولي سياسيا واقتصاديا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـــ حفظه الله ـــ تقوم على حضارات عظيمة ونحن نعرض جزءا منها لإبراز قوة الدولة وثقل هذا الدين العظيم الذي نشأ في موقع حضارات وثقافات عالمية، والعالم اليوم سعيد جدا بأن يرى هذا الحراك الثقافي الكبير للمملكة''.
وكانت قطع المعرض قد وصلت أخيرا من مؤسسة لاكاشيا، حيث اختتم المعرض هناك في الـ 17 من ربيع الأول الموافق 20 شباط (فبراير) من هذا العام إلى مدينة سانت بطرسبرج؛ تمهيدا لعرضها في متحف الإرميتاج الذي يعد من أهم المتاحف وأشهرها على مستوى العالم.
وستقام خلال المعرض عدد من الفعاليات الثقافية المصاحبة، حيث سيقام في اليوم الثاني ثلاث محاضرات تتناول الجانب الأثري والتراثي في المملكة، الأولى بعنوان: ''الحضارات الضاربة في القدم بالمملكة العربية السعودية'' للدكتور على بن إبراهيم الغبان، نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، والمحاضرة الثانية بعنوان: ''التراث العمراني في المملكة العربية السعودية'' للدكتور مشاري النعيم أستاذ النقد المعماري في جامعة الدمام، والمحاضرة الثالثة بعنوان: ''مواقع التراث العمراني العالمي في المملكة'' للدكتور عبد الله السعود، مدير عام المتحف الوطني في الرياض.
وسيقام على هامش المعرض جناح للأفلام الوثائقية عن المملكة يتم فيه عرض أفلام إعلامية تبرز تاريخ المملكة وحضارتها تم إنتاجها من خلال هيئة السياحة ووزارة الثقافة والإعلام، كما يقام معرض إعلامي مصغر تسهم فيه كل من هيئة السياحة ووزارة الثقافة والإعلام بمجموعة كبيرة من الصور والكتب عن المملكة.
وسيصاحب حفل افتتاح المعرض وأيامه الثلاثة الأولى عروض فلكلورية سعودية يشهدها متحف الإرميتاج تشارك فيها وزارة الثقافة والإعلام من خلال الفرق الشعبية التي ستقدم ألوانا فلكلورية من مناطق المملكة، حيث ستقدم أول عرض على مسرح متحف الإرميتاج في اليوم الثاني للمعرض، فيما ستقوم الفرق في الأيام الثلاثة بعد الافتتاح بتقديم عروضها للجمهور في مسرح خصص لها في الحديقة العامة بالمتحف.
ويحوي المعرض 347 قطعة أثرية، من القطع المعروضة في المتحف الوطني في الرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ودارة الملك عبد العزيز، وعددا من متاحف المملكة المختلفة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة.
وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم ''مليون سنة قبل الميلاد'' وحتى عصر الدولة السعودية، وقد تم إضافة 27 قطعة أثرية إلى المجموعة السابقة التي عرضت في فرنسا وإسبانيا والبالغ عددها 320 قطعة. ويعد متحف الإرميتاج في روسيا المحطة الثالثة للمعرض، الذي صدرت الموافقة السامية الكريمة على انتقاله إلى عدد من المدن الأوربية والأمريكية، وذلك بعد متحف اللوفر في باريس الذي اختتم فيه المعرض في 27 أيلول (سبتمبر) 2010م، ومؤسسة لاكاشيا في إسبانيا التي اختتم فيها المعرض في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأكد الدكتور علي الغبان، نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن معرض ''روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور'' اكتسب مكانة عالمية وشهرة في الأوساط العلمية والثقافية بعد النجاح الكبير الذي حققه في باريس وبرشلونة، مشيرا إلى أن المتاحف والمعارض العالمية في هذه الدول هي من تطلب استضافة المعرض وتحمل تكاليفه؛ مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض والتي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة.
وأبان الغبان، أن قطع المعرض نقلت بالكامل من مؤسسة لاكاشيا في برشلونة إلى متحف الإرميتاج، الذي يتحمل تكاليف النقل والعرض، منوها بما لقيه المعرض أثناء إقامته في فرنسا وإسبانيا من إقبال واسع واهتمام إعلامي كبير، إضافة إلى الاحتفاء به من قبل المتخصصين والمعنيين بالآثار والمتاحف على مستوى العالم.
ونوه الغبان إلى ما يحظى به المعرض من اهتمام شخصي وكبير من سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان الذي يذلل كل العقبات ويتابع تفاصيل الإعداد للمعرض ويخصص من وقته وجهده الكثير لدعم هذا المعرض الذي يعد حلقة في سلسلة النجاحات التي حققها سموه لإبراز قيمة الآثار السعودية محليا وعالميا. وأكد أهمية المعرض في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة، وما تمتلكه من مخزون تراثي وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة، مشيرا إلى أن قطع المعرض اختيرت لتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور والتأثير في الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محورا رئيسا في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري بينها.