«عين رأت» تؤكد جماهيرية الفنون البصرية وتضعها تحت تصرف العمل الخيري

«عين رأت» تؤكد جماهيرية الفنون البصرية وتضعها تحت تصرف العمل الخيري

«عين رأت» تؤكد جماهيرية الفنون البصرية وتضعها تحت تصرف العمل الخيري

معرض مجموعة ''عين رأت'' للفن التشكيلي والتصوير الضوئي الخيري الثالث الذي أقيم في صالة العرض في برج الفيصلية في الرياض مساء الأربعاء الماضي، كان أشبه بكتاب يتم تصفحه سيرا ووقوفاً على الأقدام والإلهام في وقت واحد، فقد اعتمد طابعا بانوراميا موسعاً من خلال عرضه عددا كبيرا من التجارب والمدارس. واستطاع المعرض الذي افتتحه وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب الدكتور فهد الباني نيابة عن الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، بحضور الأمير هاشم بن الحسين بن طلال شقيق الملك عبد الله بن الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية، أن يوظف هذا الجانب من خلال كونه فرصة لتقديم نماذج مكثفة تتجسد عبر مشاركة كل فنان بعمل واحد فقط، وهو ما أسهم كذلك في زيادة مساحة المشاركة للفنانين وتوسيع نطاق الخيارات للجمهور، إضافة إلى أن مستوى الإقبال أكد أن للفنون البصرية شعبيتها التي تتزايد على نحو مستمر، مع ارتفاع نسبة الاطلاع والثقافة الفنية وسرعة انتشارها وسهولة انفتاحها على مشروعات عالمية، سواء كان ذلك في سياق التجربة الإبداعية أو التنظيمية. #2# وقام وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب والشيخ فهد أبو نيان والحضور عقب قص الشريط، بجولة على أرجاء المعرض الذي خصص ريعه لصالح تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمشاركة أكثر من 35 فناناً تشكيلياً و75 مصوراً فوتوغرافياً من داخل المملكة وخارجها، حيث اطلع خلالها على الأعمال الفنية التي ضمها المعرض وشملت مختلف المدارس في مجال التصوير الرقمي والفن التشكيلي والنحت والخط الإسلامي. وقد عبر وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب عن سعادته واعتزازه بافتتاح هذا المعرض، منوهاً بما شاهده من أعمال وإبداعات فنية متنوعة تشكل في مجملها تظاهرة فنية وثقافية عالية المستوى تسهم في تكوين رسالة إنسانية معبرة تهدف إلى خدمة فئة عزيزة على قلوبنا جميعاً من أجل تعليمهم، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية التي تستشعرها جميع مكونات المجتمع السعودي من مؤسسات وأفراد. إضافة إلى العمل على الارتقاء بالذائقة الجمالية وتفعيل الحركة الفنية لدى كافة شرائح المجتمع التي بلا شك تحسب لمجموعة عين رأت والقائمين عليها، مثمناً المبادرات الخيرية التي تقوم بها المجموعة والقائمين عليها، وفي مقدمتهم شريفة السديري الرئيس الفخري للمجموعة عضو مجلس الإدارة، وأسماء الدخيل رئيس مجلس الإدارة. كما أعلن الدكتور فهد الباني عن اقتناء الرئاسة العامة لرعاية الشباب مجموعة من الأعمال الفنية التي يضمها المعرض، وذلك بتوجيه من الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، انطلاقاً من الحرص على دعم أهداف هذا المعرض الخيري لخدمة هذه الفئة الغالية في المجتمع، والعمل على الارتقاء بمدارس الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي من أجل تشجيع الحركة الفنية وممارسيها في المملكة. الناقد والأكاديمي المتخصص في الفن التشكيلي الدكتور محمد عبد المجيد فضل، أشاد بحرص المعرض على أن يكون مميزا في شكله ومضمونه، ولا سيما أنه قدم فنونا متعددة على الرغم من تركيزه على قسمين رئيسيين هما الفن التشكيلي والتصوير الضوئي ولكل واحد منهما تفرعاته وأنواعه، وأضاف ''هناك التصوير التشكيلي الذي يشمل مدارس مختلفة من الواقعية أو الطبيعية وحتى التجريد والسريالية، إضافة إلى الأعمال التي تجمع بين عدة أساليب، واللوحات البارزة التي توائم بين الرسم والنحت بحيث يلتقي نوعان من الفن في عمل واحد، والخط العربي الذي قدم أعمالا مبدعة من حيث التصميم والتنفيذ والمحافظة على القواعد المعروفة للخط وإجادتها'' ويرى فضل أن التنوع الذي وفره المعرض نجح في تلبية متطلبات الجميع على كل المستويات سواء كانوا فنانين أو زوارا، وفي ما يتعلق بارتفاع مستوى الاهتمام بالفنون البصرية، قال'' هذا أمر واضح، ابتدأ الجمهور يحضر بكثافة لهذه الأنشطة، ويشارك ويناقش ويستفسر ويبدي وجهات النظر، الفن التشكيلي بدأ في تكوين قاعدة جماهيرية، كما أن الصورة الضوئية تعد في طليعة الفنون الأكثر جذباً للمتلقي أياً كانت لغته وثقافته. ثقافات تحت مظلة واحدة الفنانة الصينية عائشة يون شاركت بلوحتها ''اهتمام'' ووصفت المعرض بأنه عالمي بمعنى الكلمة، مشيرة إلى أنها استطاعت من خلاله التعرف على أفكار جديدة وأنماط متعددة من الفن تمثل مدارس وثقافات متنوعة. فيما قالت التشكيلية نجلاء السليم بدورها إن هذا الحدث مثل لها فرصة للالتقاء بعدد كبير من الفنانين وتبادل الرؤى، إضافة إلى الالتقاء بجمهور المعرض من نقاد ومهتمين، وأوضحت نجلاء وهي ابنة الفنان السعودي المعروف محمد السليم ـــ يرحمه الله ـــ أن لوحتها المشاركة تحمل مضامين التعبير عن الأنثى من خلال فلسفة تشكيلية لا تعتمد على الجسد وإنما على الخطوط والألوان الدافئة. في ناحية أخرى، كانت سارة الخالدي وهي التربوية والمتخصصة في اللغة العربية تأخذ جولتها المتأنية بين اللوحات، مبدية اهتماماً مضاعفاً بعمل الفنانة مها السديري وعلى نحو يثبت أن الفن لغة كونية واحدة وإن اختلفت وسائل التعبير عنها، ورغم اهتمامات الخالدي ذات الطابع الأدبي إلا أنها تؤكد أن الأعمال التشكيلية تتميز بإبداع خاص يتقاطع مع الفنون الأخرى. وأضافت ''لكل من الشعر والرسم طريقته في التعبير، وكلاهما يجتمعان على ابتكار الصورة والرؤية والمشهد، الفكرة نفسها قد تمر على شخصين مختلفين فيرسمها أحدهما على شكل لوحة، ويكتبها الآخر في قصيدة، وفي بعض الحالات قد تجتمع الموهبتان كما هو الحال لدى الأمير بدر بن عبد المحسن والأمير خالد الفيصل وغيرهما''. وقالت الخالدي إن المدارس مطالبة بتعزيز الحس الفني والإبداعي لدى الطلاب والعمل على تنمية الذائقة، كما طالبت بتكثيف المعارض المشابهة في الرياض والتعريف بها على نطاق واسع، ولا سيما في ظل وجود قاعات مؤهلة وخبرة جيدة في التنظيم. أنسنة الفن والجمهور المتنوع في زاوية أخرى، يتجول محمد البقمي مع أطفاله ويقول إن هذه الفعاليات تمثل متنفسا جميلا حتى لغير المهتمين بالفن، بينما يثني المحامي علي السعدون على ما شاهده من أعمال فنية، معتبرا أن سهولة الوصول إلى موقع المعرض كانت عاملا محفزا لحضوره، وفي الوقت الذي يؤكد فيه أن الصورة الضوئية التي شاركت بها وجدان الحارثي هي أكثر ما لفت نظره في المعرض، يتفق معه عبد السلام العامري من الإمارات، الذي يؤكد أيضا أن ما شاهده في المملكة من إقبال الجيل الجديد على النشاط الإبداعي يمثل مؤشرا حضارياً مشجعاً، كما يشيد بفكرة تطويع الفن لصالح الأعمال الخيرية. من جهة أخرى، قالت أسماء الدخيل رئيسة مجلس الإدارة لمجموعة عين رأت إن ميزة هذا المعرض هو نجاحه في الاحتفاء بعدد كبير من تجارب المصورين والفنانين التشكيليين من عدة دول، مشيرة إلى أن حجم الحضور في الأيام الأولى كان مشجعاً، إضافة إلى الطلبات على اقتناء اللوحات، وهو ما يرسخ الهدف الأسمى من المعرض وهو إعادة الفن إلى منطلقاته الإنسانية، من خلال تفعيل الاستفادة من مردوده لصالح أعمال خيرية، وهو ما تم تطبيقه في هذا المعرض حيث سيعود ريع اللوحات والأعمال المقتناة إلى تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.
إنشرها

أضف تعليق