تصرفات شبابية طائشة

تظهر بين الحين والآخر تصرفات شبابية طائشة يقوم بها بعض الشباب الذين يسيئون لأنفسهم أولا بتلك التصرفات التي يقدمون عليها، والتي تكون نتيجة لغياب الحياء لديهم، مما جعلهم يقعون فيما يخدش الحياء، والنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ حثنا على التمسك بأهداب الشريعة الإسلامية والبعد عما يتعارض معها، وحثنا على الحياء، وهو ما يحتاج إليه بعض الشباب الذين تقع منهم بعض التصرفات الطائشة التي لا تليق بمسلم ينتمي لهذا الدين العظيم، ولعل من أسوأ تلك التصرفات التي تصدر من بعض الشباب، وهي حالات شاذة محدودة جدا، وتلك التصرفات للأسف الشديد تحدث منهم في الأسواق والمجمعات تجاه الفتيات وبعضهن يتم نزع حجابهن أمام المتسوقين للأسف الشديد ثم يلوذ الفاعل بالهرب، وهي أفعال مؤلمة وما كنا نتمنى، وهي تعتبر حالات شاذة تمارسها قلة صغيرة لا يمكن تعميمها على جميع شبابنا الذين يتسمون بالخلق والشهامة، ومرتكبو هذه التصرفات يعدون على الأصابع، كما أن هناك حالات أخرى تصدر من بعض الشباب، وهي متعلقة بابتزاز الفتيات والذي يتابع الإعلام يجد دورا مشكورا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الجانب، وحقيقة في هذا الجانب لا يمكن وضع كل المسؤولية على الشباب بل أيضا الفتيات يتحملن جزءا من المسؤولية لأن بعضهن بحثن عن مثل هذه العلاقات التي نهى عنها شرعنا المطهر.

الحياء شعبة من شعب الإيمان
إن مثل هذه الحالات وغيرها غالبا تحدث بسبب عدم الحياء وهو الخلق النبيل الذي حثنا عليه رب العزة والجلال ونبيه الكريم المصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم، ومن صفات الله تعالى أنه حَيي سِتِّيرٌ، يحب الحياء والستر. قال الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: ''إن الله حَيي ستير، يحب الحياء والستر'' (أبو داود والنسائي). كما أن رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ اعتنى بخلق الحياء، أيما اعتناء فجعله وثيق الارتباط بالإيمان، فقال: ''الحياء شعبة من شعب الإيمان''، وقال: ''إن الحياء والإيمان قرناء فإن ذهب أحدهما ذهب الآخر''. وكان النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أشد الناس حياءً، ومن حياء المسلم أن يغض بصره عن الحرام، وعن كل منظر مؤذٍ، مما يقتضي غض البصر، ومن الحياء أن تلتزم الفتاة المسلمة في ملابسها بالحجاب، فلا تظهر من جسدها ما حرَّم الله، وهي تجعل الحياء عنوانًا لها وسلوكًا. كما أن حياء المؤمن أو المؤمنة يجعل كلا منهما لا يعرف الكلام الفاحش، ولا التصرفات البذيئة، وقد قال النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: ''الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة''، لذا على الشاب الذي يقوم بتصرفات خادشة للحياء أن يتذكر أن ذلك خلق ذميم والمسلم ليس بأمان أن تتعرض إحدى قريباته لنفس الفعل الذي يقوم به ويمارسه وعليه أن يبتعد عن هذا الفعل، وأن يحرص على الإقدام على الزواج وهو مكفول من الله بإعانته، يقول ـــ صلى الله عليه وسلم: ''ثلاثة حق على الله إعانتهم ومنهم الناكح يريد العفاف''، ليبتعد عن الوقوع في الحرام، وشخصيا أعرف شبابا لم يكن لديهم أي قدرة على الزواج وعندما أقدموا أعانهم الله على الزواج، ولو كان يتسع المقام لسردت شيئا من قصص من أعرفهم الذين كانوا لا يملكون شيئا، وأنا شاهد على عدد من هذه الحالات لكنهم طرقوا باب الزواج فوفقهم الله، وسخر لهم من يعينهم، أسأل الله أن يصلح شباب المسلمين وفتياتهم، وأن يوفقهم لكل خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي