اليمن: القتل مستمر.. والحل معلق محليا ودوليا

اليمن: القتل مستمر.. والحل معلق محليا ودوليا

قُتل متظاهر في الحديدة (غرب) وشرطي في عدن (جنوب) أمس في استمرار العنف، بينما لا يزال حل إنهاء الأزمة معلقا، ويأتي ذلك فيما أفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين في صنعاء أمس الأول إلى خمسة قضوا جميعهم بالرصاص في أثناء تفريق الشرطة مسيرة للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني، فضلا عن مقتل شخص في مدينة تعز جنوب صنعاء أيضا.
وإثر سقوط قتلى دعت لجنة تنظيم التظاهرات إلى مسيرات احتجاج في أنحاء البلاد كافة.
وميدانيا، قالت لجنة تنظيم التظاهرات في الحديدة على البحر الأحمر: إن مسلحا على دراجة نارية أطلق النار فجر أمس على متظاهرين في المدينة، ما أدى إلى مقتل أحدهم.
وقام المسلح الذي نجح في الفرار بإطلاق النار على متظاهرين كانوا نائمين في مكان الاعتصام الدائم في ساحة النصر في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر.
وقال المصدر نفسه: إن ثمانية متظاهرين آخرين أصيبوا بجروح طفيفة.
إلى ذلك، قتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات وقعت أمس بين الشرطة والمتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبد الله صالح في خور مكسر بمدينة عدن (جنوب)، حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
وأكد بدوره مصدر طبي مقتل الشرطي، وأشار إلى أن المستشفى استقبل قتيلا وثلاثة جرحى جميعهم من عناصر قوات النجدة.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية: إن الاشتباكات نشبت بعد قيام وحدات من الجيش والنجدة والأمن المركزي بفرض طوق محكم على حي السعادة في خور مكسر.
وأكد أحدهم أنه "عندما حاولت القوات اقتحام حي السعادة تصدى لهم مسلحون، ودارت اشتباكات بين الطرفين استخدموا فيها الأسلحة الرشاشة".
وشُلت الحركة بشكل شبه تام أمس في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن التزاما بـ"عصيان مدني" دعت إليه تنسيقية شباب "ثورة 16 فبراير" في المدينة للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.
وطالبت "ثورة 16 فبراير" في عدن المواطنين بعدم الذهاب إلى مقار الأعمال أو الدراسة يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع.
وأغلقت المحال التجارية والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة أبوابها، وخلت شوارع المدينة من المارة بعد أن قام المحتجون بوضع حواجز من الحجارة وبراميل القمامة في معظم الشوارع الرئيسة والفرعية للحد من الحركة.
وسمع تبادل إطلاق النار بشكل متقطع في حي المنصورة والشيخ عثمان، عندما حاولت الشرطة تفريق العشرات من الشباب الواقفين بالقرب من الحواجز التي وضعوها للحد من مرور السيارات.
وقال مصدر طبي في مستشفى النقيب: إن المستشفى استقبل جريحين بالرصاص من سكان المنصورة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري بأن مجموعة من جنود القوات البحرية قاموا بعملية تمرد فجر أمس على قيادتهم بعد أن طلب منهم النزول لفض العصيان المدني.
وأكد المصدر أن عددا من الجنود "رفضوا أوامر أصدرها قائد المدرسة البحرية العقيد ركن عبد الله سالم النخعي، تقضي بإنزالهم إلى الشوارع صباح أمس بهدف تأمين عدد من الطرقات وفتحها في حال قام المحتجون بقطعها، وهو ما رفضه الجنود".
وتطور الخلاف بين الجنود وقيادة المدرسة إلى استخدام الأسلحة النارية، حيث دارت اشتباكات مسلحة داخل المدرسة وفقا للمصدر ذاته.
وفي نيويورك، فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد أول اجتماع له أمس الأول حول الوضع في اليمن، في صياغة إعلان مشترك، وقد أعرب بعض الدبلوماسيين عن "قلقهم" حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني.
وقال دبلوماسيون: إن ألمانيا ولبنان، العضوين غير الدائمين في مجلس الأمن، قدما إعلانا ولكن أقلية من أعضاء المجلس عرقلته.
وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية أن 50 شخصاً من المدنيين أصيبوا وجُرح 30 جندياً من قوات مكافحة الشغب، كما اختطف عشرة منهم.
وجاء ذلك حسب قول المصدر عند قيام عناصر من أحزاب اللقاء المشترك "المعارضة" مدعومة من قبل عناصر مسلحة تابعة للواء علي محسن صالح ومن معه من مثيري الفتنة البارحة الأولى بمسيرة غير مرخصة قانوناً في العاصمة صنعاء.
وأضاف المصدر أنه في أثناء مرور المسيرة في شارعي الستين بالقرب من مبنى وزارة الخارجية وشارع الزبيري.. قام المشاركون فيها بارتكاب أعمال فوضى وعنف وإطلاق نار واعتداء على المواطنين ومنازلهم ومحالهم التجارية في مسعى لإفشال المساعي للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن.
وتابع قائلاً: لقد قام المواطنون من سكان تلك المناطق بمحاولة إيقاف تلك العناصر عن ارتكاب تلك الأعمال الفوضوية والتخريبية والاعتداء على مساكنهم وممتلكاتهم، ما استدعى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب لفض النزاع بين الطرفين وإطلاق القنابل المسيلة للدموع بهدف إنهاء أحداث الشغب وإيقاف المواجهات بين المواطنين وعناصر المشترك وأتباعهم.
وحمل المصدر الأمني أحزاب اللقاء المشترك، ومن معهم مسؤولية تلك الأعمال المخلة بالأمن والمخالفة للقانون.
وشدد في الوقت ذاته على أن أي مخالفة للقانون أو ارتكاب أي أعمال عنف سيتحمل مرتكبوها النتائج المترتبة عليها كافة.

الأكثر قراءة