إبداع تشكيلي لنزلاء الإصلاحيات في المعرض الأمني الخامس

قدم جناح الإدارة العامة للسجون لزوار المعرض الأمني الخامس الذي نظمته إدارة شؤون التدريب بالأمن العام , أعمالاً فنية من منحوتات ولوحات تشكيلية وصناعات حرفية ويدوية صنعها نزلاء الإصلاحيات، وعرضا لطرق تدريب السجناء على الرسم والنحت من خلال عدد من المتخصصين والفنانين لكي يخرج نزيل الإصلاحية وقد أجاد مهنة أو فنا معينا.

#2#

كما تعرف زوار المعرض الذي اختتم الليلة الماضية على المشروعات التي يعتزم السجناء تقديمها أبرزها " لوحة تاريخ وطن " التي تعد أكبر لوحة فنية نحتية بالرمال بطول 300متر وارتفاع خمسة أمتار في محافظة جدة , حيث يقوم نزلاء إصلاحيات جدة بتصميمها ونحتها وزخرفتها وإبرازها في صورتها النهائية لكي تكون شاهدا على حضارة المملكة وعراقتها على مر الأزمان، ولكي تجسد مشاهد تاريخية قديمة وحضارة حديثة لإبراز معالم المملكة, والأماكن المقدسة، وأهم وأكبر الإنجازات, والجهود التي تبذلها أجهزة الدولة ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لنماء و ازدهار الوطن.

كما شاهد زوار المعرض صورا أخرى من أعمال وإبداعات نزلاء الإصلاحيات عبر أعمال تجري حاليا في إصلاحيات جدة للانتهاء من المشروع الثاني الذي أطلق عليه " ساحة شهداء الواجب " الذي يجسد ذكرى لشهداء الواجب الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم دفاعا عن الدين والوطن والأهل، من خلال فكرة معمارية عبارة عن حائط جرانيتي مستقيم ومصمت يرمز لشهداء الواجب يتقاطع مع الحائط المنحني من الإكريليك الذي يعكس مناظر الحدائق حوله أبعاداً أخرى عميقة وينتهي الحائطان عند ساحة من الرخام الأبيض ترمز للمكانة العالية لهؤلاء الشهداء.

ومن المشروعات التي تعرف عليها زوار المعرض مشروع " المتحف " الذي يعد من أهم وأبرز المشروعات المصاحبة لإنشاء جدارية تاريخ وطن, حيث يعرض المتحف كافة وأهم الأعمال الفنية والحرفية بأيدي نزلاء السجون والإصلاحيات, التي تتيح للمجتمع والزائر التعرف على هذه الأعمال عن قرب, الأمر الذي يوجد فرصة ومناخا مناسبا لتغيير نظرة المجتمع لنزلاء السجون والإصلاحيات، ويبرز أيضا جهود المديرية العامة للسجون.

ومن أبرز أهداف مشروع المتحف التعرف على الأعمال الفنية التي ينتجها نزلاء السجون للجمهور ومساعدتهم على التواصل وتحسين التفاعل مع المجتمع، و زيادة التفاعل مع أنشطة المجتمع والمرافق الإصلاحية، وإضافة معلم عمراني لمحافظة جدة وتوفير مرفق ثقافي وترفيهي للمجتمع.

كما يعمل نزلاء الإصلاحيات على مشروع آخر يتصل بتاريخ تأسيس المملكة تحت إسم " السيف الأجرب " وهو مشروع لنحت مجسم أشهر سيوف العرب سيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود, مؤسس الدولة السعودية الثانية, الذي كان له دور عظيم في توطيد دعائم الدولة السعودية, ونشر الأمن والاستقرار في وقت عمت فيه الفتن والقلاقل أرجاء الجزيرة العربية.

وسيتم إنشاء مجسم لسيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود تخليدا لقصص الانتصارات الخالدة لمؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله آل سعود, وحفيده مؤسس الدولة السعودية الحديثة وموحد كيانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – يرحمهما الله -، وسيتم تنفيذه في محافظة جدة وزخرفته بأيدي نزلاء سجون جدة المدربين على الأعمال الفنية والحرفية تقديرا ووفاء منهم لمليكهم الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسيكون طول المجسم 20مترا بعرض 3مترات وارتفاع 8 أمتار ويتوقع أن يستغرق تنفيذ العمل شهرين.

مما يذكر أن الهدف من تدريب السجناء على الرسم والنحت والأعمال اليدوية هو ترسيخ ونشر مفهوم الصناعة الحرفية واليدوية من داخل أروقة السجون إلى آفاق العالم الخارجي، والسعي لاستبدال نظرة الآخر إلى السجين من عاجز إلى منجز وذلك من خلال التأهيل والتدريب واحتضان السجناء خلال فترة تنفيذ الحكم وأيضا بعد إنقضاء فترة محكومياتهم، وتحفيز السجين إلى إكتساب المهارات التي تؤهله إلى الكسب الشريف، وإثراء ثقافة السجناء من خلال البرامج التدريبية المتواصة، وترسيخ مفهوم المعرفة الصناعية داخل السجون، وتوفير البيئة الخارجية الخصبة لإحتضان السجناء بعد إكتسابهم المهارات المطلوبة.