سلمان بن عبد العزيز في طيبة

كلما نظرت إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز أتذكر مباشرة الملك عبد العزيز رحمه الله, ولعل ذلك من وجهة نظري أن الأمير سلمان من أكثر الناس شبها بوالده خلقاً وخُلقاً – كما يقرره كثير من المراقبين- ولذلك ليس غريباً أن ترى الصفات القيادية والإدارية المنحوتة في شخصية الأمير سلمان .... بالأمس القريب استمعنا من الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى وثيقة تاريخية لمعالم الدولة في تأسيسها واستراتيجيتها السياسية والدينية والفكرية, وكان الحديث واضحاً في ذلك مما جعل المحاضرة لا تحتاج إلى التحليل الكثير, ولكن أقف على بعض منها.
ومن أبرز المحطات في هذه المحاضرة نبذ فكرة قيام مذهب خاص ( الوهابية) وأن الدولة السعودية تعتنق هذا المذهب وأوضح الأمير أن مذهب محمد بن عبد الوهاب امتداد لمذهب السلف الصالح في الاعتقاد العام, وكذلك قرر مبدأ احترام الأئمة الأربعة أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل, رحم الله الجميع
كما رسم سمو الأمير السياسة الفكرية للدولة بقوله :- (إن شرعية هذه الدولة هي في منهجها وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية للالتزام بالدين الصحيح منهجاً ومسلكاً في الحكم والبناء السياسي والاجتماعي وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى والتخبط الفكري الذي لا نهاية لجدله ولا فائدة من مبادئه. فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء).
إن لهذه المحاضرة بعداً جغرافياً لكون الجامعة تضم طلاب المنح من جميع أقطار العالم الإسلامي وهي رسالة منهجية للطلبة والمحاضرين والمراقبين كما أنها رسالة لمن وراءهم عن استمرار المنهج القويم الذي قامت عليه البلاد بكل اعتدال وتوازن.
كما أن إلقاء المحاضرة من أحد أركان الحكم في الدولة يشير إلى أهمية هذه الرسالة والثقل الاعتباري لها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
الأمير سلمان بن عبد العزيز عدة شخصيات في ذات إنسان ولذلك يراهن الكثير من المحللين على أن هذه الشخصية مصدر أمان - بعد الله - في أنماط الحياة السياسية والدينية والاجتماعية والإعلامية.
الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض يصل يومياً إلى مقر عمله بقصر الحكم الساعة الثامنة صباحاً ويخرج من مكتبه الساعة الثانية والنصف ظهراً.. وفي أحيان يتأخر إلى صلاة العصر لمستجدات عمل أو ظروف استقبال أو غيرها.. ويستطيع من يكون متواجداً بمنطقة قصر الحكم أن يضبط ساعته على هذه المواعيد, ولكم أن تدركوا بعد هذا حجم الحياة العامة وتراكمها في شخصية الأمير وكيف أن مدرسة الحياة أكسبته الكثير والكثير من المعرفة والخبرة .
حفظ الله لنا سموه في كامل عافيته وأجزل له المثوبة والحسنى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي