اليمن: سقوط الرئيس يعني تجدد محاولات الانفصال وتقوية القاعدة

اليمن: سقوط الرئيس يعني تجدد محاولات الانفصال وتقوية القاعدة

قال مصدر معارض أمس إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تقدم بعرض جديد للمحتجين المطالبين بتنحيه واقترح أن يستمر في منصبه حتى موعد إجراء الانتخابات مع نقل صلاحياته لحكومة انتقالية.
وتقدم علي عبد الله صالح بالعرض في اجتماع البارحة الأولى مع محمد اليدومي رئيس
حزب الإصلاح الإسلامي. وقال متحدث باسم المعارضة إنها المرة الأولى التي يتعامل فيها صالح مع حزب الإصلاح الذي كان شريكا في حكومته من قبل.
وقال المعارض اليمني حميد الأحمر المنافس للرئيس اليمني أمس، إنه يتعين على الدول الغربية أن تدعم الاحتجاجات المطالبة بخلع الرئيس علي عبد الله صالح كي تسهم بذلك في بناء علاقات قوية في المستقبل.
وأضاف الشيخ حميد وهو من الشخصيات القبلية المهمة وينتمي لحزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي إنه بامكان اليمن بعد رحيل صالح أن يسيطر على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن قاعدة له. وأعرب الأحمر في مقابلة مع «رويترز» عن اعتقاده بأنه يتعين على المجتمع الدولي والولايات المتحدة والأوربيين أن يتكاتفوا مع الشعب اليمني. وأضاف أنه يريد منهم أن يطالبوا مباشرة برحيل صالح.
وقال إنه ينبغي عليهم أن يقوموا بما فعلوه في مصر وليس ما يقومون به في ليبيا. وأشار إلى أنهم في اليمن يرون أن دعما مثل
الذي حدث في مصر سيكون كافيا لوضع حد للأمور. وحث الأحمر الغرب على كسب صداقة الشعب اليمني بدعمهم له.
وتوقفت مفاوضات مباشرة كانت تستهدف التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات الشعبية المؤيدة للديمقراطية، لكن اتصالات غير مباشرة تجري حاليا. وتقول مصادر سياسية إن اتفاقا على الأبواب. ويقول حلفاء اليمن في الغرب إنهم يخشون من أن يتسبب التعثر الحالي في اقتتال بين الوحدات العسكرية المتنافرة لا سيما في العاصمة صنعاء حيث لا يزال الرئيس يحتفظ بنفوذ ملحوظ. وتريد واشنطن تجنب أي فوضي في اليمن خشية أن يصب ذلك في مصلحة القاعدة. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة عام 2009 لنسف طائرة متجهة إلى ديترويت، وكذا إرسال طرود ملغومة على متن طائرات تجارية متجهة للولايات المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي.
وقال الأحمر إنه يعتقد أنه بإمكان اليمنيين أن يحرروا بلادهم من الإرهاب في غضون أشهر وأنه لا يظن أن عددا قليلا من الأشخاص سيصمد في وجه شعب بأكمله. وقال إنه كان بإمكان هؤلاء الأشخاص الصمود في وجه النظام الذي لم يكن جادا في قتالهم. وقال الأحمر وهو من كبار رجال الأعمال وينتمي للاتحاد القبلي نفسه الذي ينتمي له صالح إنه لا يستبعد الانضمام لحكومة مستقبلية في حال طلب منه حزب الإصلاح ذلك. والحزب هو الأكبر في تحالف للمعارضة يضم كذلك أحزابا يسارية.
وقال الأحمر من مجمع يملكه والده في العاصمة صنعاء إنه سيكون سعيدا بالعيش كفرد عادي في حال رحيل صالح لكنه قال إنه سيلبي الدعوة إذا طلب منه القيام بدور. وأضاف أنه سيسعد بأي منصب يكلفه حزبه به، مشيرا إلى أنهم يتطلعون إلى يمن قائم على المؤسسات ومستقر ولا يتمتع فيه شخص بسلطة مطلقة.
وازدادت انتقادت الأحمر الذي ينحدر من شمال اليمن للرئيس صالح حتى قبل أن يلقي بثقله خلف حركة الاحتجاجات. وفي مناسبات عديدة اعتبره البعض واحدا من عدة خلفاء محتملين لصالح. لكن الأحمر قال إنه يؤيد أن يتولى جنوبي منصب الرئيس في تكرار لتأكيد أعلنه من قبل. وقال إن ذلك من شأنه أن يسهم في توحيد بلد غاضب حيث يقول محللون إن سقوط صالح قد يؤدي إلى تجدد محاولات انفصال الجنوب. وتقول مصادر سياسية إن المحادثات بشأن اتفاق لانتقال
السلطة ركزت على احتمال تحويل حكم اليمن إلى النظام البرلماني حيث يكون هناك رئيس وزراء قوي تود المعارضة اختياره.
وقال الأحمر إنه يرى فرصة في التوصل إلى اتفاق يستغني فيه صالح عن 50 في المائة من السلطة قائلا إنه تم إلى حد كبير التوصل إلى الاتفاق يوم السبت قبل توقف المفاوضات المباشرة. وأضاف أنه سيحث على استمرار الاحتجاجات السلمية. وأضاف أنهم سيواصلون انتهاج ما حدث في مصر وتونس، مشيرا إلى أن الناس بدأوا ينفضون من حول الرئيس اليمني وأنه سيجد نفسه وحيدا عما قريب.
من جهته، قال وزير التجارة اليمني إن اليمنيين الذين يشعرون بقلق من تدهور الأزمة السياسية بشأن حكم الرئيس علي عبد الله صالح بدأوا تخزين الأغذية الأساسية كالقمح والسكر مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وقال هشام شرف عبد الله لرويترز إن أسعار التجزئة للقمح ارتفعت بأكثر من 15 في المائة خلال الشهر المنصرم مع استمرار المواجهة، بينما ارتفعت أسعار سلع غذائية رئيسة أخرى بنسب تراوح بين 10 و15 في المائة.
وقال عبد الله إن هذا يرجع إلى المناخ السياسي، وإن الناس تشتري أي شيء بأي سعر إذا عرفوا أنه سيختفي ومن ثم يحتفظون به في بيوتهم.
وأضاف أنهم يخشون أن تغلق المتاجر أبوابها إذا اندلعت حرب أهلية أو اشتباكات، وعندها سيرفع التجار أنفسهم الأسعار بنسب تصل حتى إلى 50 في المائة.
ولم يكن لدى وزير التجارة اليمني بيانات عن كميات الطعام الإضافية التي تشتريها الأسر اليمنية، لكنه شبّه ذلك بضعف الكمية التي تشتريها العائلة لتغطية احتياجاتها خلال شهر رمضان. ولكن عبد الله قال إن هناك وفرة من الطعام لتلبية الطلب في اليمن الذي يعتمد بشدة على الواردات والذي يواجه مناخا جافا على نحو متزايد وارتفاعا في عدد السكان مع تقلص في الحاصلات نتيجة لقلة الأمطار ونضوب المياه الجوفية.
وقال عبد الله إن الطعام متوافر ومن ثم يمكن لمن لديه مال أن يشتري، وأنه لا يوجد نقص أو ندرة في الطعام.
واليمن الذي يستورد عادة نحو مليوني طن من القمح سنويا اشترى بالفعل 600 ألف طن، بينما هناك نحو 500 ألف طن أخرى في الطريق. وجرى التعاقد على مليون طن أخرى. وقال عبد الله إن هناك بعض التلاعب في السوق حيث يقلل تجار التجزئة المعروض من السلع الأساسية ويرفعون الأسعار. ولكن الحكومة ترفض التعامل معهم بشدة وتغلق متاجرهم خوفا من أن يؤدي ذلك إلى ذعر.

الأكثر قراءة