ساكن القلوب

ربما يتساءل البعض .. ما سر هذا الحب الجارف لقائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين من أبناء الوطن الأوفياء ومن الإنسانية جمعاء ..؟ تساؤلٌ سرعان ما تأتيه الإجابة فيضاً من المشاعر التي يعجز القلم عن تسجيلها والبيان عن الإحاطة بها فقط هو التاريخ الذي يسجل هذه اللحظات بأحرفٍ من نور .. وبعودة أبي متعب إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج تكللت بالنجاح، نتضرع شاكرين إلى المولى العلي القدير أن يتقبل دعاء المحبين ويتم فضله ونعمته .. إنه سميع مجيب.
ولأن المواطن السعودي هو الهدف من وراء كل تطوير، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بتوفير أسباب العيش الكريم لأبناء الوطن ورفع مستوى معيشتهم وتوفير فرص العمل وتقديم كل الرعاية والاهتمام لذوي الاحتياجات الخاصة وتعميق قيم التكافل الاجتماعي في إطار الأسرة الواحدة. كما حرص، أيده الله، رغم مشاغله الجسام على متابعة أحوال أبنائه والاطلاع على كل التفاصيل الخاصة بحياتهم اليومية مُقدماً، أيده الله، أروع الأمثال في التواصل والتلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي النبيل.
وحيث إن التعليم يمثل حجر الزاوية في تحقيق التحول الحضاري، فقد أولى، حفظه الله، تطوير التعليم جُل الاهتمام بدايةً من التعليم الأساسي إلى ما بعد الجامعي لتتحقق طفرة غير مسبوقة في حجم الابتعاث إلى الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث من أجل مواكبة كل جديدٍ في عالم التقنية والعلوم الحديثة، ولم يقتصر الأمر عند ذلك، فقد وجه بنظرته الثاقبة، أيده الله، بإنشاء أكبر مراكز للأبحاث العلمية في العالم على أرض المملكة والتي بلغت ذروتها بتدشين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا والتي تضم صفوة العلماء والباحثين في العالم وتقوم بدورٍ كبير في مجالات البحث العلمي خدمةً للإنسانية في كل مكان.
وفي المجال الاقتصادي، أخذ الملك المفدى، أيده الله، على عاتقه الانطلاق ببلادنا نحو العالم الأول وأكسبها مكانة مرموقة بين مجموعة العشرين ذات الثقل الاقتصادي الكبير وذلك من خلال المشاريع العملاقة من طرقٍ ومطاراتٍ وجامعات ومستشفيات مع نهضةٍ صناعية ولدت عملاقة واقتحمت بإنتاجها أسواق العالم شرقاً وغرباً.
وفي المجال الثقافي تشارك المملكة في الفعاليات الثقافية العالمية، كما أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة أضحى في سنواتٍ قليلة مهرجاناً عالمياً بكل المقاييس بما يتميز به من زخمٍ كبير وحشد لرواد القلم والفكر من شتى بقاع العالم. مهرجانٌ تروى فيه قصص الأمجاد للرواد والأجداد وتتجلى في فعالياته المختلفة قيم التراث وتلتقي الحضارات والثقافات في بوتقة التواصل الإنساني لخير الإنسان، وبذلك تُقدم الجنادرية للعالم صوراً من ماضينا العريق وحاضرنا الزاهر ومستقبلنا المشرق، بإذن الله.
ولأنه القائد المفدى نصير الحق ونبع الحكمة ورجل السلام، فقد أطلق دعوته المباركة لحوار الحضارات والثقافات مُدركاً بفكره المستنير أن ما يجمع البشرية أكثر مما يُفرقها، وأن الحروب والمآسي ليست الحل الأمثل للصراعات والخلافات، وسرعان ما وجدت دعوته الكريمة صداها الواسع حول العالم وعُقدت المؤتمرات والندوات مؤكدةً أن السلام صيانةٌ للحضارة وإعلاءٌ لمكانة الإنسان الذي كرمه الخالق سبحانه وتعالى.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأسبغ عليه نعمة الصحة والعافية ووفقه إلى ما يحبه ويرضاه. والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي