مجلس الأمن يناقش أزمة ليبيا.. والقذافي يتوعد المتظاهرين بالحرب

مجلس الأمن يناقش أزمة ليبيا.. والقذافي يتوعد المتظاهرين بالحرب

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة أمس لبحث الأزمة في ليبيا وسط دعوات مبعوثي الدول الغربية وأعضاء البعثة الليبية الذين انحازوا للانتفاضة، المجلس إلى التحرك، إلى جانب مناقشة دعوة قانونية قدمها معارض للنظام الليبي.
وقال دبلوماسيون إن المشاورات غير الرسمية التي تم الترتيب لها على عجل كانت على الأرجح إجرائية وستبحث مدى قانونية خطاب تقدم به إبراهيم الدباشي نائب سفير ليبيا لدى المنظمة الدولية وطالب فيه المجلس بالتدخل، وهذه أول مرة في تاريخ مجلس الأمن الدولي يدعو فيها معارض لنظام إلى عقد اجتماع.
وكان الدباشي ومعظم الدبلوماسيين في بعثة ليبيا في الأمم المتحدة، قد أعلنوا أمس الأول أنهم لم يعودوا يمثلون حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، وقالوا إنهم يمثلون الشعب الليبي ودعوا القذافي للرحيل. ويأتي ذلك في وقت فيه لا يزال مندوب ليبيا الدائم عبد الرحمن شلقم يلتزم الصمت حتى الآن ما جعل البعض يفسر موقفه بأنه يؤيد طلب الدباشي لا سيما وأنه لم يبعث رسالة احتجاج على ذلك التحرك. وفي غضون ذلك يعمل الوفد البريطاني على إصدار بيان صحافي من مجلس الأمن.
أمام ذلك، رفض الرئيس الليبي معمر القذافي أمس فكرة مغادرة بلاده أو التنحي عن السلطة، مبديا استعداده لمواصلة القتال والاستشهاد على أرض ليبيا، برغم الاحتجاجات الواسعة النطاق المناهضة لحكمه. كما رفض مجددا فكرة الاستقالة من منصب لا يشغله أساسا، مؤكدا مواصلة القتال حتى آخر قطرة من دمه. واستند إلى نص قانوني يحدد عقوبة الإعدام لكل من يسهم في الاعتداء على الدستور أو شكل الحكم أو إثارة الفتنة والتحريض على حمل السلاح بوجه الليبيين. وقال إنه لم يأمر بعد باستخدام السلاح وإطلاق النار، معتبرا أن هذا الخيار متاح مستقبلا وفق تطور الأحداث، محذرا مجددا من حرب أهلية في حال عدم التوقف عن ممارسة التمرد واللعب بوحدة الوطن. وأعرب الرئيس الليبي في كلمة له عبر التلفزيون الرسمي عن أسفه لطبيعة التغطية الإعلامية لبعض الأجهزة العربية وما تصوره من تشويه للحقائق بشأن الوضع في بلاده. وقال إن هناك أجهزة مخابرات أجنبية تعمل ضد مصالح بلاده. وتطرق من موقعه وسط مبنى متهالك إلى ممارسات الاستعمار الإيطالي في الحقبة السابقة، مؤكدا أنه مناضل وطني تلتف حوله قبائل ومدن عدة ضد بعض ''الجرذان''. وقال القذافي عن نفسه إنه ''مجد لن تفرط فيه ليبيا'' ولا الدول العربية أو الإسلامية أو العالم.
وحول الوضع في بلاده، أوضح أن هناك مجموعة من ''متعاطي الحبوب'' قاموا بمهاجمة مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش وأحرقوا الملفات والوثائق واستولوا على السلاح. وأضاف أن هناك مجموعة ''قليلة مريضة'' تزج بالشباب عبر المال والمخدرات في أعمال تخريبية.
وتطرق إلى شريكه في ثورة الفاتح الليبية عبد الفتاح يونس ومساهمته في ''صناعة مجد ليبيا'' في مواجهة قوى الاستعمار الأمريكية والإيطالية وعملائها - حسب تعبيره. وكشف القذافي عن اختفاء شريكه في الثورة في مدينة بنغازي وأن ''مصيره مجهول بعد إطلاق النار عليه''.
وتوجه القذافي بنداء للقبائل والمدن الليبية لتشكيل محافظات وبلديات لإدارة شؤونهم المدنية، متوقعا أن تصل هذه البلديات إلى 30 هيكلا بلديا. وطالب الجماهير بالالتفاف حول قيادته الشرعية والخروج فورا من البيوت إلى الشوارع، مؤكدا أن القوة لن تستخدم أبدا إلا وفق القوانين الدولية. واتهم القذافي ''مجموعات تونسية ومصرية بالتحريض على الخروج على النظام''، محذرا من الوصول إلى الفوضى مع انقطاع الماء والكهرباء وحرق آبار البترول. كما حذر من استعمار أمريكي في حال استمرار الأوضاع في التطور، كاشفا عن سقوط مدينة درنه في أيدي إسلاميين.

الأكثر قراءة