مخطوطات من الإسكوريال الاسبانية للمكتبة الوطنية المغربية

مخطوطات من الإسكوريال الاسبانية للمكتبة الوطنية المغربية

تمكنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية من الاستحواذ على النسخ الكاملة من مجموع التراث المخطوط العربي المحفوظ بمكتبة (الإسكوريال) بمدريد وذلك بعد تسلمها مؤخرا لاكثر من 1800 نسخة لمخطوطات عربية من الذخائر النفيسة للخزانة (الزيدانية) المحفوظة بمكتبة (دير القديس لورينثو) في الإسكوريال .

يذكر أن اسم (الإسكوريال) ارتبط بمكتبة المخطوطات والكتب العربية الإسلامية بمدريد والتي تقع بقصر الإسكوريال الذي اكتمل بناؤه في عهد الملك الاسباني فيليب الثاني سنة 1584م .. ويوجد في مكتبة الإسكوريال جناح خاص بالمخطوطات العربية التي تم جمعها من مختلف المدن الأندلسية كقرطبة وإشبيلية وغرناطة وبلنسية , كما تحتوي خزانة الإسكوريال على مخطوطات مغربية ذات أهمية علمية بالغة .

وقد شب حريق في الإسكوريال في سنة 1671م أتى على جزء كبير من المخطوطات، ولم يسلم منها إلا حوالي ألفي مخطوط وهي الباقية اليوم من المكتبة الزيدانية في قصر الإسكوريال .

وذكرت مصادر اعلامية في الرباط ان عدد المخطوطات التي توصلت بها المكتبة الوطنية وصل إلى 327 ألفا و661 صورة محملة على الميكروفيلم وموضوعة في 553 علبة أي ما يمثل 1869 مخطوطا .. وتأتي هذه المخطوطات لتؤسس فضاء المكتبة حيث ستوضع رهن إشارة كل المفكرين والمثقفين المهتمين بالتراث المخطوط العربي .

وقالت المصادر ان من بين نوادر هذه المخطوطات (مصحف ابن زيدان) من ملوك دولة السعديين (1037هـ/1627 م) حكم بمراكش وكان عالما بالفقه والأدب له تعليق على كتاب (لباب المحصل) لابن خلدون , ومنها أيضا (كتاب سيبويه في النحو) وكان في ملكية بن أحمد المنصور الذهبي ونسخ هذا المخطوط سنة 629هـ/1321م، و (شرح درر الألفية) الذي نسخ سنة 644هـ/1246م، و كتاب (المحيط) الذي يدور حول الأرض لمحمد بن يعقوب الفيروزبادي الذي نسخ عام 856هـ1452 م .

وقد حصلت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية على هذه المخطوطالت في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون التي تربطها بالمكتبة الوطنية الإسبانية , وبموجب اتفاقية التعاون العلمي والتقني التي تم التوقيع عليها مع مجلس إدارة التراث الوطني الإسباني بمدريد في ديسمبر سنة 2009 .. وترجع غالبية هذه المخطوطات إلى الفترة التاريخية الممتدة ما بين القرن السادس والقرن الثاني عشر الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي والثامن عشر الميلادي .

واكدت المصادر ذاتها على ان المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ستنظم خلال السنة الجارية ملتقى دوليا للتعريف بهذا التراث المخطوط وإعادة الاعتبار إليه من خلال البعدين الحضاري والكوني يشارك فيه علماء مختصين من المغرب وإسبانيا ومصر ومن دول أوروبية وعربية أخرى .. كما انها ستباشر عملية إنجاز فهرس معلوماتي لهذه المخطوطات وفق المعايير المتبعة ليكون رهن إشارة الباحثين للإطلاع عليه من خلال بوابة الكترونية توفر نسخة إلكترونية لهذه المخطوطات لتسهيل قراءتها والاستفادة من جمالية أشكالها أكانت خطا أو كتابة أو رسما .

الأكثر قراءة