قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!

قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!
قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!
قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!
قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!
قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!
قطاع التجزئة .. اقتصاد هائج يحتاج إلى ترويض!

كيف يرى التجار وضع قطاع التجزئة .. كان هذا هو محور حلقتنا الثالثة من ملف "قطاع التجزئة" الذي فتحناه منذ مطلع الأسبوع. وعلى الرغم من اختلاف الآراء أو المقترحات فإن هناك اتفاقا شبه كامل على أن القطاع يضم مئات الآلاف من فرص العمل، وأنه يعاني مشاكل هيكلية تتعلق ببنيته التي تشكلت على مدى العقود الثلاثة الماضية.

حلقة اليوم تتطرق إلى التكتلات الموجودة في القطاع أو في القطاعات المرتبطة به مثل التوزيع، حيث رأى ضيوفنا أن التوزيع يشكل حلقة مهمة ترويضها يعني فتح الباب أمام تحويل قطاع التجزئة إلى مصدر للفرص الوظيفية، ويحقق آمال الباحثين عن عمل، ويشكل جزءا مهما من الاقتصاد الوطني.

اليوم نتحدث مع ثلاثة تجار وسيدة أعمال، جميعهم قالوا كلمتهم ووضحوا وجهة نظرهم بكل صراحة، كما نستعرض مقترحات أمدتنا بها "الاقتصادية الإلكترونية" من خلال آراء متصفحيها الذين تفاعلوا مع موضوعنا بقوة من خلال الردود والقراءات.

نشير إلى أن الحلقة الأولى تطرقت إلى إشكالية القطاع من خلال قراءات معمقة مع عدد من العاملين فيه، واستقرأت في الحلقة الثانية آراء اقتصاديين، في حين نخصص الحلقة الثالثة للتجار أو أهل الصناعة وهم من أكثر الناس قربا لهذا القطاع، كما نطرح اليوم استبيانا حول العمل في البقالات (وهي جزء رئيسي من قطاع التجزئة). هنا التفاصيل:

#6#

في عالم التجارة ومجال التجزئة تحديداً أسس عديد من رجال وسيدات الأعمال السعوديين إمبراطوريات تجارية عملاقة استطاعت أن تحظى بثقة كبريات العلامات التجارية العالمية وتسويقها في الأسواق المحلية، بل إن بعضها أصبح يصدر المنتجات السعودية ذات الجودة العالية.

هذه المؤسسات التجارية لم تظهر بين عشية وضحاها، بل كافح أصحابها وعملوا بجد واجتهاد ولسنوات طويلة يتجاوز بعضها نصف قرن حتى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم، ''الاقتصادية'' واجهت بعض رجال وسيدات الأعمال هؤلاء وطرحنا عليهم التساؤل التالي: هل يمكن لشباب اليوم تكرار القصص الناجحة نفسها في مجال التجارة؟ هل قطاع التجزئة مجد للراغبين في دخوله اليوم؟ هل صحيح أن السعوديين محاربون من قبل العمالة الوافدة لإبعادهم عن دخول المجالات التجارية؟ وما الذي ينبغي على الشباب فعله لاقتحام قطاع التجزئة؟

#2#

باسمح: الصبر والالتزام والجدية مفاتيح النجاح

في البداية تحدث رجل الأعمال علي سعيد باسمح الرئيس التنفيذي لشركة باسمح التجارية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من نصف قرن، مؤكداً أن بمقدور الشباب السعودي النجاح والتميز والاستمرار في مجال التجارة، فقط في حال الصبر والالتزام والجدية، ويقول ''المسألة تحتاج إلى صبر والتزام لا يوجد شيء اسمه صعب أو مستحيل، فقط يحتاج الشاب إلى عقد النية والتصميم والانطلاق في العمل التجاري وعدم التوقف عند أول مطب يواجهونه''.

ومن واقع خبرة تراكمية طويلة، يضيف باسمح ''طبيعة الحياة عبارة عن مصاعب وتحديات ولذلك يحتاج الشباب إلى الصبر.

السؤال هو إلى أي حد يستطيع شباب اليوم توفير الوقت للوقوف على أعمالهم التجارية، المسألة ليس فتح بقالة وجلب عامل أجنبي يعمل فيها. مع الأسف الكثيرون يتذرعون بالالتزامات العائلية وغيره، وهذا صحيح لكن مصدر الرزق يحتاج إلى الصبر والوقوف عليه. لم لا يتشارك اثنان في محل واحد ويقسمان الدوام؟''.

وأكد باسمح أن ''الموزع يريد ضمان حقوقه وطريقة سدادها. العمالة الوافدة لم تأت إلى بلادنا لتتشمس ولكن لطلب الرزق ولديهم تكتلات مخفية، ولذلك لابد من السعي والعمل لشبابنا. لا توجد ضمانات في التجارة فكما يأتي الربح هناك خسارة''.

ورأى علي باسمح أن باستطاعة الشباب اليوم تكرار تجربة الآباء والأجداد والنجاح في مجال التجارة، مبيناً أن السابقين كافحوا وعملوا بجد ولم تسقط عليهم الثروة فجأة، ويقول ''يستطيعون تكرار النجاح، كما قلت لا يوجد مستحيل، عليهم العمل بجد ومسايرة ظروف ومصاعب الوقت الراهن، يجب أن يشمروا عن سواعدهم وينطلقوا في مجال التجارة، وترك الاتكالية التي لن توصلهم إلى أي مكان، عندما يقال لكل مجتهد نصيب فإن هذه العبارة ليست مفرغة من المعاني''.

وأشار باسمح إلى أن فتح مئات الآلاف من البقالات ومحال التجزئة في المواد الغذائية دليل غير قابل للشك على أن هذا القطاع يزخر بعائد مجز للعاملين فيه، ويستطرد ''مع الأسف العمالة الوافدة تقتنص الفرص من أمامنا، فيما لا نبرح الصراخ والنواح وكل شيء نطلبه من الحكومة أن توفره لنا ونحن في مقاعدنا، ينبغي إدراك أن الحكومة لها دور فيما يقع علينا، دور آخر''.

#3#

زيني: الشباب محرومون من خير التجزئة الوفير

من جانبه، يعترف خالد زيني رجال أعمال في مجال التجزئة، بأن قطاع التجزئة كبير وتسيطر عليه العمالة الوافدة مبررا ذلك بقوله ''بعض شبابنا يضيقون على أنفسهم بأنفسهم كان من المفترض أن يكون هناك توجيه وتوعية للشباب وإنشاء جهة تدعم الشباب للانطلاق في مجال التجزئة تساعدهم في الإيجار أو التجهيزات وتقسطها ومن ثم يسددها الشاب''.
وأضاف ''لا يستطيع الشباب اليوم الدخول في هذا المجال لعدم وجود رأس المال لأن الأمر يحتاج إلى إيجار وبضاعة وديكور وغيره.

أصغر بقالة يرغب الشاب في فتحها في الوقت الراهن ستكلفه على الأقل 150 ألف ريال، في رأيي أن الشباب والفتيات لديهم فرص للعمل في مهنة صندوق الدفع أو (الكاشير)''.

ويشير زيني إلى أن مشكلة العمل في قطاع التجزئة وخصوصاً البقالات، تتمثل في أن الرواتب غير مغرية في هذه الأماكن وساعات العمل طويلة، ويتابع ''لا يوجد سبيل لدى الشباب سوى قبولهم بالرواتب المعقولة والصبر في البداية. مع الأسف شبابنا لا يحارب لدخول قطاع التجزئة وهو بذلك يمنع عن نفسه خيرا كثيراً''.

ويؤكد خالد زيني أن الشاب إذا وقف على عمله بنفسه فإن هناك آلاف فرص العمل التي يوفرها قطاع التجزئة، وفيما يخص سيطرة العمالة الوافدة على معظم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، يشير زيني إلى أن اللجان المشكلة لتطبيق السعودة ما زالت فعالة وقوية وتقوم بدورها.

#4#

كابلي: الفرص موجودة وشبابنا ينقصهم الطموح

يرى الدكتور واصف كابلي صاحب كابلي للمواد الغذائية، أن بعض الشباب يريد لقمة سائغة عن طريق الوظيفة فقط، ويضيف ''مشكلة بعض شبابنا عدم وجود الطموح لديهم، من يريد عملا هناك خير كثير.

دون مبالغة يستطيع الشاب السعودي النجاح بتميز إذا دخل غمار هذا النشاط سواء بقالات أو غيرها، لكن مع الأسف بعض الشباب يحبون المكاتب فقط. هناك نماذج كثيرة من الشباب الناجحين عن طريق برامج محمد عبد اللطيف جميل مثلا أو غيرها، ويجب تسليط الضوء عليهم وإبرازهم حتى يراهم الآخرون ويقتدوا بهم''.

ويستبعد كابلي فكرة سعودة البقالات في الفترة الحالية، ويبرر ذلك بقوله ''معظم البقالات تسيطر عليها العمالة ولا يمكن سعودتها لأن شبابنا لا يرغبون العمل فيها فهي تتطلب صبراً والجلوس على رأس العمل. معظم المواطنين يفتح البقالة ويجلب عاملا وافدا للعمل فيها مقابل مخصص شهري أو سنوي''.

وعن كيفية جذب الشباب السعودي نحو العمل في قطاع التجزئة والبقالات تحديداً، يقول الدكتور واصف ''يمكن ذلك عبر الثقافة والتعليم بجعل قيمة لهذه الأعمال وهي أعمال شريفة وراقية وأفضل من التسكع في الشوارع، من التربية في البيت، المدرسة، المكاتب، إضافة إلى دور الإعلام''.

ونفى كابلي وجود محاربة للشباب السعودي للعمل في مجال التجزئة، وقال ''ليس هناك أي محاربة للشباب في هذه الأعمال، لكن بعض أولادنا لا يريدون العمل فيها، هناك آلاف الفرص الوظيفية أمام الشباب السعودي لكن يجب كسر حاجز العيب والكسل، على سبيل المثال كانت مهنة مضيف في الخطوط السعودية يستحي منها الناس، أما اليوم انظر إلى الوضع وكيف يتزاحم عليها الشباب، إنها ثقافة يجب تغييرها''.

#5#

نشوى طاهر: العمالة الوافدة تشكل مافيا على البقالات

تشير نشوى طاهر رئيسة اللجنة التجارية في غرفة جدة وصاحبة مؤسسة للمواد الغذائية، إلى أن شباب اليوم لديهم توجهات تتواءم مع لغة العصر بعيدة عن قطاع التجزئة والمواد الغذائية، وتقول ''أعتقد أن الشباب ليس لديهم اهتمام بمجال التجزئة لأن توجههم اليوم الكمبيوتر، التصميم، العلوم، المجلات الإلكترونية، التجارة عن طريق الإنترنت''.

وتضيف ''التجزئة تشبعت من وجهة نظري، الشباب اليوم ينظرون للأماكن التي يرون فيها احتياجا، وأنا أحييهم على قيامهم بدراسة أي قطاع يودون دخوله، بالنسبة للبقالات يمكن للشباب الاستفادة منها، لكن في تجربة لولدي عندما قام باستيراد مشروب من سنغافورة لتعويض الجسم عن الأملاح التي تستهلك مع العمل، وذهب لتسويقه وجد العمالة الأجنبية في البقالات تشكل مافيا وتتحكم في السوق، كما وجد أن السعوديين قليلون جدا، ويتواجدون من الخلف بأسمائهم على المحال ليس إلا''.ولفتت طاهر إلى أن لجنة الضيافة في غرفة جدة قامت بدراسة للمهن التي لا يقبل عليها السعوديون ووجدوا منها البقالات، والنادل في المطاعم.

ومن أبرز العوامل المسببة لذلك هي النظرة الاجتماعية لمن يعمل في هذه المجالات، إلى جانب قلة الوعي والتدريب الكافيين لعمل الشباب السعودي في هذه القطاعات.

وترى رئيسة اللجنة التجارية في غرفة جدة أن غرس ثقافة العمل في الأبناء منذ الصغر مسألة مهمة جدا في انعكاس ذلك عليه عند بلوغه سن الشباب، وتضيف ''اليوم يولد الطفل منا وفي فمه ملعقة من ذهب، أتذكر منذ 50 عاما كان الوالد يعطي أخي خالد ـ رحمه الله ـ دولارا في حال قام بقص الحشيش في حديقة المنزل، وكان يجمعها حتى آخر الشهر، ومن ثم يشتري له لعبة، هل يقوم أحد منا بمثل هذا العمل اليوم؟! يجب تعويد أبنائنا على العمل، حتى في المدارس يجب انخراطهم في العمل الاجتماعي ليتعودوا على الاعتماد على النفس''.

## هل تشجع على العمل في بقالة؟ .. شارك في الاستبيان!

تطرح ''الاقتصادية'' اعتبارا من اليوم استبيانا حول رغبة السعوديين في العمل في البقالات وطريقتهم في التسوق والتعامل مع الباعة وأسئلة أخرى تتعلق بتوقعاتهم حول إمكانية توطين هذا القطاع وتحويله إلى جاذب للعمل والاستثمار. الاستبيان سيكون متاحا طوال نشر ''ملف التجزئة'' وفي الأيام التي لا تنشر فيها الحلقات سيكون متاحا على ''الاقتصادية الإلكترونية''. علما بأن متخصصين سيتولون قراءات نتائج الاستبيان وأهم المؤشرات فيه في محاولة للوصول إلى نقاط القوة والضعف. ويمكن للمشاركة في الاستبيان الضغط على الرابط:

اضغط هنا

الأكثر قراءة