دعوة إلى الاستفادة من التكتلات الاقتصادية لتطوير التمويل الإسلامي
أكد أمين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان أن الأزمة المالية الأخيرة أثبتت سلامة مبادئ نظام الصناعة المالية الإسلامية، وذلك لامتلاكها عديدا من المقومات التي تحقق لها الأمان وتقليل المخاطر وجذب الاستثمارات، مضيفا أن التطورات الاقتصادية المتلاحقة خلال السنوات الأخيرة فرضت على دول العالم الاتجاه لجذب الاستثمار الأجنبي، والاستفادة من الخبرات ورؤوس الأموال الأجنبية في بناء المشاريع الاستثمارية وبناء التحالفات والشراكات الاقتصادية الاستراتيجية. كان ذلك خلال فعاليات منتدى نافذة المستثمر السعودي المنظمة من قبل الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل بالتعاون مع UCI international والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، حيث استمرت الفعاليات لمدة يومين.
ونوه فهد السلطان بازدياد أهمية عنصر التمويل الميسر اللازم لعملية التنمية بعد الأزمات المالية التي تعرّض لها الاقتصاد العالمي خلال السنوات القليلة الماضية، كما تزايدت الحاجة إلى وجود بنوك إسلامية تلبي زيادة طلب المسلمين عبر العالم على معاملات بنكية شرعية خالية من الربا، مضيفا أن التمويل الإسلامي أصبح اليوم الأكثر تناغما مع معتقدات واحتياجات العملاء من الأفراد والشركات.
#2#
ويؤكد السلطان أن الأزمة المالية كانت فرصة تاريخية لقطاع المصرفية الإسلامية ليثبت جدارته في مواجهة هذه الأزمات، وأن يمثل ملاذا آمنا لرؤوس الأموال والاستثمارات العربية والإسلامية وغير الإسلامية، كما أسهمت الأزمة ـــ بحسب السلطان ـــ في تعزيز الثقة بقوة النموذج المالي الإسلامي وقدرته على الاستدامة، حيث أظهرت تلك الأزمة قدرة هذا القطاع على البقاء بعيدا عن أزمات الأسواق العالمية، وتجنب مشكلات الديون المتعثرة التي عانت منها الأسواق المصرفية التقليدية. وعلى صعيد الأزمات أشار السلطان إلى أن البنوك الإسلامية تقف اليوم في مواجهة تحديات تقوية مواردها الرأسمالية، واتباع مزيد من الشفافية، والالتزام بالقواعد والمعايير المصرفية العالمية خاصة معايير الحوكمة، علاوة على تنوع المخاطر في بيئة العمل، وإدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة وتصاعد المنافسة بفعل تحرير الأسواق، والتعامل مع كل ذلك في إطار مبادئ العمل المصرفي الإسلامي، مقترحا في هذا الإطار أن تقوم صناعة المصرفية الإسلامية على بعض المعايير المتقدمة التي تشتمل على تحسين مؤسسات التمويل الإسلامي، وتطوير وتوحيد منتجاتها المالية، ونشر المعرفة بهذه المنتجات بين جميع العملاء، والتزام مقدمي هذه الخدمات بالمهنية والكفاءة والمعايير العالمية، والعمل الدائم على تطوير الكوادر البشرية، وإيجاد خبراء ومهنيين لإدارة وتطوير المنتجات المالية الإسلامية.
وتحدث خلال الندوة الدكتور يوسف الزامل الأمين العام المساعد للهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل، حيث أكد بدوره دور الهيئة في بناء الشراكات والتعاون بين المختصين والمهتمين من أجل تنشيط التجارة والاقتصاد باستخدام الصيغ الإسلامية التي أصبحت حاجة ملحة في عالم اليوم. وقال الزامل إن زيادة التجارة العالمية يتطلب من الجميع مزيدا من العمل لتحقيق المصالح الاقتصادية في الدول الإسلامية، ودعا رجال الأعمال والشركات والمفكرين إلى التكامل والتعاون، حيث أشار إلى أن هدف المنتدى هو تحقيق مزيد من التكامل، وأن كثيرا من الأعمال والأبحاث إذا لم تتم في ظل عمل جماعي هو عمل ناقص، وأضاف أن الهيئة أنشئت لتحقيق هذا التعاون، في إطار خدمة النظرية الاقتصادية الإسلامية.
وكان منتدى نافذة الاستثمار السعودي قد ركز على الفرص المحددة الحالية للاستثمار الأجنبي المباشر والمشاريع المشتركة ذات التمويل الإسلامي ونقل المعرفة، وتشمل قطاعات: التعليم، الرعاية الصحية، العقارات، التصنيع، الطاقة، الطاقة المتجددة، الاستشارات، النقل والبنية التحتية. كما مثل المؤتمر فرصة للالتقاء بين كبار المستثمرين السعوديين والخليجيين والعالميين وخبراء الاقتصاد الإسلامي وقيادات الأعمال والقيادات المالية من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة في مكان واحد، حيث أتاح الحصول على المعرفة المباشرة حول المشاريع العالمية الجديدة والمهمة في عديد من القطاعات، وقدم رؤية واضحة حول الطرق التي يوسع بها المستثمرون السعوديون والخليجيون الاقتصاد السعودي، محققين أرباحا كبيرة، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.