الملك عبد الله وتفاعل الأسرة الواحدة

نحمد الله تعالى الذي منّ على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالشفاء بعد العملية الجراحية التي أجراها، وأسعد الجميع بخروجه من المستشفى سالماً معافى، فتلك الصور التي بثتها أجهزة الإعلام يوم أمس أثناء خروجه وهو يسير على قدميه، كانت مصدر سعادة وطمأنينة لجميع المواطنين والمقيمين الذين تابعوا مراحل علاجه - حفظه الله.
وهذه المتابعة من قبل المواطنين لمراحل علاج خادم الحرمين الشريفين، يقابل ذلك حرصه - حفظه الله - على إيضاح حقيقة المرض ومراحل علاجه، تنبع مما تعيشه بلادنا من روح الأسرة الواحدة، التي تربط القيادة بالمواطنين، وهي علاقة تتجلى بما نراه من تفاعل اجتماعي كبير، ومشاعر فياضة تجاه أي مسؤول يتعرض لعارض صحي يبعده عن الناس فترة من الزمن، فلا ينفك السؤال عنه، وحين يعود يستقبله الجميع بفرحة غامرة. كما نراها تتجلى في تلك السعادة الغامرة التي تعم الوطن عند الإعلان عن أي إنجاز يتحقق، وهذه العلاقة لم تكن وليدة اللحظة ولم يصنعها إعلام موجه، بل كانت استمرارا لنهج خطه الملك عبد العزيز ــــــــــ رحمه الله ـــــــــ وأصبح واقعاً متعارفاً عليه، ويعيشه جميع أبناء الوطن عبر التواصل المستمر بين القيادة والشعب.
لقد جاءت الفرحة بخروج خادم الحرمين الشريفين من المستشفى نتيجة طبيعية، ووفاء لصاحب الأيادي البيضاء والمواقف المشرفة الذي ما انفك يتلمس حاجات مواطنيه، ويسعى إلى تحقيقها، والذي يحمل هم أمته ولا يتوانى عن تقديم كل دعم ومساندة لقضاياها، عبر كثير من المواقف المشرفة التي هي محل تقدير من الجميع.
وقد كان خادم الحرمين الشريفين في أول إطلالة له بعد الإعلان عن العارض الصحي الذي مر به، واضحاً وصريحاً كعادته، ولم يغب عنه أن يطمئن مواطنيه بطريقة غلب عليها حس الفكاهة، حينما أشار إلى ما يقوله الأطباء عن مرضه، ثم ثنائه على النساء وأنه لم ير منهن إلا كل خير.
نحمد الله تعالى الذي من على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء، سائلين المولى القدير أن يسبغ عليه الصحة والعافية، وأن يعيده إلى وطنه ومواطنيه سالما معافى، وأن يجعل ما أصابه في ميزان حسناته، ويبقيه ذخرا للوطن، وأن يعز به الأمتين العربية والإسلامية، ويحفظ له عضديه، سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، وأن يحفظ لبلادنا عزها وأمنها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي