الأمير متعب هذا الشبل من ذاك الأسد

جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وزير دولة وعضو مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني تتويجا لعطاء سموه في خدمة الوطن، فهو رجل الإدارة والتميز، ورجل المهام الصعبة، ورجل الإنجازات الكبيرة, قيادي بارز، وهو أهل لهذه المسؤولية، خاصة أنه يتمتع بأفكار إدارية متميزة، ويشعر بهموم الوطن والمواطن, كما أن له خبرة طويلة في المجالات العسكرية أهلته ليتوج بثقة خادم الحرمين الشريفين، ليكون رئيسا للحرس الوطني.

والأمير متعب رجل دولة، وقد تولى مهام جساما أعطته من الخبرات والحكمة والحنكة الشيء الكثير, وما نجاحاته المتواصلة في جهاز الحرس الوطني إلا دليل قاطع على بعد النظر، والحكمة، والتروي، واللين والشدة في وقتها المناسب, هكذا عرفناه، ولقد أهلته المهام والتجارب التي عاشها طوال فترة عمله في المجال العسكري منذ السنوات الأولى لشبابه، واستفاد كثيراً من خبرة وحنكة والده خادم الحرمين الشريفين في الفترات الزمنية الأولى لانطلاقته في العمل في الدولة، وهو جدير بهذا المنصب لما يتمتع به من خبرة، وبعد نظر، وحكمة، وعمق التجربة، وأعطى الوطن زهرة شبابه، وجهده الوفير، وفكره، فهو صاحب رأي سديد، وإنجازات عديدة، وبصمات واضحة في تطوير الحرس الوطني، والارتقاء بمهرجان الجنادرية السنوي.

#2#

وإنني أهنئ القيادة والشعب السعودي الكريم بهذا الاختيار الذي جاء موفقاً، فالرجل المناسب في المكان المناسب، فهو ابن الحرس المخلص، وفي الوقت نفسه صاحب خبرة عريقة، وصاحب حنكة، وحصافة، ووفاء، وإخلاص لوطنه ومواطنيه، وهو رمز من رموز هذه البلاد الطاهرة والأسرة المالكة الكريمة, وإن الثقة الغالية من قبل خادم الحرمين الشريفين جاءت في محلها, وهو رجل قيادي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وإنجازاته لا تستطيع الأقلام والألسن رصدها، ولقد امتزجت سيرته العطرة بعديد من الإنجازات التي منحت سموه وسام الشرف.

وقرار خادم الحرمين الشريفين ليس بمستغرب على سياسة حكومتنا الرشيدة، فقد دأبت على اختيار الشخصيات الفاعلة والمؤثرة، كما أن اختياره وزير دولة وعضو مجلس الوزراء نتاج طبيعي للمقومات الشخصية المتميزة التى يتصف بها سمو الأمير متعب، واللافت في شخصية الأمير متعب أن الجميع يتفق على حبه، فهو شخصية قريبة من الجميع يتمتع بخلق رفيع، وابتسامة لا تفارق محياه، يجل الكبير، ويقدر الصغير.

ولقد واكب الأمير متعب مسيرة الحرس الوطني، ونجح مع والده الملك عبد الله، وبكل اقتدار، في تحويل جهاز الحرس الوطني من مؤسسة عسكرية إلى مؤسسة حضارية، كما نجح في صياغة الجندي السعودي وتوسيع مداركه، ورفع مستوياته العلمية والثقافية، وسجل الحرس الوطني اسمه كمؤسسة ثقافية عالمية وإحدى مفردات النهضة الحديثة للبلاد، جامعا بين الضوابط العسكرية، وآفاق الثقافة التراثية من خلال تحويل هذه الفكرة إلى عمل كبير، فكان المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي أبرز الوجه الثقافي والتوجهات الفكرية للدولة السعودية الحديثة، وحقق التفاعل والتواصل بين ماض ثقافي واجتماعي، وحاضر يشهد بالإنجازات في مختلف المجالات.

كما سجل القطاع إنجازات طبية عالمية من خلال عمليات فصل التوائم، وزراعة الكبد التي تجرى في مدن الحرس الطبية، وقد تحقق على يد الأمير متعب كثير من الإنجازات في تطوير بناء الحرس الوطني حتى أصبح الحرس الوطني من أكبر المؤسسات العسكرية والحضارية العملاقة التي أسهمت وتسهم في مسيرة النهضة والتنمية في البلاد، وستستمر في الارتقاء والتطوير تحت رئاسة الأمير متعب، الذي سيكمل مسيرة والده في هذا الجهاز الكبير.
* رئيس هيئة طيران الحرس الوطني

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي