شوية تفكير وتخطيط !

بات أغلب أنديتنا الرياضية غير قادرة على مواجهة المصروفات والمتطلبات المادية الكبيرة للمشاركة الفعالة في دوري زين السعودي، ومن أهمها المغالاة الكبيرة في عقود اللاعبين المحليين، وأصبح اللاعب العادي جدا أو حتى الأقل من عادي يطالب بالملايين عند تجديد عقده، ويبدأ هو ووكيله تسريب أنباء وأخبار وهمية عن مفاوضات مع أنديه أخرى وعروض جاهزة يمتلكها، محاولا رفع قيمة العقد وتحسين موقف اللاعب مع ناديه، وبالتالي يخضع النادي مهرولا لتلبية طلباته، ومن ثم يدفع النادي ويهدر الأموال في لاعب أقل من عادي خوفا من ذهابه إلى فريق منافس. وفي المقابل عندما يتقدم ناد يملك المادة والحاجة إلى بعض اللاعبين في بعض المراكز لناد من الأندية الأقل حظوة في المنافسة على البطولات ويشكو ضيق ذات اليد ماديا، بطلب الحصول على اللاعب وبعرض مادي كبير، يتم رفض العرض، بل إن بعض رؤساء الأندية يتشدق بأنه لن يبيع عقد أي لاعب من لاعبيه بأي ثمن!، رغم عدم قدرة ناديه على المنافسة إضافة إلى عجزه عن الوفاء بالتزامات النادي، في تناقض عجيب وعناد غبي متكرر.
كل ما سبق يقود إلى التساؤل عن الأسباب والحلول. من وجهة نظري الشخصية يعود ذلك إلى غياب التفكير الاستراتيجي السليم لإدارات الأندية وحرصهم على تحقيق النتائج السريعة في حالة الأندية التي تنافس على البطولات، وكذلك رغبة إدارات الأندية الأقل حظوة في الظهور بمظهر البطل الذي لا يفرط في لاعبيه. سبب آخر هو قلة المواهب أو القدرة على اكتشافها، في ظل الغياب شبه الكامل للرياضة المدرسية، وكذلك اختفاء ما يسمى بدوري الحواري، وكذلك تباعد المسافات ـ وخصوصا في المدن الكبيرة ـ وعجز كثير من المواهب عن الوصول إلى مقار الأندية وخصوصا في مدينة الرياض.
والحلول لكل ما سبق هو عن طريق صرف بعض المبالغ المهدرة في تجديد عقود أنصاف اللاعبين، واستغلال المبالغ الكبيرة الواردة للنادي عن طريق بيع عقود بعض النجوم في إنشاء أكاديميات كرة قدم تابعه للنادي أو الكيان، تدار بطريقة احترافية تعنى ببناء الأجسام وتطوير المهارات الفنية، العقلية، والنفسية للناشئ العاشق لكرة القدم في عمره المبكر حتى ينمو مكتملا في القوه البدنية، المهارة الفنية، والفكر الاحترافي الصحيح، وبالتالي سيوفر على الأندية عناء البحث عن المواهب، إضافة إلى الفائدة المادية عن طريق بيع عقود اللاعبين الفائضين عن الحاجة، وكذلك توفير فرص عمل للكثير من مدربينا الوطنيين المؤهلين علميا والحاصلين على درجات معتمدة في التدريب، قد يقول البعض إن هناك دوريا للناشئين للأندية الممتازة ولكن ذلك في نظري غير مجد وذلك لحرص الأندية على الفوز وتحقيق النتائج الفورية بدلا من تطوير اللاعب.
نتمنى من الأمير نواف بن فيصل سرعة تنفيذ وعوده بإنشاء بعض الأكاديميات التابعة لاتحاد كرة القدم، أو على الأقل إقرار النظام الكامل لتلك الأكاديميات حتى يتسنى لمن أراد إنشاءها ''يبيلنا شوية'' تفكير وتخطيط فقط، والبعد عن البروقراطية.
- الأمير الوليد بن بدر هو أحد أبرز من خدموا كرة القدم السعودية عندما كان عضوا في الاتحاد السعودي لكرة القدم حيث كان الصوت القوي والمؤثر لبلاده في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وخدم نادي النصر وما زال، لا يضيرك ما قال ويقول عنك الصغار تلميحا وتصريحا فأنت كبير بعقلك ووعيك وشجاعتك، شجاعتك التي ألجمت الجبناء وأحرجت الجهلاء وأظهرت الأفاعي على السطح. أنت تسير إلى الأمام فلا تنظر إلى الخلف!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي