Author

وأشرقـَتْ شمسُ الشبابِ السعودي على العالم رمضانيات (8)

|
.. بدأتْ الحكايةُ من البنت السعودية "سحَر الشريف" لِما قد تكون الآن من أكبر الحملاتِ المنشورة في الإنترنت في العالم.. إنه الفيلمُ الذي يدور من صنع شبابٍ سعودي بعنوان: "أوباما أطلق حميدان".. والفتاة السعودية كانت في قارةٍ بعيدة يسميها الأمريكان "البلد التحتي المقلوب" (داون أندر) أستراليا.. منها خرجتْ أولُ قطرةِ إشعاعٍ لمشروعٍ كامل الاعتدال! قرأت "سحَرُ" المقالَ الذي كتبتُه وخرج من هذه الجريدة بعنوان: "أيها الفيسبكيون، حملة أوباما أطلق حميدان".. و"حميدان التركي" أشهر السعوديين في السجون الأمريكية، وعُرِضَتْ قضيتُه كأشهر قضيةٍ فرديةٍ لنا مع الولايات المتحدة الأمريكية. وكنت آمل من الحملة الفيسبوكية أن تكون حملة مليونية تصل للبيت الأبيض معبرة عن كل الطيف السعودي، بل كانت تلك أجرأ أحلامي.. ولكن الذي حدث فاقَ الأحلام. صمَّمَتْ "سحر الشريف" أول صفحةٍ للحملة في الموقع الاجتماعي "الفيسبوك" ثم صارت من أشهر الصفحات بعنوان: أوباما أطلق حميدان. وكان هناك أبطالٌ مغاوير آخرون اطلعوا على الصفحة، ثم صنعوا ما يضارع المستحيلَ إن لم يكن المستحيل عينه. اقترحوا عليّ فيلما قصيرا توثيقيا يكون بمثابة رسالة موجهة للرئيس الأمريكي "باراك حسين أوباما" تحمل عنوانَ المقال.. وكان "عاصم الغامدي" الشابُ الذي تخرج حديثا في جامعة الملك فهد، هو من هاتفني متحمّسا.. يومها عرفتُ واحدا من ألمع الشباب، ولم أعد أحسبه إلا هدية من السماء. ثم هذا الفتى العبقري بطلّته الهادئة ولحيته اللطيفة المعفية "المهند الكدم"، المخرج والمصور والمنتج الفائز بجوائز عالمية، وتناقشنا باجتماع عرَضيٍّ ضمن حفلٍ لمجاميع العمل التطوعي في المنطقة الشرقية حول الفيلم، نعم مجرد اجتماع عرَضي لم يتعدَّ نصف ساعة. وكان أولُ نقاشِنا مشروعا حيـّا لا كلاما حول مشروع.. وهنا العجبُ العجاب؛ أولُ بركاتِ هذا الفيلم القصير أنه في يوم واحدٍ أنهينا كل شيء، من تدبير التمويل إلى الفكرة، إلى اقتراح الشخصيات المشاركة، إلى طريقة الإعلان والنشر.. وفي اليوم الثاني.. بدأ الفريقُ في العمل! قلت لكم إنهم أبطالي وهدايا السماء، وكان حبيبُنا "عبد الله آل عيّاف" هذا النجمُ المتواري وراء سيناريو الفيلم، كما ظهرَ خطـُّه الجميلُ في رسالة حميدان لأمّه الذي قرأها في الفيلم بعذوبةٍ تذيبُ قلبَ الصخر أخونا المتألقُ الحبيب "تركي الدخيل". وكان في الجرافيك الشابان علاء المكتوم ويزيد السويلم، وعاصم البني في توزيع الصوت، وأحمد نور للهندسة الصوتية، وكان سعود الذيابي صاحبَ الصوتِ الرخيم الذي صاحب مشاهد الفيلم وكان أداؤه متميزا وهو يقرأ برامجَ العفو التي نـُفذت في الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتي خرجت بمقال لأخينا الحبيب "عبد الله العلمي"، وكان مقالـَهُ قد ضـُمِّن في مقالي الذي خرج بعنوان "أوباما أطلق حميدان".. وتعجّب لما استأذنته بخروج المعلومات في فيلم، ليردّ بأنه أقلّ واجبٍ يؤديه لواحدٍ من أبناء وطنه. وكان للدكتور الموسوعي "سلمان العودة" أكثر من مجرد ظهورٍ رائعٍ في الفيلم وساهمَ بدورٍ كبير في تسهيل كثير من الأمور التي تقف أمام فريق العمل كظرفٍ شرعي، ويتدخل لوضعه في مقامه الصحيح. ولن أنسى موقفا للشيخ "حسن الصفـّار"، الذي بادر ليس فقط بالموافقة، بل أصرعلى أن يظهر بعد الشيخ سلمان لا قبله بأي حال، وأن يكون بعده مباشرة بلا فقرةٍ وسَطا، وهنا مغزى جميل سعى إليه الشيخُ الصفار، الذي ينادي بالتماسك الوطني، وقد ذهب له الفريقُ وهو في حفل زواج ابنه، فترك الحفلَ وتفرّغ للتصوير! أردنا الفيلمَ كرسالةٍ من الأمّة بكل شرائحها حتى لا يقال إن فئة بعينها هي التي تقف مع حميدان، بل كلّ فئات الوطن.. وهذا ما كان. وستجد أنّ تأثر اللاعب المثقف الشهير "نوّاف التمياط" كان تأثرا أصليا وأصيلا، ومتجليا وهو ينقل رسالتـَه للرئيس أوباما. أما التي كانت أيقونة الفيلم، ولحمته وسداه، ولحظته العليا المؤثرة والمبكية، فهي ابنة حميدان الصغيرة التي أدمعت كل عيون من رأى الفيلم، وهنا عاطفة لا تبارى.. دميعاتـُها قالتْ كلًّ شيء! المعجزة يحققها الله في قوله: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ).. إنها يدُ الله لا شك بذلك. "عاصم الغامدي" هذا البطلُ الجميل ومدير الإنتاج يهاتفني ويرسل لي عن كل خطوة، وكل خبرٍ أروع من الآخر، وليتني أستطيع أن أقول كل المصادفات التي كانت مثل رسائل من السماء.. ليتني! أما خبره المدهش حين قال: "رويتر تتصل بي وتريد توزيع الفيلمَ عبر كلّ قنواتِ الإعلام وعلى مئات القنوات التلفزيونية عبر كل الأرض!" من يصدّق؟! لم يخرج الفيلمُ للعلـَن حسب تخطيطنا، فوصل بطريقةٍ ما لجريدة "سبـَق" التي وصل قراء الخبر فيها بعد ساعة إلى ما يقارب العشرين ألفا.. وكانت اسما على مُسمَّى فسبقتنا حتى نحن. ومن "سبـَق" جرى الفيلمُ والخبرُ كالبرق عبر الفضاء الإلكتروني. الآن أكبر مشاهدة حسب موقع اليوتيوب هو لفيلمٍ قصيرٍ، لشبابٍ سعودي، اسمه: أوباما أطلق حميدان! وشيءٌ آخر ضمن الصفقة الكبرى: أشرقت شمسُ الشبابِ السعودي على العالم! * ملاحظة: فقط اكتب كلمة "أوباما" في محرّك البحث "جوجل"، وانظر ما يكون أول موقعٍ عبر كلمة دارت بمئات الآلاف من المواقع!
إنشرها