التهاب الكبد.. معظم المصابين يتخلصون من الفيروس في مراحله الأولى

التهاب الكبد.. معظم المصابين يتخلصون من الفيروس في مراحله الأولى

التهاب الكبد B يحدث نتيجة للإصابة بالفيروس B، والالتهاب المزمن G يحدث إذا ما استمرت الإصابة لفترة زمنية بعد الإصابة الحادة، فمعظم الناس قد يتخلصون من الفيروس في مراحله الأولى، ولكن البعض الآخر تتطور لديه الإصابة الحادة وتستمر فيكون الالتهاب هنا مزمنا، وقد يبقى خاملاً أو ينشط فيؤثر في الكبد. ولمزيد من إلقاء الضوء على هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمد جلي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، الحاصل على الزمالة البريطانية والبورد الأمريكي والبورد الكندي. الإبر الملوثة بالفيروس قد تكون سببا للأصابة كيف يصاب الإنسان بالفيروس B؟ تحدث الإصابة نتيجة للتلوث بدم مصاب بالفيروس أو بسوائل جسمية أخرى لأشخاص مصابين (فعلى سبيل المثال يمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي) مع شخص مصاب، كما يمكن للإصابة أن تحدث عن طريق الحقن الخاطئ بالإبر الملوثة بالفيروس، كما تحدث الإصابة في صالونات الحلاقة عن طريق الأدوات غير المعقمة والملوثة بالفيروس، كما أن الأمهات الحوامل والمصابات بالفيروس يمكن أن ينقلن الإصابة لأطفالهن. ومن الجدير ذكره هنا أن الفيروس لا ينتقل عن طريق اللمس أو النفس أو الغذاء، وهذا سؤال شائع عند كثير من المرضى. إصابة حادة دون أن يشعر المريض ما أعراض الإصابة بالفيروس؟ الإصابة الحادة أعراضها كأعراض أي التهاب كبدي حاد فيحدث غثيان وقيء وفقدان للشهية وآلام بأعلى البطن وضعف عام، كما يحدث يرقان في بعض الأحيان (إصفرار في العين والجسم)، ويتلون البول بلون أصفر غامق. وقد تكون الإصابة الحادة خفيفة فلا يشعر بها المريض إطلاقاً. يمكن التخلص من الإصابة الحادة ما الفرق بين الإصابة الحادة والمزمنة للفيروس B؟ عندما تحدث الإصابة للمرة الأولى فهذه إصابة حادة قد يتخلص منها الجسم ولكن عندما تستمر ستة أشهر أو أكثر، هنا يطلق عليها إصابة مزمنة، والإصابة المزمنة تحدث عند (5 إلى 10 في المائة) من الناس الذين يصابون بالفيروس (ب)، إذا يتخلص معظم الناس من الإصابة الحادة. تطور الحالة والمضاعفات ما مضاعفات الإصابة بالكبد الوبائي B؟ كثير من الناس لا يشعرون بالمرض (لا تكون هناك أعراض) ولكن هذه الإصابة المزمنة التي تستمر لأكثر من ستة أشهر قد تنشط وتحدث تليفاً أو تشمعاً ـ لا سمح الله ـ وهنا تعجز خلايا الكبد عن أداء وظائفها المعهودة من تنقية الجسم من السموم وإذا حدث تليف أو تشمع فقد يحدث يرقان وفقدان للوزن وقيء وفقدان للشهية وقد تتطور الأمور إلى فشل كبدي وغيبوبة أو قد يحدث سرطان للكبد ـ لا قدر الله. كيف يتم التشخيص؟ يتم التشخيص عن طريق تحليل وظائف الكبد (بالدم) وتحاليل خاصة بالفيروس الكبدي B، كما يتم عمل أشعة صوتية للكبد. وتبقى خزعة الكبد أفضل وسيلة لتقييم الكبد وما إذا كان هناك تليف. ومن الجدير ذكره هنا وجود تحليل دم Fibro Test يغني إلى حد ما عن الخزعة، إذ يعطي مؤشراً عن تأثر الكبد وحدوث تليف. (لا يظهر التليف المبكر في الأشعة كالأشعة الصوتية والرنين) وإذا ما أضيف الـ Fibro scan وهي أشعة صوتية خاصة تقيس مدى سرعة الموجة العابرة للكبد المتليفة وتعطي مقياساً دقيقاً للتليف لتحليل Fibro Test تكون دقة المطابقة للخزعة أكبر وأفضل. الفايبروسكان وخزعة الكبد ما الجديد في العلاج؟ طبعاً كما أن هناك تغيرات في طرق التشخيص وتقييم الحالة للعلاج، وطرق الكشف عن التليف مثل الفايبروسكان الذي قد يغني في بعض الحالات عن خزعة الكبد فإن طرق العلاج أيضا تطورت، فمن المعروف أن بعض الأدوية التي كانت تستخدم في الماضي القريب للعلاج فقدت جاذبيتها مقابل أدوية أخرى أكثر حداثة، وذلك نظراً لأن نسبة نجاح الأدوية الحديثة في تخفيض أعداد الفيروس أعلى. أدوية أكثر فعالية مثلاً AdefovirوEntecavir، وهي أدوية تغلبت على Lamivudine، المعروف أنها فعالة أكثر ولا يحدث ارتداد أو نكسة للمريض بعد تحور الفيروس ومناعته للعلاج بعد بدء الاستجابة كما في دواء Lamivudine. الجدير ذكره هنا أن هدف العلاج في الفيروس B هو وقف تطور المرض إلى حالات متقدمة عن طريق التقليل من كمية الفيروسات في الدم إلى أقل نسبة ممكنة لأن التخلص نهائياً منه صعب عكس الفيروس B. تطعيم الأطفال والمخالطين للمرضى ما أفضل وسيلة للوقاية من التهاب الكبد (ب)؟ بالنسبة للفيروس B فالحال أفضل بكثير من حالة الفيروس الوبائي B حيث يوجد تطعيم ناجح وفعال وهو يعد من أهم الإنجازات الطبية في العصر الحديث، حيث لا يقي فقط من التهاب الكبد الوبائي B بل أيضاً من آثاره الخطيرة كسرطان الكبد. وننصح هنا بالفحص المبكر لوظائف الكبد والفيروسات الكبدية كالفيروسين B وC وتطعيم الأطفال وأفراد الأسرة المخالطين والمقربين للمرضى، كما يجب تطعيم العاملين في الحقل الطبي. ‏حالة العدوى بالالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن يمكن أن تكون شديدة الخطورة إذ تؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد عند بعض مرضى الالتهاب الكبدي (ج) المزمن، ومن مسبباته إدمان الكحوليات من حيث درجة تسببها في حدوث تليف الكبد. يعزى إلى الالتهاب الكبدي (ب) المزمن نحو 10‏ في المائة من جميع حالات أمراض الكبد وتليف الكبد. والالتهاب الكبدي المناعي الذاتي هو أحد أمراض المناعة الذاتية. إذ يحدث فيه هجوم من قبل جهاز المناعة ضد خلايا الكبد بالجسم ذاته وأعراض الالتهاب الكبدي المزمن تشبه أعراض تليف الكبد. الفحص المبكر يجنب الوصول للالتهاب المزمن ‏ونظراً لأن الالتهاب الكبدي قد لا يسبب أي أعراض في المراحل المبكرة، فإن الالتهاب الكبدي المزمن يتم اكتشافه غالبا بالمصادفة أثناء إجراء اختبار للدم لسبب آخر. ولتأكيد الشكوك المتعلقة بالالتهاب الكبدي والمساعدة على توجيه مسار العلاج، فإن طبيبك سيجري لك اختبارات للدم، وبعضها قد يكشف عن أن الكبد قد تدهورت وظائفها. وقد يظهر البعض الآخر أن التليفات بدأت تسد القنوات الصفراوية الدقيقة بالتدريج. كما يمكن أن يكشف البعض الآخر من اختبارات الدم أيضا عن نوع الفيروس الذي قد يكون السبب في الالتهاب الكبدي المزمن. ‏التحاليل المخبرية تشخص الإصابة بدقة وفي حالة فيروس الالتهاب الكبدي B يمكن أن تصنع اختبارات الدم فارقا مهما. فإذا كان أناس لديهم أجسام مضادة للفيروس في دمائهم، فإنهم لا يكونون مسببين للعدوى وليس من المرجح أن يصابوا بالالتهاب الكبدي المزمن. مع ذلك إذا كانت لديهم أجزاء من الفيروس تسري في دمائهم (وهي مواد تسمى الأنتيجين السطحي وأنتيجين E‏، أو الحمض النووي DNA الحقيقي للفيروس، فإنهم يكونون مسببين للعدوى. ‏منع انتشار العدوى بعض الناس الذين لديهم أجزاء من الفيروس تسري في دمائهم يكونون مصابين بالالتهاب الكبدي المزمن كما يكونون مسببين للعدوى، وآخرون يحملون الأنتيجين السطحي وأنتيجين E في دمائهم، ولكنهم لم يصابوا بعد بالالتهاب الكبدي. وهؤلاء الناس يعتبرون حاملين لفيروس الالتهاب الكبدي (B)، ورغم أنهم ليسوا مرضى إلا أنهم ما زالوا قادرين على نقل عدوى الفيروس إلى الآخرين. ومن ‏المهم معرفة نتائج الاختبارات المختلفة عند اتخاذ قرارات تتعلق بالعلاج ولمنع انتشار العدوى. ‏‏اتباع التعليمات الطبية أكثر الوسائل استخداما لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن الناتج عن أحد فيروسي الالتهاب الكبدي B، G هو الإنترفيرون ألفا الذي يتم حقنه يوميا أو مرات معدودة أسبوعيا على مدى أشهر معدودة، ونحو نصف من يتناولون الإنترفيرون ألفا يحصلون على بعض الفائدة، وهو يمكن أن يسبب مجموعة من الآثار الجانبية وتشمل الإعياء والحمى ‏والتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، وصعوبة التركيز واضطرابات عاطفية. مما يستدعي اتباع التعليمات الخاصة من الطبيب المعالج. بالنسبة للمصابين بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي (ب) يكون الإنترفيرون أكثر ما يكون فائدة لدى من أصيبوا بالالتهاب الكبدي المزمن الذي تم تأكيده بفحص عينة من نسيج الكبد، وبوجود مستويات مرتفعة جداً من إنزيمات الكبد (المسماة إنزيمات الأمينوترانسفيراز)، ووجود مستويات منخفضة من الفيروس في الدم. وينصح بإعطاء إنترفيرون ألفا إلى معظم المصابين بالعدوى المزمنة بفيروس الالتهاب الكبدي (G). جرعة أعلى للفيروس B ‏مما يذكر أيضا أن استخدام جرعة أقل من الإنتروفيرون يكون فعالا وكافيا لعلاج فيروس الالتهاب الكبدي G (بينما يتحتم استخدام جرعة أعلى لعلاج فيروس الالتهاب الكبدي (B)، وهذا يعني أن الآثار السيئة الناجمة عن العلاج في حالة فيروس (ج) تكون أقل. واستخدام العامل المضاد للفيروسات المسمى ريبافيرين يمكن أن يساعد على تحسين التوقعات المستقبلية في حالة العدوى المزمنة ‏بفيروس الالتهاب الكبديG.
إنشرها

أضف تعليق