FINANCIAL TIMES

شركات الهواتف الذكية المتنافسة ترتب أوضاعها في السوق

شركات الهواتف الذكية المتنافسة ترتب أوضاعها في السوق

جهاز آي فون 4 من شركة أبل، وجهاز درُوْيد إكس Droid X من شركة موتورولا، اللذان أطلِقا في الأسبوع الماضي، هما من روائع التصميم والأداء العملي. الهواتف الذكية شائعة الآن على نحو لا يصدق، خصوصاً الأجهزة التي تصنعها شركة أبل والأجهزة التي تعمل على نظام أنْدْرُويد Android، وهو نظام لتشغيل الهواتف الجوالة من وضع شركة جوجل. بعد أن أدى عدد غير مسبوق من الطلبات على هاتف آي فون 4 من أبل في الأسبوع الماضي إلى تعطيل النظام، تم عرض هذه الهواتف في محال البيع أخيراً في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان. وتقول الشركة إنها تلقت أكثر من 600 ألف طلب شراء يوم الخامس عشر من حزيران (يونيو)، وهو أعلى رقم من الطلبات حصلت عليه في يوم واحد. وقالت ''جوجل''، التي لم تكن لديها رغبة في أن تتفوق عليها ''أبل''، بأن الرقم اليومي لمبيعات الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد ارتفع بنسبة 60 بالمائة خلال الشهر الماضي فقط. وبمناسبة إطلاق جهاز درويد إكس، وهو أحدث جهاز يعمل على نظام التشغيل أندرويد، في الأسبوع الماضي، قال أندي روبن، رئيس قسم تطوير أندرويد (في شركة جوجل)، إن المبيعات تبلغ الآن 160 ألف وحدة كل يوم. ومن المتوقع أن تشكل الهواتف الذكية في الولايات المتحدة 50 في المائة من جميع مبيعات أجهزة الهاتف الجوال في السنة المقبلة، بعد أن كانت أقل من 20 في المائة في عام 2009، وفقاً لمؤسسة نيلسن، المتخصصة في الأبحاث. ما السبب في هذه العلاقة الغرامية مع هذه الأجهزة، ولماذا نرى كثيراً من الناس على استعداد لدفع مبالغ في حدود 200 دولار لهاتف ذكي بالإضافة إلى عقد شهري غير رخيص؟ حين ننظر إلى الجهازين اللذين تم إطلاقهما في الأسبوع الماضي، وهما آي فون 4 و درويد إكس، فإن الجواب هو وجود عنصرين: الجمال والقدرة التي لا تصدق على الأداء العملي. جهاز آي فون 4 هو إعادة صياغة مذهلة لهاتف''أبل''، الذي صُمِّم ليكون أقل سماكة وانحناء من ذي قبل، تحيط به طبقة من الفولاذ الذي لا يصدأ تضم بداخلها شاشة تحتوي على تفصيلات تفوق كثيراً ما كان متوافراً من قبل. سعر الجهاز حوالي 200 دولار (200 جنيه إسترليني في بريطانيا). الدرجة العالية من وضوح الصورة على الشاشة تعوض إلى حد ما عن تمسُّك ''أبل'' بالحجم التقليدي (وهو 3.5 بوصة)، في حين أن الأجهزة المنافسة التي تعمل على نظام أندرويد تبدأ الآن بطرح أجهزة ذات شاشات بمقاس 4.3 بوصة. كانت هناك بعض التساؤلات حول ادعاء ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، بأن ''عرض الشبكية'' الجديد يتمتع بقدرة تبيانية تزيد من كثافة عدد النقاط الموجودة على الشاشة بمقدار أربع مرات عن الهواتف السابقة، وبالتالي تعطي نصوصاً وصوراً أدق بكثير من ذي قبل. تطلق ''أبل'' على هذه القدرة التبيانية تعبير ''عرض الشبكية''، لأن العين البشرية، حين تنظر إلى صورة تتألف من 300 نقطة على بعد 12 بوصة، لا تستطيع التمييز بين الحواف المتعرجة لكل نقطة. لكن حين تُرفع كثافة النقط بمقدار أربع مرات لتصل إلى 326 نقطة لكل بوصة مربعة، فإن ''أبل'' وضعت مقياساً جديداً، حيث أصبح بالإمكان الآن تمييز الصور والنصوص على درجة مذهلة من الوضوح. كذلك يتميز جهاز آي فون 4 بوجود وحدة معالجة أسرع بكثير من ذي قبل، وهو معالِج إيه A4، الذي استخدم أول مرة في جهاز آي باد iPad، وبالتالي أصبحت استجابة الجهاز للمسات الأصابع تبدو أسرع كثيراً من ذي قبل. وهناك كاميرا بقوة خمسة ملايين نقطة (بِكسِل pixel)، التي تعتبر أفضل من الجيل السابق من آي فون، والذي كانت قدرة الكاميرا فيه ثلاثة ملايين بِكسِل، في حين أن تسجيل الفيديو عالي الوضوح أصبح قيد الإمكان الآن، وأضيفت شاشة عرض صغيرة من البلور السائل LED. المواصفات الأخرى تشتمل على جايروسكوب (جهاز لتثبيت التوجيه) من شأنه تحسين قابلية الاستجابة في أجهزة آي فون وتحسين القدرة على عرض ألعاب بمؤثرات ثلاثية الأبعاد. بالنسبة لأجهزة ''أبل''، ليس المهم هو الميزات التي تتمتع بها القطع الموجودة في الجهاز، وإنما المهم هو التطبيقات التي تستطيع استخدامها، حيث إن تطبيقات الأفلام (iMovie) على سبيل المثال تتيح للمستخدمين إنتاج مقاطع من الفيديو على الجهاز نفسه من لقطات مصورة سابقاً. هذه المواصفات جزء من جاذبية الهواتف الذكية، حيث إنها تستطيع القيام بأمور كثيرة كانت تقتصر في السابق على أجهزة الكمبيوتر المحمول أو المكتبي أو الأجهزة الأخرى. كما أن هذه الهواتف صغيرة الحجم إلى درجة أنه يمكن وضعها داخل الجيب. وكما قال سانجاي جها، كبير التنفيذيين المشارك لشركة موتورولا، فإن الهاتف الذكي أصبح هو الجهاز الرقمي الرئيس بالنسبة للمستهلكين. نظام التشغيل في آي فون والواجهة البينية تم تصميمهما لتعملا على أفضل نحو ممكن على تحويل البرامج والخدمات المعقدة إلى تطبيقات حدسية تعمل باللمس، بحيث تحيل هذه التطبيقات إلى صورها الأساسية على الشاشة الصغيرة. لكن تشغيل أكثر من برنامج واحد في الوقت نفسه كان مشكلة، إلى أن أدخلت الشركة نظام التشغيل الجديد آي أو إس 4 iOS ضمن جهاز آي فون الجديد. وأصبح من الممكن الآن القيام بمهمات متعددة من خلال الضغط السريع مرتين على زر home. عند ذلك تظهر لوحة من البرامج المفتوحة في ذلك الوقت ويستطيع المستخدم الانتقال فيما بينها. وبالتالي يستطيع المستخدم من خلال برنامج Pandora الاستماع للراديو على الإنترنت في الوقت الذي يستطيع فيه قراءة الأخبار من خلال تشغيل برنامج آخر. وتشتمل التحسينات الأخرى على ملفات يمكن فيها تجميع البرامج (أي التطبيقات)، وهذا يعني أن من الممكن تنزيل أكثر من ألفي تطبيق على الجهاز (خلال وقت واحد) من بين التطبيقات المتاحة والبالغ عددها 225 ألف تطبيق. ومن المفترض أن يكون هذا العدد كافياً وفوق حاجة أي مستخدم. من هذا الباب فإن ''أبل'' تتفوق على ''أندرويد'' في عدد التطبيقات، حين أن هناك 65 ألف تطبيق يمكن استخدامها على نظام أندرويد، لكن ما يعطي هواتف آي فون ميزتها الحقيقية هو أناقة الواجهة البينية والتشغيل السلس نسبياً للتطبيقات التي تعمل على هذه الهواتف، على نحو يجعلها تتفوق على الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد الذي لا يزال يعاني من بعض جوانب القصور التي تؤدي أحياناً إلى توقفه عن العمل. ومن الممكن أن يتحسن أداء أندرويد من خلال النسخة رقم 2.2، التي أطلق عليها الرمز ''فرويو'' Froyo. وسيتم تحديث نظام درويد إكس إلى هذه النسخة خلال وقت قريب. ومن المزايا الرئيسة لنظام فرويو (التي يمتاز بها على نظام التشغيل في آي فون 4) هي قدرته على تحويل الهاتف إلى منطقة إرسال واستقبال للنطاق العريض في الإنترنت السريع WiFi، وبالتالي يمكن لهذا الجهاز أن يعمل كنقطة اتصال عبر الإنترنت السريع لعدد من الأجهزة الأخرى التي قد يصل عددها إلى خمسة أجهزة. وسيكون الجهاز قادراً كذلك على تشغيل أحدث نسخة (رقم 10.1) من برنامج فلاش الذي تصنعه شركة أدوبي Adobe. يذكر أن جهاز آي فون لا يستطيع العمل على برنامج فلاش، على الرغم من الانتشار الواسع لهذا البرنامج على مواقع الإنترنت، حيث يستخدَم لعرض مقاطع الفيديو وتمكين الألعاب. سيكون هاتف درويد إكس من موتورولا متاحاً للعمل بصورة حصرية على شبكة فورايزن وايليس في الولايات المتحدة اعتباراً من الخامس عشر من تموز (يوليو) مقابل 200 دولار (بعد استرداد المستهلك لمبلغ 100 دولار عبر البريد). يقول جها إن الأجهزة المماثلة يمكن أن تصبح متوفرة خارج الولايات المتحدة في وقت لاحق. من حيث المظهر، يذكرني هاتف درويد إكس بالنسخة الأصلية من درويد التي صنعتها ''موتورولا''، رغم أنه يفتقر إلى لوحة مفاتيح فعلية، وبالتالي فإن ملمسه يبدو أقل سمكاً وأخف وزناً. لكن شاشته ذات المقاس 4.3 بوصة، والكاميرا بقوة ثمانية ميجا بِكسِل، وقدراته في الفيديو ذي الوضوح العالي، تجعله خصماً قوياً يستطيع الصمود أمام جهاز ''إتش تي سي''، إيفو، HTC Evo، الذي يعتبر الحامل المعياري الحالي لبرنامج التشغيل أندرويد، وبالمواصفات نفسها. يستخدم جهاز إيفو الشبكة الأسرع 4G من شركة سبْرِنت، وتوجد فيه كذلك كاميرا أمامية لمكالمات واجتماعات الفيديو. وبالتالي فإن جهاز درويد إكس، بعد إيفو، أطول قليلاً، لكن حامله يشعر بأنه أخف في القبضة مع منحنى مقعر في الخلف، بجانب القسم العلوي من الجهاز. تتمتع برامج درويد إكس بأنها تقبل الاندماج مع برنامج سكايب للاتصال، وبداخله برنامج للكاميرا يسمح للمستخدم بإلصاق الصور معاً ضمن برامج عرض شاملة. يتمتع جهاز درويد إكس ببطارية ذات عمر أطول من جهاز إيفو، لكن الجهازين لا يبلغان عمر البطارية الذي يحققه جهاز آي فون 4. بصورة عامة، على الرغم من الملحقات الإضافية المفيدة، والمواصفات المتفوقة في القطع الداخلة في تركيب الجهاز، والبطاريات القابلة للسحب، والذاكرة القابلة للتوسيع، إلا أن الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد لا تزال متخلفة عن هواتف آي فون من حيث التصميم وسهولة الاستخدام، لكن الفجوة بينهما مستمرة في التضيق.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES