7/1 يوم الوفاء

يشهد الأول من الشهر السابع من كل عام هجري تحولات في حياة المنتسبين لنظام الخدمة المدنية، وهذا التحول ليس أمراً سلبياً كما يتصور البعض، بل على العكس هو تحول من موقع إلى موقع، حينما ينتهي الارتباط الرسمي بين الموظف ومنظمته، وعندما أقول الرسمي فإنني أنفي انتهاء الرباط الروحي بينهما، فهذا الرباط سيظل باقياً تؤكده روح الولاء التي يتسم بها كل أبناء الوطن الغالي .. وبداية دعوني أيها الأعزاء أؤكد أن المتقاعدين يحظون بالكثير من الاهتمام من لدن قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله جميعاً. وفي مثل هذه الأيام من كل عام يستوقفني هذا التاريخ (الأول من رجب)، وأتساءل لماذا لا يستثمر هذا اليوم ويطلق عليه يوم الوفاء بحيث يقام فيه بعض الفعاليات التي تعزز رد الجميل لأولئك الذين أفنوا زهرة شبابهم في المشاركة في مسيرة الإنجازات التي شهدها ويشهدها الوطن الغالي؟ فما نراه اليوم من تنمية شاملة ومشاريع عملاقة واقتصاد قادر على مجابهة الكثير من التحديات لهو نتاج الكثير من التضحيات التي قدمها هؤلاء الأوفياء، فالواجب علينا أن نقدر كل تلك التضحيات ليس بالتكريم فقط بل بإطلاق اسم (يوم الوفاء) على هذا التاريخ تخليداً لذكرى هؤلاء الأوفياء فالوفاء إذا ترجم إلى واقع ملموس سيشعر هؤلاء الرواد بأن جميلهم لن ننساه وأنهم باقون على معزتهم بدءاً من محيط الأسرة ومروراً بمجتمعهم وانتهاء بقيادتهم التي لن تدخر وسعاً في سبيل إكرامهم ومنحهم المكانة التي يستحقونها.
إن إطلاق مسمى يوم الوفاء له معان عديدة وأهداف سامية، ولعل من أهم الأمور التي أجزم أن جهات الاختصاص قد أخذتها بعين الاعتبار هي العمل على الاستفادة من خبرات وتجارب هؤلاء المتقاعديون والمتقاعدات عبر إنشاء قاعدة معلومات تهتم بدراسة أحوالهم وتصنفها بحسب مجالات عملهم ليستفاد من التجارب المتراكمة التي يمتلكونها، وأنا على ثقة بأن الوطن متى ما احتاجهم فإنهم لن يتوانوا عن خدمته.
ولأن شمس هذا اليوم قد أشرقت علينا فعلى الأبناء والبنات من الجيل الحالي أن يأخذوا من التجارب المفيدة للإخوة والأخوات الذين تقاعدوا عن العمل، وأنا على ثقة بأن تلك التجارب والخبرات والمبادئ التي اكتسبها وتحلى بها السابقون ستكون النبراس الذي ينير الطريق لمن سيأتي بعدهم.. وأقول لمن ودعناه بالأمس: ثقوا بأن وطنكم ما زال في حاجة لإسهاماتكم البناءة. وإنني أدعو الله أن يحقق أمانيكم، فأنتم على الدوام في قلوبنا، وما قدمتموه خدمة للوطن لن ننساه ما حيينا.
رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي