الأمير سلمان في النرويج .. دفعة قوية لتنمية العلاقات وتكريس الحوار
بدأ الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض زيارة رسمية أمس، إلى مملكة النرويج تستغرق عدة أيام تلبية لدعوة تلقاها من يوناس غاره ستوره وزير الخارجية في مملكة النرويج.
وتقدم مستقبلي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى وصوله والوفد المرافق مطار غاردرموين في أوسلو، يوناس غاره ستوره وزير الخارجية في مملكة النرويج الذي رحب بالأمير سلمان والوفد المرافق، متمنيا لهم طيب الإقامة في النرويج.
كما كان في استقباله، الأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، الدكتور عبد الرحمن الجديع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النرويج، كارل فيبي سفير النرويج لدى المملكة، الدكتور فهد الحبيب الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا والدول الاسكندنافية، وأعضاء السفارة السعودية في أوسلو وكبار المسؤولين في مملكة النرويج.
بعد ذلك، توجه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض يرافقه يوناس غاره ستوره وزير الخارجية في مملكة النرويج إلى مقر إقامة الأمير سلمان في أوسلو.
يأتي ذلك خلال نترقب مملكة النرويج وصول الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في زيارة رسمية وتاريخية، وذات أبعاد مهمة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
من جهته، أكد سفير مملكة النرويج لدى المملكة كارل فيبي، أن بلاده ترى في زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض إلى النرويج دفعة قوية لتنمية علاقاتها مع المملكة، واصفا إياها بأنها مهمة وتندرج في إطار توسيع العلاقات الثنائية وتعزيزها.
وقال السفير النرويجي:"إن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض إلى النرويج مهمة قياسا على أن تعزيز العلاقات يحتاج إلى وجود دعم من الشخصيات المهمة رفيعة المستوى".
وأبان السفير فيبي أن الأمير سلمان بن عبد العزيز سيبحث خلال الزيارة مع المسؤولين في النرويج عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها القضية الفلسطينية وأسواق الطاقة والتطورات الاقتصادية، علاوة على بحث سبل توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وبخاصة ما يتعلق بالتعليم، معرباً عن أمله في أن تستقطب النرويج الطلبة السعوديين للدراسة في الجامعات النرويجية التي تقدم مناهجها باللغة الإنجليزية للطلاب الأجانب".
وأكد سفير النرويج أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات جاءت في وقتها لترسيخ مبادئ الحوار وتقوية القواسم الإنسانية بين الشعوب.
وقال فيبي في هذا الصدد:"في الوقت الراهن توجد نزاعات كثيرة في مناطق متعددة من العالم بسبب الخلافات الدينية، ونحن نعتقد أن هذه المبادرة مهمة جدا. ولاسيما أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها يمكن حل جميع الإشكالات، وبفقدانه فإن النزاعات ستستمر وستعزز وربما تؤدي إلى الحروب في مناطق أكبر, ولذا أعتقد أن المبادرة جاءت في وقتها وهي إيجابية بشكل كبير جدا، ونأمل أن تسفر عن نتائج ملموسة في الوقت القريب".
وفي الوقت الذي يصف سفير النرويج علاقات بلاده مع المملكة بأنها متميزة، يرى أن هناك إمكانية لتعزيز هذه العلاقة بخاصة في جانب التبادل التجاري الذي يبلغ 200 مليون دولار.
وعزا السفير فيبي محدودية التبادل التجاري بين بلاده والمملكة إلى البعد الجغرافي بين البلدين، فضلا على أن اقتصاديات البلدين مكملة لبعضها إلى حد ما ولاسيما أنهما يعتمدان على إنتاج البترول والغاز.
وشدد السفير النرويجي على أن هناك تواصلاً ثنائياً مباشراً بين بلاده والمملكة تجاه أسواق الطاقة، وأن هناك برنامج زيارات على مستوى وزاري بين البلدين، كان آخر هذه الزيارات عام 2008.
وفي الشأن ذاته، قال الدكتور عبد الرحمن الجديع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النرويج "إن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض إلى مملكة النرويج تأتي في سياق جهوده المتواصلة في تنمية وتطوير العلاقات الخارجية للمملكة مع مختلف دول العالم، كما تأتي تعبيرا عن اهتمام قيادتي المملكة والنرويج بتعزيز العلاقات بين بلديهما في المجالات كافة".
وأكد السفير الجديع في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن علاقات المملكة مع النرويج ستكتسب زخما جديدا نظرا لمكانة الأمير سلمان بن عبد العزيز ودوره الكبير والقيادي والمؤثر على الأصعدة كافة: المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النرويج إلى الترحاب الكبير الذي ينتظر الأمير سلمان بن عبد العزيز من كبار المسؤولين في النرويج وعلى رأسهم الملك هارالد الخامس ملك النرويج ، ودولة رئيس الوزراء ينس ستولتنبرج ووزير الخارجية يوناس جار ستوري.
وأكد رغبة المسؤولين في النرويج في تعزيز العلاقة القائمة مع المملكة، وتقديرهم مكانتها الدولية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني.
ووصف الدكتور الجديع النرويج بأنها دولة رائدة ونشطة على الساحة الدولية خارج الاتحاد الأوروبي، ولها إسهامات في مسيرة السلام في الشرق الأوسط من خلال استضافة محادثات السلام في أوسلو عام 1993، وتتولى حاليا رئاسة لجنة الاتصال الخاصة بمساعدة الفلسطينيين، إضافة إلى مواقفها المدينة للاعتداءات الإسرائيلية التي تنتهك قوانين وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تأسست عام 1961، وافتتحت النرويج سفارتها في جدة عام 1966، قبل أن تنتقل إلى الرياض عام 1984.