الملك الصالح .. خالد بن عبد العزيز

يخطئ من يعتقد أن تأثير الملك خالد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في مسيرة المملكة محصور في فترة حكمه التي لم تتجاوز سبع سنوات وبضعة أشهر، فالملك خالد مثله مثل بقية ملوك هذه البلاد، لهم دور بارز في مسيرة التوحيد والتأسيس، ثم أكملوا هذا الدور حينما تولوا مهام الحكم.
الملك خالد كان دوره حاضراً منذ مرحلة التوحيد سواء من خلال قربه من الملك المؤسس، أو من خلال مشاركته في معارك التوحيد، ثم تكليفه من قبل الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بعديد من المهمات السياسية والإدارية، ومنها قيامه بدور مهم في المفاوضات التي جرت مع الدول المجاورة، أو عبر توليه مناصب إدارية وتكليفه بعدة مهام.
وخلال فترة حكمه استطاع الملك خالد أن يحقق إنجازات كبيرة في المجال الاقتصادي والتعليمي والصحي، كما كان له دور بارز في نصرة القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وتعد الندوة العلمية عن تاريخ الملك خالد التي رعى حفل افتتاحها مساء يوم الأحد الماضي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز مكملة للندوات التي سبق أن أقيمت وتناولت تاريخ الملك سعود والملك فيصل ـ رحمهما الله ـ والتي ستتبعها ندوة عن الملك فهد ـ رحمه الله ـ، كما تعد أنموذجاً متميزاً في الوفاء، ودليلا على أن هذه البلاد لا تعيش في خصام مع الماضي ولا تحمل حساسية لأحداثه وشخوصه، بل ترى أن الحاضر امتدادٌ للماضي، وأن كل من تولى شأناً من شؤون هذه البلاد، وانتهى دوره، فذكراه وإنجازاته حاضرة ومقدرة من الجميع.
وهذا أنموذج يختلف عن دول كثيرة اعتادت أن تهيل التراب على سير السابقين قبل أن تهيله على أجسامهم، هذا إذا لم تعمل في تلك السير تشويها وتجريحاً بحثاً عن بطولة يتفرد بها الحاضر.
إن هذه الندوة التي تتناول سيرة الملك خالد وما يطرح خلالها من بحوث ودراسات يصحبها معرض تنظمه مؤسسة الملك خالد الخيرية، نوعٌ من الوفاء الذي يتميز به المسؤولون في هذه البلاد، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو وفاء غير مستغرب، ودليلٌ على استقرار الحكم، وتواصل المسيرة التي بدأها المغفور له الملك عبد العزيز ـ رحمه الله.
ولعل خير وصف أطلق على الملك خالد - رحمه الله - هو ما قاله سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أثناء رعايته حفل افتتاح الندوة حينما قال: ''لقد عرفت الملك خالد - رحمه الله - عن قرب، فرأيت فيه المؤمن الصادق في إيمانه والتجائه إلى ربه، والقائد الحكيم المحب لشعبه، والملك المتواضع في هيبته، وكانت آماله تنصب على أن تأخذ الأمة الإسلامية مكانتها التي تليق بها بين دول العالم، وأن يرى المسجد الأقصى محررا من كل قيد''.
وما قاله الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير من أنه عرف الملك خالد ''بسيطا إلا في الحق ومتسامحا إلا في العدل يخشى الله في الناس ولا يخشى الناس في الله''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي