Author

في تايوان: يتطلع الزعيم «ما» إلى الانتخابات المقبلة

|
قام الزعيم التايواني، ما ينج جو بأمر غير عادي في الأسبوع الماضي فعلى الرغم من أنه سيتم إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد عامين تقريبا، إلا أنه عقد مناظرة تلفزيونية مع زعيمة الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض، تساينق ون، ومنحها بالتالي المكانة والتغطية الإعلامية التي تريدها بشدة. لقد كانت تلك خطوة جريئة وتنطوي على مخاطر كبيرة، ولكنه فعل ذلك لأن مستويات تأييده كانت منخفضة جداً، حيث إنه كان يجد صعوبة في إقناع الناخبين بأن التوصل إلى اتفاقية اقتصادية مع الصين، التي يروج لها يصب في مصلحة تايوان. تدل جميع المؤشرات على أنه نجح في ذلك فوفقاً لاستطلاع أجرته United Daily News، في 18 آذار (مارس) - بعد عامين من انتخابه في عام 2008 بهامش كبير- كانت مستويات تأييده تبلغ 27 في المائة فقط ولكنها ارتفعت إلى 38 في المائة مباشرة بعد المناظرة في 25 نيسان (أبريل). ربما تكون المعارضة خسرت المناظرة، ولكنها لم تنهزم على الإطلاق فمستويات تأييد Tsai تبلغ 50 في المائة، أي أعلى بكثير من مستويات تأييد ما. على الرغم من أن فرص نجاح الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي تبدو أفضل بكثير الآن، إلا أن ''ما'' لا يزال ضعيفا، وأي نكسة خلال العامين المقبلين قد تحوله إلى رئيس لفترة ولاية واحدة فقط. والمفارقة أن هذا على الأرجح أمر جيد بالنسبة له. لقد أثبت ''ما'' أنه ليس الزعيم الملهم المنشود، إلا في مجال العلاقات عبر المضيق، التي كان أداؤه فيها مذهلاً فقد عقدت حكومته خلال العامين الماضيين 12 اتفاقية مع الصين على أمور مثل الرحلات الجوية، وسلامة الغذاء، والسياحة، والمساعدة القضائية المتبادلة. بالطبع، لم يكن من الممكن تحقيق هذه الإنجازات إلا بفضل تعاون الصين فالصين تقدّر رفض ''ما'' للسياسات المؤيدة للاستقلال لسلفه، سنشو بيان. ولكنها أوضحت أن هدفها النهائي لا يزال التوحيد السياسي بين الجزيرة والوطن الأم. إن هذا موضوع دائم في أذهان القادة الصينيين. ففي يوم الجمعة، اليوم الذي افتتح فيه الرئيس هيو جينتاو، معرض شنغهاي، أعلن أن المعرض ''مصدر فخر للشعب الصيني، بمن في ذلك أولئك عبر مضيق تايوان'' ودعا ثانية الجانبين إلى العمل معا لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. أوضح ''ما'' أنه سيناقش القضايا الاقتصادية، وليس السياسية. ولا شك أنه يعلم أنه لن يتمكن من الاحتفاظ بدعم الشعب التايواني إذا دخل في مفاوضات سياسية، حتى لو كان راغباً في ذلك. لا يخفي ''ما'' السبب الحقيقي للتفاوض على اتفاقية تجارية مع الصين فهو يخشى أن يتم استبعاد تايوان، مثل كوريا الشمالية، من شبكة الاتفاقات التجارية التي تربط بصورة متزايدة الدول الأخرى في المنطقة. وهو يأمل أن تحظى تايوان، حالما يتم عقد الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي مع الصين، بموافقة الصين على توقيع اتفاقيات التجارة الحرة مع دول أخرى. من غير الواضح ما إذا كانت بكين ستتعاون في ذلك. إلا أن احتمالية أن تستمر بكين في تقديم التنازلات إلى تايوان أكبر بكثير إذا اعتقدت أن الوضع السياسي الداخلي لـ ''ما'' يبدو خطرا. وفي الواقع، كلما كان ''ما'' يبدو أضعف، زادت احتمالية دعم الصين له بما أنها لا تريد أن يستعيد حزب المعارضة المؤيد للاستقلال السلطة. إن الصين حتى الآن، لا تزال غير مستعدة لتغيير موقفها من قضية مبيعات الأسلحة. وفي مقابلة حديثة له مع CNN، أشار ''ما'' إلى شيء رفضت الصين الاعتراف به فقد قال ''إذا خففت الولايات المتحدة مبيعات الأسلحة إلى تايوان إلى ما دون المستوى الحالي، سيقوض هذا الثقة في هذا الجزء من العالم فتايوان تحتاج إلى الأسلحة للدفاع عن هذه الدولة''. ولم تدرك الصين بعد أن السبيل إلى كسب عقول وقلوب الشعب التايواني ليس جعلهم يشعرون بأنهم ضعفاء وعرضة للخطر فالشروع في مفاوضات مع الصين قد يكون مثمراً على المدى الطويل، ويتطلب ثقة تايوان بنفسها. وتحتاج تايوان إلى الأسلحة لتعزيز ثقتها بنفسها. لكن حتى فيما يتعلق بمسألة مبيعات الأسلحة، كانت بكين متسامحة نسبياً مع تايوان ففي حين أن بكين انتقدت واشنطن لأنها باعت أسلحة بقيمة 6.4 مليار دولار إلى تايوان، إلا أنها لم توجه أي انتقاد إلى تايوان لأنها طلبت الأسلحة في المقام الأول. في الأسبوع الماضي، تم تقديم لمحة عن موقف الصين في مؤتمر East West Center في هونج كونج فقد قال جو شولونت، من جامعة تسنقوا، للجمهور إن تايوان تملك في الواقع حق شراء الأسلحة من الخارج وإن الأمر ببساطة هو أنه لا تملك أي دولة الحق في بيع الأسلحة إلى تايوان. ولو كانت الصين أكثر استنارة لأدركت مدى سخافة هذا الموقف. خاص بـ «الاقتصادية» حقوق النشر: Opinion Asia
إنشرها