توقعات بهروب صناديق الاستثمار في منطقة اليورو إلى الخليج بعد ارتفاع المخاطر
لم يستبعد محللون ماليون أن تدفع أزمة الديون السيادية في عدد من اقتصادات منطقة اليورو، في مقدمتها اليونان، صناديق ومحافظ الاستثمار إلى الخروج من الأسواق الأوروبية نتيجة ارتفاع نسبة المخاطر فيها إلى أسواق أقل مخاطرة .
ورشح المحللون أسواق الخليج لاستقطاب عدد من هذه المحافظ حيث تمثل الشركات الخليجية فرصا استثمارية مغرية لتحقيق عوائد استثمارية جيدة على المدى المتوسط، ووفقا للرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية، فإن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها اليونان، وتأخر خطة الإنقاذ الأوروبية، زادت من مخاوف المستثمرين من انعكاسات تلك الأزمة السلبية على منطقة اليورو وعملته خلال الفترة المقبلة، وأعادت كثيرا من المستثمرين إلى مرحلة الترقب والحذر والانتظار حتى تظهر التأثيرات لتلك الأزمة في الاقتصاد العالمي، وإن كان سيكون لها تبعات على اقتصادات المنطقة ومن ثم على الشركات المساهمة فيها.
ويضيف " على الرغم مما ستحمله هذه الأزمة من مخاطر على استمرار مرحلة بدء التعافي للاقتصاد العالمي، إلا أنه من المبكر رؤية كيفية تأثيرها في أسواق المال المحلية خلال المرحلة المقبلة، بل على العكس، فلو تمت السيطرة على تلك الأزمة ضمن الحدود الحالية، فإن اقتصادات المنطقة وأسواقها المالية قد تستفيد بشكل غير مباشر كون هذه الاقتصادات تربط عملتها بالدولار الأمريكي، وبالتالي فإن ارتفاع سعر صرفه أمام اليورو، يعني أن القوة الشرائية لهذه الاقتصادات سترتفع.
وأوضح ياسين أن المحافظ الاستثمارية التي قد تخرج من الأسواق الأوروبية نتيجة لارتفاع نسبة المخاطرة فيها للمرحلة الحالية، قد تبحث عن أسواق أقل مخاطرة مما قد يجذبها إلى أسواق المنطقة وخاصة أسواق الإمارات التي أصبحت تمثل كثيرا من الشركات فيها فرصة لتحقيق عوائد استثمارية جيدة على المدى المتوسط.
وخلال الأسبوع الماضي سجلت أسواق الإمارات ارتفاعا طفيفا بلغت نسبته 0.31 في المائة غير، أن أحجام التداولات تراجعت إلى مستوياتها الهزيلة التي شهدتها في شباط (فبراير) الماضي، حيث عاد معدل التداول اليومي ليبلغ 344.7 مليون درهم يومياً
ورأى الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية أن الأسواق تأثرت سلبا باستمرار غياب الدافع للدخول وبقاء أعداد كبيرة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات والصناديق المحلية والأجنبية خارج الأسواق تاركين السوق للمضاربين الذين يدخلون ويخرجون خلال فترة زمنية قصيرة.
وأضاف أن الضعف الواضح في شهية المتعاملين بات ظاهرة خليجية تعمقت خلال أيار(مايو) حيث سجلت جميع الأسواق تراجعاً ملموساً في أحجام التداولات وقيمها كما لم تستجب لمحفزات الأرباح لنتائج الربع الأول ومع ذلك لم تكن أسواق الإمارات الأسوأ بين الأسواق الخليجية والعربية فقد جاءت ثاني أفضل الأسواق في نسب تراجع مؤشرها وقيمة تداولاتها مقارنة بالأسبوع قبل الماضي وإن لاحظنا تراجعاً ملموساً في قيمة صافي حركة الأجانب وترك الأسواق للمضاربين اليوميين ففي خلال الأشهر العشرة الماضية وصل صافي قيمة تداولات الأجانب إلى أدنى مستوياتها في نيسان (أبريل) من العام الحالي.