العلماء والمشايخ .. موقف صارم من الإرهاب
الرسالة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء هي رسالة شكر نيابة عن الشعب السعودي إلى الهيئة على موقفها الصريح والصارم من قضايا الإرهاب، والهيئة كان لها مواقفها الثابتة تجاه إيضاح حقيقة الإسلام وغاياته السامية تجاه الحياة وتجاه القضايا الأساسية للسلم الأمني والاجتماعي وقضايا حقوق الإنسان.
هيئة كبار العلماء في جلستها الاستثنائية نظرت في تمويل الإرهاب وخلصت إلى أن ''تمويل الإرهاب أو الشروع فيه محرم وجريمة معاقب عليها شرعا، سواء بتوفير الأموال أو جمعها أو المشاركة في ذلك بأي وسيلة كانت، وسواء كانت الأصول مالية أم غير مالية، وسواء كانت مصادر الأموال مشروعة أم غير مشروعة، فمن قام بهذه الجريمة علما، فقد ارتكب أمرا محرما ووقع في الجرم المستحق للعقوبة الشرعية بحسب النظر القضائي''.
موقف الهيئة هذا يعكس الغايات السامية للإسلام الذي يؤكد في هديه أن عمارة الأرض هي أصل وجود الإنسان، والأموال يفترض أن تمول وتدعم هذه الغايات، ولعل هذا البيان الواضح الذي وضع عمليات التمويل للإرهاب في مرتبة الجريمة المحرمة يكون رادعا ومرشدا ومنبرا لمن يجهلون خطورة تمويل الإرهاب أو لمن يجرون خلف الفتاوى للبحث عن مبررات لتمويل المجموعات الإرهابية.
هيئة كبار العلماء بحثت الأمر من جميع جوانبه ونظرت في الأدلة الشرعية الصريحة التي تضبط التعامل مع المال، وأصدرت فتواها حماية للدين وغاياته حتى لا يُستغل تحت أية ذريعة، فالآيات والأحاديث صريحة ولا مجال للتنقيب والتقليب في الأدلة، أو البحث عن المبررات، وهذا البيان ربما لم يأت بجديد لكل من يدرك حقائق الدين وضوابطه وهديه، ولكل من يدرك أن الإسلام دين بناء وسلام وليس دين هدم وحرب على الله وعباده.
لقد أكدت هيئة كبار العلماء من جديد أنها تقف إلى جانب كل ما يعزز استقرار المجتمع وأمنه ولم تتساهل في إيضاح حقيقة الدين وموقفه في كل القضايا الأساسية التي واجهها مجتمعنا، وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ هم خير من يدرك ويقدر أهمية الأمن والاستقرار للدولة والمجتمع، وفي كل الخطوب كانوا هم في مقدمة من يقفون إلى جانب الحق والعدل، وهذا ما فعلوه في محاربة ظاهرة الإرهاب وهم وما زالوا يتصدون لهذه الظاهرة كل اليوم.. في القول والعمل.