لا تظلموا البقر!

أفهم أن تمارس وزارة المياه والكهرباء دورها في التوعية لترشيد المياه والطاقة، لأن ذلك من صميم عملها في ظل مجتمع استهلاكي كأنه على نهر جار أو كأن بجوار كل منزل محطة كهرباء خاصة. أفهم ذلك جيدا .. بل كنا – أنا وزملاء العمل – من أوائل من استخدموا أجهزة الترشيد التي أهداها لنا وزير المياه المهندس عبد الله الحصين في زيارة سابقة للجريدة.
لكن ما لم أفهمه حتى الآن، هو الإعلان الذي نشرته الوزارة في الصحف أمس على صفحة كاملة، حول كميات المياه التي تستهلك لإنتاج اللبن – طبعا المقصود هو الإنتاج المحلي من الحليب والألبان.
الإعلان الذي تتوسطه بقرة حلوب (لا أعلم هل هي راضية عن نشر صورتها؟!)، يقول «هل تعلم .. أن كمية الماء المستهلك لإنتاج كأس من الحليب الطازج (على شكل أعلاف) تبلغ 500 كأس من المياه غير المتجددة. ثم يورد الإعلان عبارة: تصدير الألبان .. تصدير للماء.
شخصيا أفترض أن الإعلان موجه لأحد طرفين إما لنا كمستهلكين، وإما للسيدة البقرة التي تظهر نظراتها حيرة كبيرة. فإن كان موجها لنا (مستهلكين) فهو دعوة للتوقف عن شرب الحليب المنتج محليا، خاصة أننا لسنا على تواد مع السيدة «البقرة» لظروف اجتماعية واقتصادية عديدة. أما إن كان للأخت البقرة، فهي تبدو في حيرة من أمرها وتحتاج إلى رفع الأمر إلى ملاكها في مشاريع الألبان السعودية، وبالطبع فإن موقفها سيكون صعبا حيث ستودع مزرعتها إلى حيث أتت أو أتى والدها من جبال الألب.
ربما قال قائل: إن الإعلان موجه إلى شركات الألبان .. وهذا يبدو واردا .. لكن شركات الألبان لديها مرجعية هي وزارة الزراعة ويمكن مخاطبتها مجانا من خلال ورقة فاكس تدعو إلى اجتماع لتبليغ الرسالة، وليس على حساب الخزانة العامة التي تحملت تكاليف الإعلان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي