صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟

صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟
صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟
صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟
صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟
صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟
صناعة السيارات.. ما الخطوات التي تؤهل المملكة للدخول فيها؟

إن خيار الإنتاج الصناعي مطلب لكل أمة أو دولة تنشد التقدم والرقي بين شعوب ودول العالم. لذلك اجتهد كثير من الدول في ظل عصر العولمة الحديثة بأن تنحو وتسير في هذه الاتجاه الذي يضمن لحكوماتها وشعوبها البقاء والعيش بسلام وأمن. لذلك نجد أن جميع الدول المتقدمة سواء الغربية أو الشرقية جعلت سياسـة الإنتاج الصناعي هي الخيار الاستراتيجي والخيار الأوحد للمجتمع ليصبح من الشعوب المتقدمة. وكما هو معلوم فإن العالم بأجمعه انتقل من مرحلة إلى مرحلة مذهلة وهي مرحلة الثورة الصناعية التي قدمت للإنسان ما لم يكن حتى يحلم به من التقدم الصناعي والتقني في جميع المجالات. وأولى ركائز وسياسات الثورة الصناعية هي صناعة وإنتاج وسائل النقل العامة والخاصة فعند اختراع الآلة والوقود اللازم لإنتاج الطاقة اللازمة للحركة بدأ عصر إنتاج السيارة والقطار ثم الطائرة والناقلات البحرية العملاقة إذاً أصبح العالم يتلهف ويطلب مزيداً من المركبات والناقلات سواء للبضائع أو للركاب والناس الذين يريدون أن يسافروا ويذهبوا من مكان إلى مكان بوسيلة أسرع من الوسائل السابقة. لذا اشتهرت صناعة السيارات وبدأ العالم يتسابق في توفير هذه السلعة المطلوبة دائماً ولن يتوقف الطلب عليها ولن يستغني عنها أي إنسان على وجه الأرض. وبما أن السيارة هي وسيلة النقل للإنسان فإن الحكومات والدول التي تريد أن توسع أسواقها خارج النطاق المحلي أصدرت قوانين السلامة والأمن لمن يركب في داخل هذه السيارة حيث لا يتم إنتاج أي سلعة إلا أن تكون مطابقة للمواصفات ومقاييس السلامة، وفي العصر الحديث فإن العالم ينتج سنوياً ما يقارب 60 مليون سيارة بجميع أنواعها وأحجامها، وهذه الصناعة تتطلب وتعتمد على أكثر من 15 صناعة داعمة. كذلك فإن صناعة السيارات توفر وتنشئ أعمالا جديدة متعددة حيث إنها تعتبر من أكثر الصناعات في العالم التي تنشئ وظائف جديدة ومتجددة على جميع المستويات. وكذلك هي أعظم صناعة داعمة للصناعات التحويلية والأساسية Down Stream، لذلك فإن خيار صناعة السيارات من السياسات الناجحة والداعمة والمطورة لأي دولة اختارت هذا الاتجاه واعتمدت على سواعدها وخبراتها المحلية في إنتاج وسيلة نقل محلية الصنع موثوق بها وكذلك مفخرة ومحمدة للمجتمع. من جانب آخر فإن التنافس العالمي في هذه الصناعة أسس ولايزال يؤسس نظريات وأساليب متطورة ومتميزة للوصول إلى المستوى الأعلى للسيارة من حيث الجودة والسلامة وكذلك السعر المنافس الذي يكون في متناول جميع من يريد هذه السلعة. من هذا المنطلق ولنجاح قيام هذه الصناعة فإن هناك ثلاثة أركان أو أضلاع تشكل متطلبات صناعة السيارات، التي تشكل المثلث التفاعلي لإنشاء وتطوير هذه الصناعة وهي تتمثل في الآتي:
1- الضلع المعرفي والتقني والإداري.
2- الضلع التزويدي والتوريدي.
3- الضلع المالي التسويقي.

#4#

الضلع الأول

لا شك إن المعرفة والبحوث في صناعة السيارات هي من أساسيات هذه الصناعة، حيث إن هذه الصناعة قامت على أيدي رجال ذوي معرفة ودراية بجميع أمور السيارات ومحركاتها وسـيرهـا وتصميمها ومعرفة الجانب الذي يبحث عنه مستخدم السيارة حيث يمكن أن نجملها في الآتي:
1- مصنع خط التجميع وتركيب السيارة Assembly Line.
2- نوع التقنية المستخدمة وكيفية عمل الرجل الآلي في المصنع.
3- التطوير والأبحاث في كيفية قيادة السيارة ومدى ملاءمتها للبيئة التي سوف يتم قيادتها فيها.
4- التصاميم والأشكال المناسبة لكل شريحة مستهدفة وكيفية حساب الوقت اللازم لإصدار موديل جديد من حيث التصميم والكفاءة ليمكن بيعه في السوق وتقبل المشتري له. لذلك تجد أن هذا الضلع هو من الركائز الأساسية لهذه الصناعة وهو ما يفرق نوعية صناعة السيارات حيث إن الإضلاع الأساسية في العالم هي التي تشكل المفهوم العام للصناعة لذلك فإن صناعة السيارات تدعى وتنعت بناء على هذا الضلع، فإن كانت المعرفة والإدارة التقنية يابانية كانت هذه الصناعة تسمى المعرفة والصناعة اليابانية وكذلك إذا كان ضلع مصنع آخر من المعرفة والصناعة أمريكياً كان الاسم لهذه الصناعة بأنها صناعة أمريكية، لذلك فإننا في هذا العالم نرى صناعات ونماذج كثيرة وواضحة وهي كالآتي:
- المعرفة والصناعة الألمانية.
- المعرفة والصناعة الكورية.
- المعرفة والصناعة اليابانية.
- المعرفة والصناعة الصينية.
- المعرفة والصناعة الأمريكية.
- المعرفة والصناعة البريطانية.
- المعرفة والصناعة الروسية.
وجميع باقي الصناعات في العالم تستمد صناعتها ومعرفتها من إحدى هذه المعارف والخبرات العالمية، لذلك فإن من الضروري والحتمي عند البدء والدخول في هذه الصناعة أن نكون ملمين وعارفين بالتفاصيل بهذه التوجهات العالمية (الأضلاع) التي ستكون هي المرآة لهذه الصناعة من حيث الجودة والسعر.

#2#

الضلع الثاني

هذا الضلع أو هذا الباب لا يقل أهمية عن الأصل المعرفي والتقني، حيث إن وكما أسلفنا أن هذه الصناعة تعتمد على أكثر من 15 صناعة تحويلية مثل (الحديد –الزجاج - المطاط - البلاستيك - البتروكيماويات - الأخشاب - الوقود – (الإلكترونيات - التكييف ....إلخ ) لذلك فإن وجود إدارة سلاسل التوزيع Supply Chain Management أمر ضروري لتوفير جميع السلع والقطع والأجزاء التي سوف تكون جزءا من السيارة. وهذا الضلع يوضح كيفية عمل التوزيع والنقل logistics وهل هذه المصانع يجب أن تكون ملاصقة وقريبة من مصنع التجميع وكذلك نوعية السلع والمنتجات المحلية والعالمية وكم نسبة المحلي إلى المستورد؟ لذلك فإن أي تقصير أو خلل في هذا الضلع قد يسبب كوارث ومحنات وما الكارثة التي تمر بها كثير من صناعة السيارات في العالم في هذا الوقت حيث إن إحدى الشركات استدعت أكثر من تسعة ملايين سيارة لإعادة إصلاحها إلا الخلل في هذا الضلع وعدم التقصي وتطبيق نظام جودة صارمة في هذا الجانب ولأهمية هذا الركن فإن كثيراً من الجامعات ومراكز البحوث قد أسست واخترعت أساليب إدارية وإنتاجية جديدة لتكون ميزاناً وخريطة طريق يجب تطبيقها في جميع تحركات ونشاطات هذا الضلع من الناحية التصنيعية والمالية. من ناحية أخرى، فإن هذا الضلع هو المدخل الأساسي لتطوير صناعة السيارات، حيث إن معظم الشركات في هذا الجانب هي من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تخضع لإشراف تقني ومهني من الشركة الأم لصناعة السيارات، وأيضاً هي المدخل المناسب لتوسيع وزيادة الوظائف الفنية والتقنية الجديدة الذي يمكن للدول أن تسهم من خلالها في وضع كثير من التسهيلات والدعم الفني والمالي والتوزيعي.
لذلك نجد أن التصنيف للمزودين والموردين للمصنع يشكل المعادلة الأساسية في بناء هذه الصناعة وأيضاً تحديد المواد الخام من حيث المصدر والتغطية المالية. ولبناء نظام التحكم والسيطرة على المزودين والموردين تم تحديد وتفعيل نظام صفوف التوريد فمثلاَ الذي يورد مباشرة للمصنع الأم OEM يعتبر من الصف الأول (Tier 1)والذي يورد للصف الأول يعتبر من الصف الثاني (Tier 2) والذي يورد للصف الثاني يعتبر من الصف الثالث (Tier 3) وهكذا والرسم رقم (2) يوضح عملية التوزيع لصفوف الموردين والمزودين.

#3#

ثالثاً: الضلع المالي والتسويقي

جميع الصناعات في العالم تقوم على المعادلة المالية المشهورة والبسيطة وهي كيف يتم حساب العائد على الاستثمار ROI الذي من خلاله يعتبر المشروع ذا جدوى اقتصادية أو ليس له جدوى اقتصادية. أما في صناعة السيارات فإن المعادلة أو الحسبة تحتاج إلى شيء من التفصيل، حيث إن تحليل واعتبار صناعة السيارات صناعة بأكملها وليست مصنعا واحدا، حيث يتم الأخذ بالاعتبار أنه سوف تكون هناك عدة مصانع أساسية لهذه الصناعة وداعمة وكذلك سوف تقوم صناعة أخرى وهي صناعة الخدمات التي تصاحب هذه الصناعة. (الرسم رقم 3 يوضح عملية التوزيع للصناعة).
فإذا حسبنا كل مصنع سواء من الصف الأول أو الصفوف الأخرى وكذلك المصانع والشركات القائمة على تفعيل وتنشيط الخدمات فإن كل هذه مجتمعة تساعد على اتخاذ القرار وسهولة حساب معادلة العائد على الاستثمار ROI كذلك فإن عوامل النجاح لهذه الصناعة اتباع سياسة التسويق بالمشاركة وتقليل نسبة الأرباح لأقصى حد في بداية التصنيع لضمان أكبر كمية يتم بيعها لبناء عملية الخدمات ما بعد البيع والتي هي المفتاح الحقيقي لانتشار صناعة السيارات الناجحة محلياً ثم يتم التصدير لاحقاً بعد تحقيق هذه الإنجازات.
ولتحديد بعض المشكلات التي تواجه هذا الضلع فإن الأزمة الحالية التي بدأت من أواخر سنة 2008 وحتى نهاية 2009 هي من صميم وقلب هذا الضلع حيث إن بعض الشركات أعلنت إفلاسها وتم بيعها لحكومات تلك الدول أو مستثمرين آخرين جدد وبعض الشركات في هذه الأزمة نجحت في العملية التسويقية وكانت هذه الأزمة هي قصة النجاح والانطلاق لزيادة مبيعاتها في بعض الأسواق حتى بلغت زيادة تصل إلى 30 في المائة على مبيعاتها. إذاً السياسة الناجحة لكيفية إدارة رأس المال والقروض المحتسبة وكذلك إدارة التسويق هي المفتاح الأساسي لثبات واستمرارها هذه الصناعة.

#5#

#6#

الخاتمة وخطة العمل

لن يتم إنشاء هذه الصناعة إلا بتطبيق وتفعيل هذه الأضلاع الثلاثة، حيث إن كل ضلع من هذا المثلث التفاعلي والتكاملي يجب أن يصرف له من الجهد والبحث الحقيقي المتفق مع الموارد المالية والمصادر الطبيعية مثل المواد الخام وكذلك تدريب وإنشاء قاعدة عريضة من إدارة الأفراد الوطنيين في جميع الأضلاع.

مستشار برنامج صناعة السيارات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية

الأكثر قراءة