معجزة القرآن وتأثير المسجد (2-2)

كنت قد تحدثت في حلقة سابقة عن معجزة القرآن وتأثير المسجد في إسلام بعض القسيسين وغيرهم ودخولهم في دائرة الإسلام، وهو الدين العظيم الذي لا يعلم به أحد غير مسلم يبحث عن الحقيقة إلا فتح الله على قلبه واعتنق هذا الدين العظيم، ولا نفاجأ عندما نسمع عن دخول قس كبير إلى دائرة الإسلام لأنه دين الحق وكلما تعمق فيه دخله وهو فرح مسرور، ومن القصص التي يمكن أن تذكر ما رواه الدكتور عبد العزيز سرحان الذي كان مديرا لمكتب رابطة العالم الإسلامي في جنوب إفريقيا عن إسلام قس يعتبر من أكبر القساوسة واسمه القسيس سيلي يقول إن بداية تفكيره في الإسلام عندما سأله تاجر مسلم عن ديانته؟ فأخبره بأنه قسيس فسأله المسلم من إلهك؟ فقال له: المسيح هو الإله، فقال: إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في (الإنجيل) تقول على لسان المسيح -عليه السلام - شخصيا أنه قال: (أنا الله، أو أنا ابن الله) فاعبدوني. فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسه كالصاعقة، ولم يستطع أن يجيبه، وصمم على البحث عن الحقيقة، فدعا الإله الحقيقي أن يدله للحق، فرأى في المنام رؤيا دفعته للإسلام بشكل أكبر، رأى رجال يلبسون ثيابا بيضاء، وعمائم بيضاء يدلونه إلى الحقيقة، فذهب يبحث عنهم بعد استيقاظه، وأثناء سيره رأى مسجداً قريباً وعلى بابه رجل يلبس ثيابا بيضاء كالتي رآها في منامه.. فتوجه إليه رأسًا وهو سعيد بما رأى! فإذا بالرجل يبادره قائلاً : مرحبًا إبراهيم فتعجب لما سمع!! فالرجل يعرف اسمه. وأضاف: لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا، وتريد أن تعرف الحقيقة التي هي في دين الإسلام. فقال: أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني من رأيته في منامي أن أتبع جماعة تلبس مثل ما تلبس.. والحمد لله عندما جئتكم انفتح صدري للإسلام، والقصة طويلة وحاولت أن أختصرها بقدر الإمكان، والشاهد منها حرص الرجل على البحث عن حقيقة دينه عندما طلب منه التاجر المسلم أن يأتي بآية من دينه تقول إن عيسى هو الإله.
ومن المعتنقين للإسلام السويدي ميكائيل بليخيو الذي سمّى نفسه إبراهيم بعد إسلامه كان يتردد على عائلة من إريتريا تقيم في السويد، وكان كثير النقاش معهم، وكان لديهم نسخة سويدية لمعاني القرآن الكريم وأخذ يقرأ بتمعّن كل ما ورد في القرآن الكريم، يقول كان يهمني في هذه المرحلة عقد مقارنة بين الإنجيل وقد كنت قرأته والقرآن الذي تعرفت عليه حديثا. والطريف أيضا أنّ العائلة الإريترية قالت لي: إن القرآن مقدس بالنسبة للمسلمين ولا يجوز لمسه إلاّ إذا كان الإنسان متوضئا، ونصحوني بالوضوء لقراءة القرآن الكريم، فوجدت نفسي أتوضأ تلقائيا بعد أن دلوني إلى كيفية الوضوء.. وضعت القرآن الكريم التي ترجمت معانيه إلى اللغة الإنجليزية والتي قام بها عبد الله يوسف علي ووضعها في كيس، وفي داخله قصاصة ورق كتب عليها كيفية الوضوء، و توجهت إلى بيتي، حيث توجهت رأسا إلى الحمام وبدأت بالوضوء كما كتب لي على الورقة، وعندما انتهيت من الوضوء شعرت بإشراقة ما في قلبي وأحسست براحة عجيبة جديدة عليّ) هكذا هي معجزة القرآن وتأثير المسجد.