معرض التعليم العالي.. إنجاز متميز

علمت في الأسبوع الماضي أن هناك معرضا للتعليم العالي يقام لأول مرة في المملكة في مركز المعارض في الرياض. وحيث إن ابني في الصف الثالث ثانوي قررنا الذهاب معاً لزيارة المعرض. وعندما دخلت وجدت الجامعات السعودية والجامعات العالمية من أمريكا، كندا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، الهند، وأيرلندا وعدد كبير من الدول مشاركة في المعرض. كان المعرض منظما بشكل متميز جداً ولم يبد أنه يعمل لأول مرة. جميع الجامعات المشاركة في المعرض السعودية والأجنبية تدعوك إلى زيارتها وتقدم لك الحوافز للاطلاع على ما لديها لتشجع الطالب على الدراسة فيها. كانت ردة الفعل على ابني إيجابية جداً. تعرفنا على فرص كبيرة لم نكن نعلم عنها. خرج ابني وهو على وعي جيد بما يريد والتخصصات المتاحة له.
قمت أفكر هل الذي أراه هذا حقيقة أم حلم جميل؟ هل هذا في المملكة أو أحد الدول المتقدمة؟ ما رأيت في المعرض ذكرني بحلقة للبرنامج الفكاهي طاش ما طاش قبل تسع سنوات تقريباً تتحدث عن طالب يرغب في التقديم للقبول في الجامعات السعودية، وكان نائما وحلم أنه ذاهب للجامعات للتقديم عليها وكل جامعة تستقبله بالورد وتقدم له الشاي والقهوة، وتقول له أي تخصص تريد وهو يضع اشتراطاته للجامعة التي سينتسب إليها. ولكن عندما استيقظ وذهب فعلاً للتقديم على الواقع وجد أنه كلما يذهب لأي جامعة ترمي ملفه عليه وتقول اطلع برّ معدلك فقط 90 في المائة ولا يمكن قبولك!
أما الآن وخلال فترة سنوات وجيزة لا يمكن لأي شخص أن يتخيل أن يتحقق ذلك الحلم في حياته. بعدما رأيت المعرض أصبحت فخوراً أنني في بلد يقدر العلم. إن النقلة التي تحققت خلال السنوات الثماني الماضية من سبع جامعات إلى 32 جامعة منها 24 حكومية وثماني جامعات أهلية وأكثر من 40 كليه خاصة يعد إنجازا لا يمكن تخيل حدوثه في أي دولة. الآن أصبح الطالب يختار من عدة جامعات وصار هناك تنافس بين الجامعات في الخدمات. أصبح الآن هناك تشجيع للطالب على التعليم العالي. الطالب أياً كان معدله في الثانوية سيجد قبولا في إحدى الجامعات، فالتعليم أصبح متاحا للجميع. أصبحت هناك ميزانيات أضخم للبحث العلمي. أصبحت هناك مكافآت وتقدير للمخترعين والباحثين حتى أصبحت المملكة أكثر دولة عربية في عدد براءات الاختراع المسجلة.
وليس لنا في هذا المقام غير أن نهنئ ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني على عمل أكبر نقلة علمية حضارية في تاريخ المملكة. وكذلك الشكر موصول لكل من وزير التعليم العالي والنائب وفريق الوزارة المتميز على سرعتهم في إحداث هذه النقلة العلمية والإبداع المتميز في هذا المعرض والنقلة الحضارية التي تسجل في تاريخهم الحافل.

نقاط أخيرة
* المنح المقدمة للكليات الخاصة خطوة رائعة سيكون لها أثر كبير في زيادة عددها والمحافظة على جودتها.
* الاعتماد الأكاديمي الذي تعمل عليه وزارة التعليم العالي مهم جداً لضمان كفاءة الجامعات السعودية.
* المعرض وسيلة مباشرة لرفع روح المنافسة بين الجامعات السعودية.
* مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لعبت دورا مهماً في تطوير البحث العلمي برفع ميزانية الأبحاث العلمية في عام 2009 إلى مستويات تفوق ما أنفق على البحث العلمي في تاريخ المملكة.
* هذه النقلة في التعليم العالي ستؤدي إلى تخريج أكثر من 300 ألف سنوياً من حملة شهادة البكالوريوس، وهذا العدد يحتاج إلى إيجاد الفرص الوظيفية المناسبة لهم. لا نريد أن نعتمد على تعيين هؤلاء في القطاعات الحكومية مما يزيد في البيروقراطية والأعباء على الدولة. السؤال إذاً ما هي الخطة لخلق وظائف لهؤلاء حتى ندعم هذا العمل الإبداعي؟ ما الخطة لنكون أحد دول العالم الأول؟ هذا سيكون موضوع المقال المقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي