محامون بلا محكمة

حق الدفاع هو حق مقدس من الحقوق الأساسية للإنسان يقاس به المستوى الحضاري والديمقراطي للمجتمع.
ومن هذا المنطلق لم تكن مهنة المحاماة في يوم من الأيام مهنة لكسب العيش فقط بل هي رسالة إنسانية سامية، شريفة ونبيلة، رسالة مبادئ ومواقف تسهم في تكريس الحضارة و في دعم العمل الديمقراطي في المجتمع. ومن ثم كان يشترط دائما وأبدا في الراغب في تحملها وتحمل مخاطرها أن تكون له الموهبة وأن يتمتع بخصال الشجاعة الأدبية والجرأة والذكاء والفطنة وسرعة البديهة وما يعرف '' بالحضور''، والإلمام بالقوانين ومقدرة الجدال بالتي هي أحسن وقدرة الإقناع إلى جانب خصال الصدق والنزاهة والاستقامة والشرف. 
وأخيرا.. وقعَّ الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في هيئة دوري المحترفين السعودي مع 12 محاميا يمثلون الأندية للترافع عنها وتقديم الاستشارات القانونية والاستثمارية ومراجعة الثغرات القانونية في عقود اللاعبين.
وهذه خطوه جريئة ومفيدة جدا للأندية ولكن, ما ''الحدود'' التي وضعت لهؤلاء المحامين؟ ثم لماذا لم أقرأ كلمة ''الدفاع'' عن حقوق الأندية؟ لأنه لا يمكن أن أتخيل ناديا مثل النصر يتقدم لتسجيل لاعب وجميع أوراقه قانونية ومكتملة فترفضها لجنة الاحتراف ليستأنف عن طريق محاميه،  بخطاب للمحكمة الرياضية أو على الأقل ''لجنة فض المنازعات'' ويكسب القضية ويسجل اللاعب للنادي فورا! هل تتخيل ذلك عزيزي القارئ؟ ثم أنه لا يوجد محام دون محكمة! فأمام من سيترافع المحامي، ومن الذي سيحكم لصالحه أو ضده؟ 
اعتبروني متشائما إذا قلت إن الهيئة وقعت مع هؤلاء المحامين لأن الاتحاد الآسيوي فرض ذلك كما هو الحال في تركيب كراسي المدرجات والبوابات الإلكترونية وهو ما يسبق زيادة عدد الأندية الذي سيطبق شئنا أم أبينا ومسألة تفاوت مستويات الأندية هو عذر غير منطقي على اعتبار أن مستوى الأندية ''المصعدة'' لن يرتفع فجأة خلال عام أو اثنين بل على العكس حيث  ستفتقد هذه الأندية فرصة الاحتكاك مع الأندية ذات الخبرة.  الجميع يعرف أنه في مقر اللجنة الأولمبية الدولية في سويسرا توجد المحكمة الرياضية الدولية التي بدورها أوصت الدول التي تقع تحت مظلة ''فيفا'' بإنشاء محاكم رياضية للاستعجال في فض المنازعات الداخلية بين الأندية والاتحادات الأهلية ولجانها دون الرجوع للمحكمة الدولية إلا في تلك الحالات التي تكون فيها اتحادات أو كيانات أهلية أخرى كطرف ثالث. وكذلك الاستعجال في اتخاذ القرارات دون تأجيلها فترات طويلة تعود بالضرر على الأطراف المتنازعة.
يبقى السؤال المهم: متى يتم إنشاء هذه المحكمة؟ ومن الذين سيتخصصون في القضايا الرياضية؟ ومدى تأهيل المحامين والقضاة بقوانين التنظيمات الرياضية الاهلية والدولية؟ وهنا مربط الفرس في مدى أهمية هؤلاء الأشخاص لمثل هذه القضايا، متى نطبّق قوانين الرياضة الاهلية العالمية ''ميثاق اللجنة الأولمبية والنظام الأساسي لـ ''فيفا''''؟ أم أننا سنطبق قوانيننا التي صدرت من الحكومة ومن اتحاد القدم المحلي؟
وجود المحكمة الرياضيـــة من شأنه أن يحد من بعض التجـــاوزات التي تعج بها حركـــتنا الرياضية، سواء على صعـــيد الاتحادات أو الأندية وهو ما سيسهل مهمة التطوير المنشودة.

نقطة توقف
- لطالما كانت ''دورة الخليج'' مثار جدل كل المحبين ''للكرة'' على مدى العقود الماضية من اتحادات وجماهير وإعلام ولكن البطولة المقبلة في اليمن ستقام في ظل ظروف أمنية خطيرة، ولذلك أرجو أن يكون خيار الاعتذار أو التأجيل مطروحا على طاولة اتحاد الكرة.
-هناك تساؤل يطرحه الكثيرون وهو:هل أصحاب المراكز الأربعة الأولى في دوري زين السعودي هم ''فقط'' من  يشاركون في دوري المحترفين الآسيوي أم يشارك ثلاثة و بطل الأبطال كرابع؟ أتمنى التوضيح قبل الدخول في جدل نهاية الموسم إذا ما فاز ببطولة الأبطال فريق غير الأربعة الأوائل.
بعد ما تعرض له الهلال الموسم الماضي وخروجه ببطولة واحدة فقط، قال الأمير عبد الرحمن بن مساعد ''من سره زمن ساءته أزمان'' وهاهو فريقه يحصد بطولة الدوري بأرقام قياسية ويقدم مستويات رائعة ولعل الاسم المناسب لدوري زين لهذا العام هو ''دوري النوايا الحسنة''.
يقول بل كاسبر: ليس للنجاح طعم إذا لم يكن هناك من يحسدك عليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي