آخر جيوب النفط العالمية.. «قسمة» بين السعودية والعراق

آخر جيوب النفط العالمية.. «قسمة» بين السعودية والعراق

وضع العراق اللمسات الأخيرة على عقود مع شركات من أمثال: إكسون موبيل، ورويال داتش شل، وبريتش بتروليوم، لتطوير عدد من أكبر حقول النفط العراقية. هذه الحقول العملاقة - وفق تقرير أوردته مجلة «فوربس» - هي من بين آخر الجيوب العالمية لما يطلق عليه تعبير «النفط السهل»، فهي لا تتطلب الحفر إلى مسافات موغلة في العمق أو تقنيات إنتاج مبتكرة. كل ما تحتاج إليه فقط هو تطبيق المعرفة الفنية المتوافرة لدى شركات النفط الكبرى. تشكل الحقول العملاقة (أي التي يزيد إنتاجها اليومي على 100 ألف برميل) ما نسبته 3 في المائة فقط من إجمالي الحقول. بعد ذلك تأتي حقول النفط الفائقة، أي التي تضخ مليون برميل يوميا. هذه الحقول هي أهم مصادر الطاقة في العالم. الحقل الأول في قائمتنا، الذي كان سيد الحقول العالمية جميعاً في الماضي ويبقى كذلك في المستقبل، هو حقل الغوار في السعودية. يعتقد المختصون أنه كان يشتمل على أكثر من 100 مليار برميل من النفط القابل للاسترداد. يبلغ طول حقل الغوار 258 كيلومتراً وعرضه نحو 26 كيلومتراً.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

وضع العراق اللمسات الأخيرة على عقود مع شركات من أمثال «إكسون موبيل» و»رويال داتش شل» و»بريتش بتروليوم»، لتطوير عدد من أكبر حقول النفط العراقية. هذه الحقول العملاقة - وفق تقرير أوردته مجلة «فوربس» - هي من بين آخر الجيوب العالمية لما يطلق عليه تعبير «النفط السهل». فهي لا تتطلب الحفر إلى مسافات موغلة في العمق أو تقنيات إنتاج مبتكرة. كل ما تحتاج إليه فقط هو تطبيق المعرفة الفنية المتوافرة لدى شركات النفط الكبرى. لا عجب أن شركات النفط وافقت على تطوير الحقول العراقية دون حتى أن تحصل على حصة في ملكية هذه الحقول، وأن تقبل باستعادة مبلغ زهيد يبلغ 1.15 دولار على كل برميل.
وبالنظر إلى حجم الحقول العراقية العملاقة غير المطوَّرة، لا توجد أية أسباب فنية تحول دون أن يحل العراق خلال عشر سنوات محل إيران وروسيا ليصبح ثاني بلد منتج للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية. لا عجب أن الأراضي العراقية تضم ثلاثة من أكبر عشرة حقول نفطية في المستقبل.
ويحصل العالم على حصته اليومية من النفط (البالغة 85 مليون برميل) من أكثر من أربعة آلاف حقل نفطي. معظم هذه الحقول صغيرة الحجم، وتنتج أقل من 20 ألف برميل يوميا. تشكل الحقول العملاقة (أي التي يزيد إنتاجها اليومي على 100 ألف برميل) ما نسبته 3 في المائة فقط من إجمالي الحقول. بعد ذلك تأتي حقول النفط الفائقة، أي التي تضخ مليون برميل يوميا. هذه الحقول هي أهم مصادر الطاقة في العالم.
في القائمة التي سنوردها حول أكبر عشرة حقول نفطية في العالم، لا نهتم بمعظم الحقول العملاقة في السابق، ولا حتى بالضرورة بالحقول العملاقة في الوقت الحالي. ما يهمنا فقط هو الحقول العملاقة في المستقبل (بعضها ربما لم تبدأ بعد عمليات الإنتاج) لكنها حقول من المرجح أن يزيد إنتاجها على مليون برميل في اليوم بعد عقد من الآن.
الحقل الأول في قائمتنا، الذي كان سيد الحقول العالمية جميعاً في الماضي ويبقى كذلك في المستقبل، هو حقل الغوار في السعودية. يعتقد المختصون أنه كان يشتمل على أكثر من 100 مليار برميل من النفط القابل للاسترداد. يبلغ طول حقل الغوار 258 كيلومتراً وعرضه نحو 26 كيلومتراً. ونظراً لهذا الحجم الضخم فإنه يربك ويحير حتى أكثر الجيولوجيين خبرة. تقدَّر كميات النفط التي أنتجها الغوار خلال السنوات الستين الماضية بحدود 60 مليار برميل، وبالتالي فإن لك العذر في أن تظن أنه يمر الآن في طور الأفول. مع ذلك يصر السعوديون على أن هذا الحقل لا يزال يتمتع بالقوة والحيوية، حيث ينتج في الوقت الحالي 4.5 مليون برميل يوميا تأتي من ست مناطق إنتاج رئيسية، وهو قادر على إنتاج 5 ملايين برميل في اليوم إذا دعت الحاجة.
السر وراء هذا العمر الطويل لحقل الغوار هو حقن الماء. في الستينيات من القرن العشرين بدأت «أرامكو السعودية» بحقن الماء تحت النفط الموجود حول الحدود الخارجية للحقل. في الوقت الحاضر يصل تدفق الماء إلى ملايين البراميل يومياً، حيث يطفو النفط ويرتفع إلى قمة المَكْمَن على بحر من الماء. وفي مقابلات مع مجلة «فوربس» في عام 2008 أصر تنفيذيو «أرامكو» على أنهم إذا استمروا في التعامل مع حقل الغوار بعناية وحذر فإنه سيكون بمقدورهم استخلاص أربعة ملايين برميل في اليوم لسنوات كثيرة في المستقبل.
في المرتبة الثانية يأتي حقل قرنة الغربية في العراق، وهو حقل يعتبر موطناً لكميات متوقعة من النفط تبلغ نحو 21 مليار برميل. هذا الشهر منحت الحكومة العراقية عقداً لمشروع مشترك بين «إكسون موبيل» وشركة شل لتطوير تسعة مليارات برميل في المرحلة الأولى من حقل قرنة الغربية. تهدف الشركتان إلى رفع الناتج من 300 ألف برميل يومياً إلى 2.3 مليون برميل. من الصعب تقديم حجة تقول إن أكبر شركتين للنفط من البلدان التي غزت العراق في عام 2003 حصلتا على صفقة بأحكام ممتازة لصالحهما. يقضي عقد المقاولة بأن تحتفظ الحكومة العراقية بملكية الحقل وملكية النفط. وينص العقد على أن «إكسون» و»شل»، بصفتهما من شركات المقاولات، ستحصل كل منهما على 1.90 دولار عن كل برميل يتم إنتاجه من قبلهما.
الحقل الثالث هو حقل مجنون، الموجود في العراق كذلك. يشتمل الحقل على احتياطيات هائلة تبلغ 13 مليار برميل، وهي موجودة في منطقة صغيرة نسبياً بالقرب من نهر الفرات في جنوب العراق. الوفرة الضخمة في الحقل مذهلة إلى درجة أنه سمي بحقل المجنون، بمعنى أنه تجاوز حدود العقل. يعود بعض السبب إلى أن هذا النفط السهل لم يتم تطويره في السابق إلى موقعه القريب من الحدود الإيرانية. في الثمانينيات وأثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية ذُكِر أن المديرين كانوا يدفنون الآبار لأنهم كانوا يخشون أن تُستهدَف من قبل القوات الإيرانية. في الوقت الحاضر ينتج الحقل فقط 50 ألف برميل في اليوم، لكنه يتمتع بالقدرة على إنتاج 1.8 مليون برميل.
وأكبر رابع حقل في العالم هو حقل الرميلة في العراق، الذي يشتمل على 17 مليار برميل. في تشرين الثاني (نوفمبر) فازت شركة النفط العملاقة بريتش بتروليوم وشركة البترول الوطنية الصينية بأول عقد نفطي في ما بعد عهد صدام حسين، لإعادة تطوير حقل الرميلة. يقع الحقل بالقرب من الحدود مع الكويت، وهو ينتج منذ الآن مليون برميل في اليوم، أي نصف إجمالي إنتاج العراق. تعتزم الشركتان إنفاق نحو 15 مليار دولار لرفع كمية الإنتاج إلى ثلاثة أضعاف، بحيث تصل إلى 2.85 مليون برميل في اليوم. هذا الناتج سيكون كافياً لأن يضع حقل الرميلة في المرتبة الثانية في العالم بعد حقل الغوار في السعودية.
لكن ما الحقول التي لن تراها في هذا القائمة؟ حقل كانتاريل المكسيكي صغير إلى درجة أنه تصعب رؤيته. في الماضي كان هذا الحقل ثاني حقل في العالم من حيث الإنتاج، حيث كان يعطي أكثر من مليوني برميل من النفط في اليوم. لكنه الآن في حالة تدهور في المراحل النهائية، حيث تدنى إنتاجه إلى ما دون 400 ألف برميل في اليوم. ينطبق الكلام نفسه على حقل ساموتلر في روسيا. هذا الحقل كان من الحقول العملاقة أيام الاتحاد السوفياتي، حيث بلغ إنتاجه في الذروة 3.5 مليون برميل في اليوم في السبعينيات. أما اليوم فإن إنتاجه في حدود 350 ألف برميل في اليوم. من جانب آخر ليس هناك ما يثير إعجابنا في حقل داجينج، أكبر حقل في الصين، الذي ما يزال ينتج 800 ألف برميل في اليوم ولكنه يمر بطور من التدهور السريع.
أما بالنسبة للحقول التي أعلنت عنها كندا، التي تعرف بمنطقة رمال النفط، فإنها بالتأكيد موارد هائلة، لكنها لا تشتمل على النفط السهل. رمال النفط تتطلب كميات ضخمة من الماء والغاز الطبيعي للاسترداد والمعالجة. برميل النفط المستخرَج من رمال النفط يكلف تقريباً أكثر من 20 مرة تكلفة استخراج برميل من العراق. كما أن علماء البيئة يعتقدون أنه غير نظيف.
وكثير من المقاطعات النفطية لم تتمكن من دخول القائمة. غرب إفريقيا استطاعت أن تشهد أكبر نمو بين جميع المناطق عبر نيجيريا وأنجولا وغانا، لكن لا توجد حتى الآن حقول مفردة تبدو كبيرة بحد ذاتها إلى درجة تجعلها تدخل في قائمة كبار الحقول العالمية. ينطبق الشيء نفسه على سيبيريا، التي يوجد فيها معظم إنتاج روسيا، ولكنه يأتي من حقول ناضبة قديمة.
وكان من الممكن أن تحتل السعودية وضعاً أفضل. من الحقول التي كان من الممكن أن تدخل القائمة هناك حقل شيبة، الذي يبلغ إنتاجه 750 ألف برميل في اليوم. والعراق كذلك. لم تتلق الحكومة العراقية أية عطاءات لإعادة تطوير حقل بغداد الشرقي (الذي تقدر احتياطاته بنحو ثمانية مليارات برميل)، لأن معظم الحقل يقع تحت مناطق وأحياء سكنية. كما أن حقل كركوك في شمال العراق يشتمل على نحو ثمانية مليارات برميل باقية فيه، لكنه تعرض للدمار بفعل المبالغة في الإنتاج في السنوات الأخيرة من حكم صدام حسين، ولا يرجح له أن يعود من جديد ليبلغ معدل الذروة السابق، وهو 700 ألف برميل في اليوم. لكن من الممكن أن يفعل ذلك. وهنا ملخص لأكبر حقول نفطية في المستقبل. وبقية الحقول في القائمة هي:

حقل خوزستان في إيران: 100 مليار برميل
خوزستان ليس مجرد حقل، فهو المقاطعة التي يتم منها إنتاج 90 في المائة من النفط الإيراني. يقع بالقرب من الحدود العراقية، وهو موطن لحقل الأهواز، الذي يعتقد الخبراء أنه ينتج 300 ألف برميل في اليوم، وحقل يادافاران، الذي يجري تطويره حالياً من قبل الشركة الصينية ساينوبيك Sinopec بموجب عقد بقيمة 70 مليار دولار تم التوقيع عليه في عام 2004. في السنة الماضية في المقاطعة طنطنت إيران باكتشاف حقل يشتمل على ثمانية مليارات برميل يدعى حقل سوسانجيرد. يُعتقَد أن حقل مجنون في العراق يمتد إلى ما وراء الحدود ليصل إلى خوزستان.

حقل كاشاغان في كازاخستان: 9 مليارات برميل
اكتُشِف هذا الحقل في بحر قزوين في عام 2000. تبلغ كمية الاحتياطيات القابلة للاسترداد أكثر من تسعة مليارات برميل، من أصل إجمالي النفط الموجود في المنطقة الذي تقدر كميته بحدود 38 مليار برميل. هذا الحقل عميق (15 ألف قدم) والنفط الموجود فيه يسبب نسبة عالية من التآكل (19 في المائة من كبريتيد الهيدروجين)، وتكاليف الاستخلاص مرتفعة (أكثر من 100 مليار دولار التكاليف المتوقعة للمشاريع. من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل في اليوم بنهاية العقد الحالي.

حقل خريص في السعودية. 27 مليار برميل
في السنة الماضية وضعت «أرامكو السعودية» اللمسات الأخيرة على مشروع بقيمة عشرة مليارات دولار لتطوير حقل خريص. اشتمل المشروع على مد خطوط أنابيب لإحضار مليوني برميل يومياً من ماء البحر حتى يتم حقنه تحت الحقل. تقنية حقن الماء، التي طورها السعوديون لاستخلاص النفط من حقل الغوار، هي مفتاح خريص ومفتاح ناتجه البالغ 1.2 مليون برميل في اليوم. تم تطوير الحقل جزئياً في الثمانينيات، حيث بلغت ذروة إنتاجه 140 ألف برميل في اليوم. هذا المكمن هائل الحجم، ونظراً لتعقيده فإن النفط المستخرج منه ليس من النفط «السهل» مثل الحقول غير المستغلَّة في العراق. وبقية الحقول هي:
حقل توبي في البرازيل: 8 مليارات برميل. 9. حقل كارابوبو في فنزويلا: 15 مليار برميل. 10. المنحنى الشمالي في ألاسكا: 40 مليار برميل.

الأكثر قراءة