ساعة سياحة تُحول كنديًّا إلى متطوع في «كارثة جدة»

ساعة سياحة تُحول كنديًّا إلى متطوع في «كارثة جدة»

لم يدر بخلد دافيـد برو المواطن الكندي، الذي يعيش في الرياض مع زوجته، المسؤولة الدبلوماسية في سفارة بلادهما في الرياض، أن تتحول ساعة سياحة في جدة سنحتها الظروف، إلى متطوع كآلاف من الذين قادتهم الشهامة للمساعدة في برنامج الإغاثة الذي وضع لمساعدة ضحايا السيول التي اجتاحت المدينة في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 الماضي.
يقول دافيد «لقد سمعت عن العملية العاجلة لتوزيع الطعام التي يقوم بها مركز المؤتمرات في جدة، وذهبت إلى هناك وقدمت نفسي للمسؤولين الذين يديرون المشروع ويقومون بالإشراف عليه وعرضت مساعدتي، حيث إن لدي خلفية عن إدارة المؤسسات الخيرية والمشاريع غير الهادفة للربح – بما فيها عمليات توزيع الطعام في الظروف الطارئة وفي إدارة الأعمال التطوعية، وتم قبول العرض الذي تقدمت به بكل لطف ومودة».
ويضيف «خلال الأيام الخمسة التي تلت ذلك عرفت كثيرا عن العملية، وبعد أسابيع قليلة، كبرت العملية وعدد المتطوعين - من عدد قليل يقوم بتوزيع الطعام، إلى برنامج كبير موحد لجمع وتوزيع الطعام والملابس والأدوات والمعدات المنزلية والأغراض المدرسية، وخلال العمل مع المتطوعين الذين شاركوا في أعمال الإغاثة دون كلل أصبح من الواضح أن الذين قدموا خدماتهم، من الغرفة التجارية الصناعية في جـدة، التي قدمت مساعدة مهمة في تنظيم وتنسيق جهود الإغاثة، إلى المنظمات التي لا تهدف للربح، والمواطنين الذين هبوا للمساعدة، والدفاع المدني وأفراد الجيش والقوات المسلحة الذين حافظوا على النظام وساعدوا في عمليات الإنقاذ والعودة للأوضاع العادية. يسترسل دافيد «سنحت لي الفرصة لزيارة الأماكن الأكثر تضررا ورأيت الأفراد المتطوعين على الطبيعة، وتحدثت إلى رجل كان قد أتم إزالة الطمي والأوحال والأنقاض التي خلفتها السيول عن منزله، حيث كان مستوى المياه قد ارتفع لأكثر من مترين. وأشار الرجل إلى جار له وقال: «ذلك الرجل أنقذ أرواح أبنائي». في الوقت الذي كنت أقوم فيه بزيارة تلك المنطقة كانت أعمال التنظيف تجري على قدم وساق في الوقت الذي استمر فيه العمل في المناطق التي تجري فيها الإغاثة الطبية العاجلة وأعمال المراقبة والسيطرة على الأمراض والتخلص من النفايات، بيد أنه كان هناك الكثير الذي ما زال يجب عمله، ورغم أن الأجواء البيئية في المنطقة كانت صعبة كان الأطفال يلعبون الكرة في الشارع».
وختم قصته بقوله: «أود هنا أن أنقل أطيب التحيات لجميع الأفراد الذين شاركوا في الأعمال التطوعية من الذين قابلتهم، ومن الآلاف غيرهم الذي أسهموا بوقتهم ومهاراتهم وبعملهم الشاق الدؤوب للمساعدة على تخفيف الآلام والمعاناة لأولئك الذين تعرضوا للسيول، وبكوني مواطناً كندياً، فإنه يسرني أنني قد شاركت في العمل التطوعي مع كثير من المواطنين السعوديين الموهوبين الذين يهمهم مصلحة بلدهم ومواطنيهم.

الأكثر قراءة