ينبغي أن يعيش الإنسان السلام مع نفسه حتى يقنع الآخرين به

ينبغي أن يعيش الإنسان السلام مع نفسه حتى يقنع الآخرين به

بعد مرورها بتجربة عاينت من خلالها فظاعة النزاعات المسلحة في سياق عملها كمبعوثة للصليب الأحمر وفي مهام أممية، سخرت بريجيت كيرير خبرتها الميدانية لمحاولة تطوير قنوات الحوار من أجل فض النزاعات. وضمنتها كتابا أصدرته مؤخرا تحت عنوان "فنيات الصراعات وكيفية مواجهة ذلك ببرودة أعصاب".
قبل التخصص في فض النزاعات بالطرق السلمية، تنقلت بريجيت كيرير، التي تخرجت من كلية الآداب، بين العديد من بؤر التوتر والصراعات المسلحة في إفريقيا و آسيا إما لحساب الأمم المتحدة أو كمبعوثة للجنة الدولية للصليب الأحمر.
هذه التجربة دفعتها إلى العودة إلى متابعة الدراسة للتخصص في القانون الدولي وفي فنيات فض النزاعات بالطرق السلمية سواء في بريطانيا أو في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذه التجربة وهذه الخبرة هي التي تشاطرها مع القارئ في كتاب من 180 صفحة صدر عن دار جانوس بوبليشينغ كومباني بلندن في عام 2009 تحت عنوان "فنيات الصراعات وكيفية مواجهة ذلك ببرودة أعصاب".
وقالت بريجيت كيرير لـ"سويس إنفو"، الدافع الذي شجعني على تأليف هذا الكتاب هو اقتناعي بمدى صحة مقولة (داعية اللاعنف) المهاتما غاندي التي يقول فيها: "إذا أردتم التكفل بحل صراع على المستوى الدولي يجب التكفل أولا وقبل كل شيء بحل الصراعات الشخصية والداخلية". وما اكتسبتُه في خبرتي الميدانية إما في ميدان التعاون الدولي أو كمبعوثة إنسانية للصليب الأحمر، أو كصحفية او كمشرفة على برامج تعزيز السلم ، هو أن الأشخاص الذين يجتمعون حول مائدة المفاوضات يأتون وهم في وضعية غضب عارمة وفي وضع صراع حتى مع ذاتهم.
وأضافت "هذا الكتاب هو عبارة عن توضيح بأن وسائل فض النزاعات الدولية لا تختلف كثيرا عن تلك التي يستعملها كل منا من أجل حل النزاعات الشخصية أو الداخلية. وعندما نذهب بالتفكير إلى أبعد، يمكن القول أنه ما لم تجدوا مصالحة مع ذاتكم لا يمكنكم تحقيق الصلح مع الغير أو مع العالم الخارجي. والخلاصة هي إذا رغبتم في تحقيق السلم في العالم فعليكم أولا وقبل شيء التكفل بتحقيق السلم الداخلي مع هويتكم ومع فوارقكم وقيمكم واحتياجاتكم.
الكتاب وفقاً لكيرير يحتوي على عدة نصائح يمكن للقارئ أن يستفيد منها في عدة مجالات مستندة بنظريات لعدة مفكرين في مجالات السلام والحوار واللاعنف.
وأضافت "وسواء تعلق الأمر بصراع بين زوجين أو بصراع بين دولتين ما يجب تفاديه بأي ثمن هو الدخول في متاهات تقييم الآخر".
وقالت أن كتابها "موجه للجميع، ولو أنه يخاطب بالدرجة الأولى المختصين والعاملين في المجال, وهذه المجموعة الدولية التي كثيرا ما تتحدث عن الرغبة في إقرار السلام على كل فرد فيها أن يقر السلام مع نفسه وعندها فقط يكون بإمكانه أن يقره مع الآخرين. وهذا ما أثبته أناس من قبلي، و لكنني فقط حاولت التعبير عن ذلك بكلماتي وبأسلوبي".
يذكر أن بريجيت كيرير تقيم حاليا في جنيف كمستشارة للأمم المتحدة في مجال إقرار السلم في البلدان التي مرت بصراعات مسلحة.

الأكثر قراءة