المعلمة: هل هي معلمة أم مسؤولة أمن؟

المعلمة: هل هي معلمة أم مسؤولة أمن؟

يعلم الكثيرون مدى ما تعانيه المعلمات خاصة المتزوجات منهن من مشاق بسبب صعوبة التوفيق بين مسؤوليات المنزل والدوام المرهق، وبالطبع تكون المشقة أكبر لمن تقطع مسافات طويلة للذهاب إلى المدرسة والعودة إلى بيتها. كل ما تقدم ذكره يتم تقبله من قبل المعلمات وإن كان لا يوجد لديهن خيارات أخرى من باب ''مجبر أخوك لا بطل'' ولكن السؤال الذي يحيرني وأبحث له عن إجابة هو: لماذا يتم تكليف المعلمات بالمناوبة اليومية وكأنهن موظفات أمن، حيث تلقى مسؤولية متابعة الطالبات حتى خروجهن من المدرسة على معلمة أو اثنتين بينما مديرة المدرسة ووكيلتها خارج هذه المسؤولية، وكيف تكلف معلمة بعد مجهود يوم طويل بمتابعة جميع طالبات المدرسة؟

يفترض على الجهات ذات العلاقة توظيف إخصائيات اجتماعيات يقمن بالمناوبة اليومية إلى جانب عملهن الأساسي وهو توجيه وإرشاد الطالبات وحل مشكلاتهن وليس تكليف معلمة مرهقة طوال اليوم بمتابعة مئات الطالبات وتحمل مشكلاتهن وانتظار أولياء أمورهن حتى أوقات متأخرة أحيانا!

إن تفريغ موظفات لعملية المناوبة والمهام الاجتماعية الأخرى سيكون له مردود إيجابي من عدة نواح، أولها توظيف عدد لا بأس به من الخريجات خاصة خريجات علم الاجتماع اللاتي يبحثن عن عمل منذ سنوات وكذلك تفريغ المعلمة لأداء واجبها المنوط بها وهو التدريس، هذا إذا أردنا أن تبدع المعلمة وتؤدي واجبها على أكمل وجه، أما محاولة تطفيشها والضغط عليها بتحميلها أكثر مما تحتمل وتكليفها بمهام أخرى ليست من صميم تخصصها فسيكون سببا رئيسا في انخفاض الأداء وبالتالي ينعكس سلبا على التحصيل العام للطالبات.
أخيرا، آمل أن يجد هذا الاقتراح أذانا صاغية من قبل المسؤولين عن تعليم البنات وتطبيقه بأسرع وقت ممكن خدمة للمعلمات والعاطلات اللاتي يبحثن عن فرص وظيفية جديدة .

عدد القراءات: 239

- "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"

الأكثر قراءة