د.عبد القدوس أبو صالح: الأمير سلطان من أكبر داعمي الأدب الإسلامي والمشهد الثقافي
حين تكون في قاعة المحاضرات في مقر رابطة الأدب الإسلامي في الرياض تلفت نظرك العبارة المكتوبة على واجهة المنصة، قبل أن يلفت نظرك أن قائلها هو الأمير سلطان بن عبد العزيز، ليكشف لك ذلك لاحقا عن دور ثقافي مهم لتلك الشخصية المعروفة بعطائها الإنساني، وكأنه يختصر في ذهنك المسافة بين دعم الفكر والنهوض بالإنسان، ونحو مزيد من معرفة ذلك يخص رئيس رابطة الأدب الإسلامي الدكتور عبد القدوس أبو صالح ''الاقتصادية'' وهي تحتفي بسمو ولي العهد، بحديث يتناول الدور الثقافي عموما لسلطان الخير، ودوره الرئيسي في دعم الرابطة التي تتبنى نهج التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التصور الإسلامي، وخلال حديثه سنعرف ماذا كانت تلك العبارة.
يقول أبو صالح : كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولا يزال من أكبر الداعمين للعمل الثقافي في المملكة .وقد رأس لجنة تطوير المناهج التعليمية في المملكة ، والتي كانت تحرص على الجمع بين التعليم والتربية والثقافة . وكان سمو الأمير سلطان يتعهد هذه اللجنة بتوجيهاته الرشيدة، وهذا ما شهدته بنفسي إذ كنت عضواً في لجنة تطوير مناهج اللغة العربية .
وكان سموه وراء دعم كثير من المؤسسات والمشروعات الثقافية مع حرصه الشديد على تيسير سبل الثقافة أمام الجميع ، وكان مما قام به في هذا السبيل سعيه إلى تخفيض أجور الشحن الجوي نحواً من 50 في المائة على الكتب والمجلات ، سواء ما كان منها وارداً إلى المملكة أم كان صادراً عنها .ويضيف رئيس تحرير مجلة الأدب الإسلامي عن مالقيته الرابطة من دعم في المملكة عموما: وجدنا دعماً متواصلاً في المملكة العربية السعودية بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله؛ حيث أقامت الرابطة ندوة في مركز الملك فهد الثقافي بعنوان '' الأدب الإسلامي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز '' وذلك بمناسبة مرور عشرين عاماً على توليه مقاليد الحكم. وأما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فقد صدرت الموافقة السامية على الترخيص لمكتب الرابطة في المملكة ممهورة بتوقيعه الكريم عندما كان ولياً للعهد .
ويضيف ضيفنا الأديب أبو صالح :عندما صدرت تلك الموافقة السامية وجّه سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي برقيات الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ، وإلى وليّ عهده آنذاك سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، وإلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز والذي تكرم بإرسال برقية جوابية جاء فيها :'' والمملكة العربية السعودية وهي ذات الرسالة الخيرة يسرّها أن تكون منطلقاً للأدب الإسلامي ذي التأثير المحمود ''وهي العبارة التي سبق أن أشرنا إليها .
وحول أهم المواقف التي زامنت تلك الفترة يستعيد أبو صالح في حديثه لـ ''الاقتصادية'' جانبا من ردة الفعل على اهتمام الأمير سلطان بالرابطة فيقول: عندما تلقت الرابطة البرقية الجوابية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان جعلتُها موضوعاً لافتتاحية العدد الخامس والعشرين من مجلة الأدب الإسلامي ، وكان مما قلته فيها : '' وحق لرابطة الأدب الإسلامي ولسائر الأدباء الإسلاميين أن يعتزّوا بما قاله صاحب السمو .. فقد أكدت برقيته الجوابية أن هذا البلد الأمين الذي شهد فجر الأدب الإسلامي منذ أن أشرقت الجزيرة بنور ربها .. أصبح في العصر الحاضر منطلقاً للأدب الإسلامي الذي يحمل رسالة الحق والخير للعرب والمسلمين في كل مكان بالكلمة الطيبة الهادفة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ، كما أكدت كلمة صاحب السمو- وهو الرئيس الأعلى للشؤون الإسلامية – صلة الأدب الإسلامي بالدعوة الإسلامية التي هي الشأن الأول لهذا المجلس ، فمن المجمع عليه لدى سائر الأدباء الإسلاميين أن أدب الدعوة هو تاج الأدب الإسلامي '' .
ويستمر أبو صالح قائلا: وإذا كان العرب يقولون عن الكريم الجواد إنه ''أجود من الريح المرسلة'' فإن كل من عرف الأمير سلطان يصفه بذلك. ولقد نالت رابطة الأدب الإسلامي دعماً معنوياً ومادياً من سموه الكريم ، ومن ذلك أني عندما قمت مع الأديب النبيل الفريق يحيى المعلمي – وكان رئيساً للمكتب الإقليمي للرابطة في الرياض – برفع خطاب إلى سمو الأمير سلطان للحصول على مقر لرابطة الأدب الإسـلامي ، فإنه كان لتوجيه سموه دوره الأول في الموافقة على ذلك .
وفي رسالة وجهها نيابة عن الأدباء والمثقفين في العالم الإسلامي إلى مقام ولي العهد وهو يعود إلى أرض الوطن، يقول الدكتور أبو صالح: أدعو لسمو الأمير سلطان بدعاء الإمام أحمد بن حنبل : اللهم ارفعه إلى العافية وامسح عليه بيدك الشافية. وأدعو لسموه بدوام الصحة وطول العمر، وأن يعينه للعمل مع خادم الحرمين على حفظ المملكة مما يكيد لها أعداؤها، وأن يتابعوا مسيرة المملكة في دوام واستمرار التنمية، والسعي لإقامة جبهة عربية إسلامية للوقوف أمام الأطماع الصهيونية وتحرير القدس.