زمانكو أحد ضحايا حلبجة يعثر على والدته بعد 20 عاما

زمانكو أحد ضحايا حلبجة يعثر على والدته بعد 20 عاما

عثر زمناكو وهو أحد ضحايا القصف الكيماوي لحلبجة في ثمانينيات القرن الماضي، على والدته بعد فراق استمر أكثر من 20 عاما أمضاها في كنف امرأة إيرانية من مدينة مشهد.
وعاد علي، واسمه الأصلي زمناكو، من إيران إلى كردستان العراق في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي للبحث عن عائلته التي فقدها يوم كان رضيعا في شهره الرابع خلال قصف نظام صدام حسين حلبجة بالأسلحة الكيماوية في آذار (مارس) 1988.
وتربى علي (21 عاما) في كنف امرأة إيرانية تبنته بعد نقله إلى أحد مستشفيات كرمانشاه في أعقاب القصف.
ونظمت وزارة الشهداء والمؤنفلين (نسبة إلى حملة الأنفال) التابعة لحكومة إقليم كردستان مراسم خاصة لإعلان نتائج فحص الحمض النووي الذي كانت تنتظره خمس عائلات، جميعها تبحث عن أبنائها الذين فقدوا خلال القصف.
ولدى إعلان النتائج في قاعة النصب التذكاري لضحايا حلبجة، تبين أن فاطمة حمة صالح هي الأم الحقيقية لزمناكو، ولم تتمالك نفسها وكاد يغمى عليها ورددت بصعوبة وبنفس متقطع ''الحمد والشكر لله''. وبعد عودة فاطمة وابنها إلى منزلهما في منطقة كولكين، وصفت الأم عودة ابنها بينما كانت تنظر إليه بشغف ''أنت تحمل رائحة إخوانك وأختك وأبيك، أنت هبة من الله لي في آخر عمري كي لا أموت حزنا على ما جرى لي من مآس''.
وفقدت فاطمة (50 عاما) أربعة من أبنائها وزوجها إضافة إلى علي، ولم تتمكن حتى من رؤية جثثهم لأنهم دفنوا في المقابر الجماعية جراء القصف الذي تعرضت له حلبجة في 16 آذار (مارس) 1988.
ولم يفهم زمناكو الذي يتحدث الفارسية فقط ما قالته أمه إلا بعدما ترجم كلامها أحد الحضور.
وأكدت الوالدة أن زمناكو يشبه إلى حد كبير والده، مضيفة أن ''ظهور ابني ينسيني مأساة الدمار التي أصابت عائلتي''.
وبحزن كبير تتذكر فاطمة، التي غزا الشيب شعرها، ما حدث ذلك اليوم. وتقول ''كنت في المنزل نحو الحادية عشرة صباحا، وفور ابتداء القصف توجهنا إلى الملاجئ الترابية للاحتماء، وبعد خروجنا غطينا وجوهنا بمناديل وأقمشة مبللة كي لا نموت جراء تأثير الغاز السام. لكن أربعة من أبنائي وابنتي وزوجي فقدوا حياتهم''.
وتتابع ''كان زمناكو في حضني حين فقدت الوعي جراء الإصابة، وبعد مدة فتحت عيني ورأيت نفسي في أحد مستشفيات مدينة كرمانشاه الإيرانية''.
وكانت طائرات حربية عراقية قد شنت في 16 آذار (مارس) 1998 غارات على حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية خلال إحدى حملات الأنفال الثماني بين العامين 1987 و1988.
وأسفرت الغارات عن مقتل ما بين أربعة إلى خمسة آلاف شخص في حين أدت حملات الأنفال إلى مقتل نحو مئة ألف شخص وتدمير ما لا يقل عن ثلاثة آلاف قرية وتهجير عشرات الآلاف.
ولا يزال عدد كبير من أهالي القرى المحيطة بحلبجة يتذكرون تلك المأساة التي أشرف على تنفيذها علي حسن المجيد الذي لقب بعدها ب''علي الكيماوي''.
وتضيف فاطمة ''قبل شهرين كنت أشاهد التلفزيون وعلمت أن أحد أطفال حلبجة المفقودين في إيران يبحث عن عائلته فاتصلت داعية الله ان يكون الشخص ابني علي''. وتختم الوالدة السعيدة بعودة ابنها معربة عن أمنيتها بأن ''أعوض ابني عن عما فاته من حنان منذ 21 عاما''.

الأكثر قراءة