إعادة الاستيطان في حدودنا مع اليمن

الحرب التطهيرية التي يقودها جيشنا ضد المتسللين على حدودنا الجنوبية مع اليمن في منطقتي: جازان ونجران. والتي تتكون من ظاهرتين طبوغرافيتين هما ظاهرة الجبال باتجاه منطقة جازان حتى البحر الأحمر، وظاهرة الرمال (رمال الربع الخالي) باتجاه منطقة نجران. هذه الحرب قد تدفع بإعادة النظر في خريطة الاستيطان على الشريط الحدودي مع اليمن الذي يبلغ 1300 كيلومتر . تشكل الجبال والهضاب نحو 400 كيلومتر, ونحو 900 كيلومتر حدود رملية هي أجزاء من الربع الخالي باتجاه منطقة نجران، ويلاحظ أن الاستيطان الأصعب هو في المناطق الجبلية الوعرة التي تدور فيها الحرب: جبل الدخان وجبل الرميح وجبل الدود والسهول والأودية والهضاب الواقعة عليها القرى : الخوبة، الغاوية، مصفوقة، المشانق، المعرسة، السبخِاية، جلاح، الراحة، المزبرات، أودية حمران، وخلب وليه. وهذه تمثل جيومورفولوجيا معقدة جدا وهضابا طبوغرافية تكثر فيها الكهوف والتجاويف والجيوب الجبلية التي تناسب أسلوب التسلل والتخفي والعبور من خلال مسالك الأودية والتجاويف الجبلية فتكون ممرا سالكا للمخربين ومهربي الأسلحة والمخدرات.
هذه البنية الجيولوجية على حدودنا الجنوبية مع اليمن هي مزج ما بين الجبال والرمال يضاف إليه التطورات السياسية في اليمن والحرب الحوثية وهذا يجعلنا نعيد النظر في الاستيطان المشترك في الجبال والسهول والهضاب وبخاصة تلك البيئات التي يقسمها الخط الحدودي, مما يتطلب وجود مناطق آمنه بين حدي الحدود وذلك بإبعاد القرى المتاخمة عن خط الحدود بمسافات كافية حتى يتمكن حرس الحدود والجيش من المراقبة وحماية الحدود من المخربين وتجار الأسلحة والمخدرات.
لذا يتطلب إنشاء قرى جديدة بمواصفات أمنية من خلال موقع جغرافي غير معقد يكون مفتوحا ليسهل على رجال أمننا المراقبة والحماية بدلا من الوضع الراهن بنقل سكان القرى الحدودية داخل الحزام الآمن في عمق منطقة جازان وما يترتب على ذلك من تأمين مأوى ومخيمات للنازحين.
فالوقت مناسب لتحسين بيئة الشريط الحدودي وتهيئته للمستقبل وإيجاد قرى استيطانية في العمق بدلا من القرى المتاخمة والمشتركة على الحدود.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي