مركز الأمير سلمان الاجتماعي: واحد والباقي 100

لمرات عديدة أتيحت لي الفرصة لزيارة القسم النسائي في مركز الأمير سلمان الاجتماعي في مدينة الرياض لممارسة رياضة المشي، أو لحضور نشاطات ثقافية وتراثية، أو للاجتماع بإحدى زميلات العمل في مكتبته العامرة لإنجاز بعض الأعمال، وأكثر ما يعجبني هو منظر أمهاتنا الفاضلات وهن مجتمعات في حديقته يتبادلن الأحاديث الودية، وإلى جوارهن مرافقاتهن اللواتي يشكلن حلقات اجتماعية متعددة الجنسيات، أما الشابات والمراهقات فتملآن مرافقه الصحية ومضماره بحركتهن وركضهن لساعات طويلة بغية إنقاص ما يشوه جمالهن من وزن زائد. وفي كل مرة أخرج من هذا الصرح تتأكد في ذهني الصورة الإيجابية التي رسمت عنه منذ أول مرة زرته, وهو إنه بحق مركز حضاري وثقافي وتجربة رائعة تستحق الإشادة بها، ولقد حاولت عزيزي القارئ أن أنقل لك المزيد من المعلومات عن مركز الأمير سلمان الاجتماعي من خلال بوابته الإلكترونية ولكن لم أتمكن، لكن مديرة القسم النسائي في المركز الأستاذة هدى النعيم زودتني مشكورة بعدد من المنشورات والمطويات الإعلانية التي تعرف المركز بأنه: «بمثابة الرئة الجديدة للعاصمة، ومنتدى ثقافي اجتماعي رياضي يقدم خدمات مميزة تحت مظلة خيرية تحظى باحترام وتقدير الجميع ويسعى إلى الرقي بمفهوم الخدمات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية، يشغل المركز موقعاً متميزاً على أرض تبلغ مساحتها 105 آلاف متر مربع، ومن أهداف المركز: الاستفادة من خبرات الأعضاء بإتاحة الفرصة لهم لتقديم معارفهم وخبرتهم للمجتمع، تطوير وسائل وأساليب خدمة الأعضاء، وتهيئة جو المشاركة في العلاقات الاجتماعية والمناسبات بين الأعضاء والوفاء بالاحتياجات الاجتماعية الأساسية من خلال تقديم المشورة والمعلومات النافعة، أما عن العضوية في المركز فيتم الحصول على عضوية المركز وفق شروط ميسرة رمزية، ويمنح كبار السن (50 في المائة) من قيمة الاشتراك».
إن مركز الأمير سلمان الاجتماعي، إضافة مميزة في مسيرة الخدمات الاجتماعية والترفيهية للعاصمة الرياض، وما يحز في نفسي أن المركز بقسميه النسائي والرجالي يقع في شمال مدينة الرياض، وموقعه الحالي لم ولن يشكل عائقاً أمام الراغبات في الاستفادة من خدماته من الأحياء البعيدة عن شمال الرياض، ممن تتوافر لهن وسائل المواصلات الخاصة. لكن ماذا عن اللواتي يسكن بعيدا عن المركز وليس لديهن وسائل مواصلات خاصة ويعانين مشكلات صحية؟
على حد علمي المتواضع أنه لا يوجد مركز مشابه لمركز الأمير سلمان الاجتماعي في أحياء أخرى في مدينة الرياض أو بقية مدن المملكة، ولذلك أتمنى أن أشاهد قريباً في بلادي ما لا يقل عن 100 مركز اجتماعي وصحي نسائي لعدد من الأسباب هي:
* ارتفاع نسبة السمنة وزيادة الوزن بين النساء في المملكة بوجه عام، بسبب العادات الغذائية وقلة النشاط الحركي.
* أن مراكز التسوق وردهات الأطعمة فيها هي الخيار الأول لكثير من ساكنات المدن في عطلة نهاية الأسبوع والأعياد والإجازات. وتوافر المراكز الاجتماعية برسوم رمزية تسهم في ترشيد عملية الإنفاق على المنتجات الاستهلاكية.
* هناك نسبة من نسائنا يفضلن ممارسة رياضة المشي في أماكن مخصصة لهن بعيدا عن أعين المارة ومضايقات الشباب في أرصفة المشاة التي قامت أمانات عدد من المدن الرئيسية مشكورة بتوفيرها للمشاة.
* أن عدداً غير قليل من المراكز الصحية النسائية الخاصة متوافرة في المدن الرئيسية ولكن غلاء رسوم تقديم الخدمات فيها يجعلها تستقطب عضوات وفئات وشرائح اجتماعية ميسورة الحال، كما أن سياستها في العضوية مقيدة بشروط لا تقبل التقسيط أو المنح المجانية أو الخصم لذوات الظروف الاقتصادية الصعبة، أي أنها بعبارة أخرى تقول كما يقول إخواننا المصريون: اللي ما معهوش مايلزموش.
خاتمة: ستتحقق الأماني - بإذن الله - بوجود مراكز نسائية تقدم الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية في كل حي وفي كل مدينة بعد تسهيل إجراءات حصول مؤسسات القطاع الخاص على تراخيص العمل في هذا المجال المهم. وتغيير قناعات المؤسسات الخيرية بجدوى الاستثمار في مثل هذه المشاريع الاجتماعية، وتغيير قناعات بعض من أولياء الأمور بأهمية ارتياد النساء المراكز الصحية والاجتماعية والترفيهية النسائية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي