الملك يحقق حلمه.. جامعة سعودية عالمية

الملك يحقق حلمه.. جامعة سعودية عالمية
الملك يحقق حلمه.. جامعة سعودية عالمية
الملك يحقق حلمه.. جامعة سعودية عالمية
الملك يحقق حلمه.. جامعة سعودية عالمية
الملك يحقق حلمه.. جامعة سعودية عالمية

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه على مر التاريخ ربطت القوة نفسها بعد الله بالعلم، والأمة الإسلامية تعرف جيدا أنها لن تكون قوية إلا بالعلم، بعد عونه سبحانه وتعالى.

وأعطى الملك البارحة إشارة افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات وممثليهم، التي قال إنها ظلت تمثل حلما يراوده لأكثر من 25 عاما.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين «إن المسلمين لعبوا أدوارا رائدة، ولذلك نحن لا نحتفل بحدث بسيط وإنما بعصر ذهبي تسعى هذه الجامعة لاستعادته».

وقال الملك في كلمته المقتضبة «إن الله أنعم علينا بالعقول التي نستخدمها لفهم وإدراك قوانين الله الطبيعية في الأرض»، وكما قال الله، عز وجل: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وهذا هو المعنى الثاني للجامعة».

وأوضح أن «الإنسانية هوجمت من الذين يتحدثون بلغة الكره ويكرهون الحوار ويريدون التدمير، ولن نستطيع محاربتهم إلا بالتعايش وإحلال الحب بدلا من الكره والصداقة بدلا من الصدام».

في مايلي مزيد من التفاصيل:

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول، بحضور عدد من قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية والصديقة.

وبدأ حفل التدشين الكبير بمشاهدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وضيوفه رؤساء الدول مجسماً لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، واستمعوا إلى شرح من وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء الجامعة عن منشآت الجامعة، كما قام الملك وضيوفه بجولة في المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة، كما شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً قصيراً عن الجامعة وفكرتها.

## ملتقى للعلوم والبحوث ومنارة للمعرفة

هذا، وأوضح البروفيسور تشون فونج شيه رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تهدف إلى اكتشاف المعرفة وتبادلها وتطبيقها، وهي تجمع العلماء الرواد والواعدين من جميع أنحاء العالم لمتابعة تحصيلهم العلمي ليكونوا في مقدمة صفوف الباحثين والمخترعين والمبتكرين والذين ستساعد إنجازاتهم العلمية المنتظرة في رفع مستوى حياة الناس والتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية.

وقال: «لقد اجتمعنا على شاطئ البحر الأحمر هنا عند ملتقى الشرق والغرب ملتقى القديم والجديد، ملتقى التحديات والفرص لنشهد ولادة أحدث جامعة في العالم، لقد جئنا من جميع أنحاء العالم من المؤسسات الأكاديمية والصناعية من أروقة السلطة وقطاع الأعمال ومختبرات العلوم من مختلف مناحي الحياة توحدنا تطلعاتنا المشتركة».

وأضاف قائلا: «لقد اشترك كثيرون عبر فترات زمانية طويلة وبذلوا جهودا شاقة ووهبوا قلوبهم وأفرغوا طاقاتهم لإنشاء جامعة غير عادية في زمن غير عادي، ويشرفني أنني ساهمت مع جمع غفير من الناس المتفانين المخلصين لنصل إلى هذا اليوم المشهود».

وأشار تشون فونج شيه إلى أن «دار الحكمة» كان مركزا عظيما للتعلم ومستودعا للمعارف واجتذب العلماء من جميع أنحاء العالم المعروف آنذاك أسهموا في تقدم المعرفة في مجالات عديدة مثل: الرياضيات، الطب، وعلم الفلك، وطبقوا اكتشافاتهم لتحسين حياة الناس القريب منهم والبعيد.

وتابع قائلا: «في أكثر من مناسبة سمعنا من خادم الحرمين الشريفين حديثه عن هذه الجامعة باعتبارها بيتا جديدا للحكمة واعتبارها أيضا هدية منه إلى شعب المملكة وشعوب العالم».

#2#

وأكد رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ثقته بأنه سيأتي اليوم الذي نرى فيه الجامعة راسخة في هذا المركز الحيوي بينما يجري الاعتراف بدورها المحفز بالنمو الاقتصادي للمملكة على نطاق واسع في الداخل والخارج، كما نرى أفضل الخريجين من أبرز جامعات العالم يختارون متابعة اهتماماتهم العلمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

وأفاد بأن الجامعة أصبحت مركزا ذا شهرة عالمية للعلوم والتقنية والابتكار والمشاريع، وأصبحت تقف كتفا إلى كتف مع شركائها من الجامعات ومؤسسات الصناعة في جميع أنحاء العالم سعيا وراء إيجاد أحدث الحلول والتحديات العلمية الرئيسية.

وتوقع البروفيسور تشون فونج شيه أن تحقق جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بعد جيل واحد من الآن حلم خادم الحرمين الشريفين بأن تكون ملتقى للعلوم والبحوث ومنارة من منارات المعرفة للأجيال القادمة، متمنيا لجامعة الملك عبد الله دوام النمو والازدهار وأن تبقى هبة نابضة للحياة من أجل أجيال العالم القادمة.

## تسخير وسائل العلم لرفع وتيرة الاستثمار الاقتصادي محليا

من جانبه، قال المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، «اليوم هو يوم المملكة الوطني وفي ظل معاني هذا اليوم المجيد يسجل التاريخ بادرة سعودية جديدة ستذكرها الأجيال القادمة بكثير من العرفان والامتنان والشكر لصاحب الرؤية الرائدة في بناء هذا الصرح العلمي الحديث».

وأضاف قائلا: «في هذا اليوم المشهود يجتمع العالم يا خادم الحرمين الشريفين ممثلا بقادته وعلمائه وموهوبيه ليشاركوكم تحقيق حلم انطلاقة جامعة الملك عبد الله إلى آفاقها العالمية الواسعة ولعلني في هذا الموقف التاريخي الكبير أستطيع أن أعبر لكم عن مدى ما أشعر به من السرور والاغتباط لاكتمال مرحلة تأسيس هذه الجامعة».

وتابع قائلا: «لا أبالغ إطلاقا إذا قلت إن مشروع هذه الجامعة هو أهم وأجمل المشاريع التي شاركت في بنائها طوال سنوات عملي وبالنسبة لجميع أعضاء مجلس الأمناء وجميع أعضاء فريق العمل كان هذا المشروع (الحلم) يتشكل ليصبح حقيقة يوما بعد يوم على مدى سنوات ثلاث افتتح أعمالها ونشاطاتها بحماس كبير وهمة عالية أعضاء فريق العمل المكلف من «أرامكو السعودية» الذين استثمروا مواهبهم وقدراتهم وبذلوا جهداً وحماساً كبيراً أثناء فترات التأسيس ليتحقق وعدهم لكم بأن ترى هذه الجامعة النور خلال سنتين من بدء أعمال إنشائها».

#3#

وأفاد النعيمي بأن عدد الذين تم اختيارهم للالتحاق بالجامعة بلغ زهاء 800 باحث ودارس تم اختيارهم من بين ما يزيد على سبعة آلاف متقدم، حيث بدأ 400 طالب الدراسة فعليا قبل ثلاثة أسابيع فيما سيلتحق الآخرون  في الفصل الدراسي التالي.

وشدد النعيمي على أن الجامعة بدأت في تحقيق الجانب الثاني من رؤية خادم الحرمين الشريفين للجامعة والذي يتمثل في تقديم بيت الحكمة الجديد على الأراضي السعودية من خلال  استخدام أفضل ما يملكه العالم ليسخر في تنمية الواقع الإنساني، منوها برؤية الملك عبد الله التي تبلورت  من خلال تسخير وسائل العلم لرفع وتيرة الاستثمار الاقتصادي  في المملكة حيث ينتظر أن تقود هذه الجامعة العديد  من جوانب التنمية  الاقتصادية في المملكة.

لفت النعيمي إلى أن الكثير من الأبحاث التي ستجريها الجامعة  سيستفيد منها قطاع الصناعة والاستثمار السعودي، باعتباره المؤثر الأكبر  في  العملية التنموية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن من بين برامج الجامعة البحثية التعاون مع الشركات  الصناعية الوطنية  والعالمية  الذي يهدف إلى تحويل الاكتشافات البحثية على تطبيقات عملية لصالح الشعب السعودي.

ورفع النعيمي جزيل الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين لتكليفه بقيادة فريق تأسيس هذه الجامعة، وقال «لا يطمع إنسان في أكثر من أن يحظى بشرف المساهمة في بناء صرح للعلم والمعرفة أصبح في فترة وجيزة ملء مسمع العالم وبصره، ولابد هنا أن نثمن عاليا ما حظينا به من دعم جامعات ومؤسسات المعرفة في هذا العالم التي ذللت الكثير من صعوبات هذه المعرفة وأعانتنا ـ بعد توفيق الله ـ على أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم».

## وجه السعودية يشرق بأحداث تاريخها العظيم

في السياق ذاته، ذكر الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي، «إنه لشرف عظيم أن أكون متحدثا بين يدي الصفوة المتميزة من رؤساء وملوك الدول في عالمنا الرحب الذين آثروا الحضور رغم مهامهم الجسام تقديرا منهم للعلم وأهله ودعما لمؤسساته ومخرجاته وإيمانا بدوره في إسعاد البشرية» .

وأضاف قائلا: «إن وجه السعودية يشرق بأحداث تاريخها العظيم وتتزايد فضائلها مع مرور الأعوام رسوخا وتماسكا وازدهارا وتيمنا بذكرى اليوم الوطني وتفاؤلا بمعطياته فها هي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حاملة لواء العلم والمعرفة ومشعل التقدم والريادة تنطلق اليوم لتنير دربا جديدا واعدا للأجيال وإننا في ظل هذا المنجز الوطني والدولي يحسن بنا أن نصحب ضيوفنا الكرام في جولة ذهنية سريعة نتابع فيها أبرز المنعطفات في مسيرة التعليم العالي في مملكتنا الغالية لكي ندرك ما تحقق له من تطور منذ أن أنشئت أولى الكليات وأولى الجامعات في ثلاثينيات القرن الماضي».

وواصل العنقري يقول: «إن الطموح في تلك الحقبة المبكرة كان بحجم حلم قادتنا الأكابر الذين رفعوا منارة التعليم منطلقين من رؤية مؤسسة الملك عبد العزيز الذي أمر بإنشاء مديرية للمعارف في عام 1344 هـ 1929 م كانت هي النواة الأولى التي انطلقت منها مسيرة التعليم في المملكة بخطاها الواثقة واستمر التطور في مسيرة التعليم وتشكلت خطواته مرحليا بناء على احتياجات شعب شغوف للتطور والتقدم حتى أصبح لدينا الآن أربع وعشرون جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية تنتشر كلياتها ومعاهدها في ربوع المملكة كافة».

وأكد وزير التعليم العالي أن التعليم العالي في المملكة حظي برعاية كاملة من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة دقيقة من ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، وقد تم قبل أعوام قليلة اعتماد الخطط الكفيلة بإتاحة التعليم العالي في جميع ربوع المملكة وعدم تركيزه في المدن الرئيسية وسوف نرى في القريب العاجل ـ بإذن الله ـ نتائج تنفيذ هذه الخطوات المباركة الواعدة بمستقبل يبشر بتنمية نوعية شاملة لكل منطقة من بلادنا الغالية.

#4#

وقال: «لابد من الإشارة هنا إلى الأهمية البالغة التي يكتسبها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي شمل حتى الآن ابتعاث أكثر من 70 ألف طالب وطالبة إلى أفضل الجامعات في مختلف دول العالم لمواصلة التعليم في أدق التخصصات».

وأشار الدكتور العنقري إلى أن تنوع التخصصات كان مدروسا وملبيا لحاجة المؤسسات الحكومية والأهلية بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجات برامج التنمية.

وتابع قائلا: «لقد كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين لإنشاء جامعة الملك عبد الله هي المبادرة الوطنية المثلى لمواكبة هذه التغيرات العالمية في مسارات التعليم الحديث من خلال تأسيس الجامعات البحثية التي يمكنها أن تواكب متغيرات التعليم على المستوى الدولي وبانضمام هذه الجامعة إلى منظومة التعليم العالي في المملكة فقد أضحت تاجا يعلوا هامة المنظومة مؤذنا ببداية مرحلة جديدة من العلم والمعرفة ترتبط بما سبقها من مراحل وتستفيد من شراكاتها مع العالم مسخرة منجزاتها العالمية لخدمة العلم والعلماء».

ورأى العنقري أن هذه الجامعة الحديثة ستكمل دائرة الرؤيا الجديدة والرائدة لمستقبل التعليم والتنمية الاقتصادية الشاملة وذلك من خلال الأدوار القائمة لجهود وبحوث الجامعات السعودية وما ينتظر من جهود وبحوث جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي أكد أنها ستمكن المملكة من استغلال جميع مصادر ثرواتها الحالية سعيا وراء هدف تعزيز هذه الثروات وإيجاد بدائل مستقبلية حقيقية تضمن الرغد والرفاهية لأجيال مملكتنا الغالية.

# كلمة خادم الحرمين

#5#

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أيها الحضور الكرام

لقد كانت فكرة هذه الجامعة حلما يراودني منذ أكثر من 25 عاما، وكانت هاجسا ملحا عشت معه طويلا، وإني أحمد الله سبحانه أن مكننا من تجسيدها واقعا، نراه اليوم شامخا بحول الله وقوته على تراب أرضنا باسم الشعب السعودي، وهنا أعرب لكم عن شكرنا العميق لحضوركم ومشاركتنا احتفال مولد هذا الحلم.

إخواني .. أيها الحضور الكرام

لقد كان للحضارة الإسلامية في تاريخها دور عظيم في خدمة الحضارة الإنسانية بعد الله جل جلاله، وقد أسهم علماء المسلمين في مجالات كثيرة، ففي الطب كان الدور لابن النفيس، وفي الكيمياء كان لجابر ابن حيان تأثيره الفارق في مسيرته، وفي الجبر كان للخوارزمي دور فاعل، أما في علم الاجتماع فقد كان لابن خلدون تأثيره العظيم فيه، لذلك فإن الجامعة التي نحتفل بها لا تبدأ من الصفر، فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا على مر العصور وكان سببا في ازدهارها وهذا هو المعنى الأول للجامعة.

أيها الحضور الكرام

لقد ارتبطت القوة عبر التاريخ بعد الله بالعلم، والأمة الإسلامية تعلم أنها لن تبلغ ذلك إلا إذا اعتمدت بعد الله على العلم، فالعلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصيمين إلا في النفوس المريضة، ولقد أكرمنا الله بعقولنا كي نعرف سنة الله في خلقه وهو القائل جل وعلا: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وهذا هو المعنى الثاني للجامعة.
لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية ويخشون الفرار ويسعون للهدم ولا يمكن أن نواجههم إلا إذا قمنا بالتعايش محل النزاع والمحبة محل الأحقاد والصداقة محل الصدام، ولا شك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع في الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء المتطرفين. واليوم هذه الجامعة تنضم إلى زميلاتها في كل مكان من العالم دارا للحكمة ومنارة للتسامح، وهذا هو المعنى الثالث للجامعة.
وأخيرا .. أشكر شركة أرامكو السعودية التي أشرفت على تأسيس هذه الجامعة خلال فترة وجيزة، وأتمنى لمنسوبي الجامعة التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأكثر قراءة