الملك يستقبل المهنئين بعيد الفطر في مكة ويصل جدة
أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صلاة عيد الفطر المبارك أمس مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به، قبل أن يستقبل في الديوان الملكي في قصر الصفا في مكة المكرمة الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط القوات المسلحة والحرس الوطني وقوى الأمن الداخلي وجموعا غفيرة من المواطنين، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعيد الفطر المبارك. وغادر بعدها الملك ـ حفظه الله ـ مكة متوجها إلى جدة.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به .
#2#
وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير عبد الله بن محمد، الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة .
كما أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين الأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموع غفيرة من المصلين.
#3#
وأم المصلين الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام الذي أوصى في خطبته المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن يزينوا أوطانهم بالتقوى والإخلاص والتوبة كما زينوا أبدانهم بجميل اللبس والمنظر، وأن يتذكروا باجتماعهم هذا يوم العرض الأكبر.
وقال «أيها المسلمون هذا عيدكم فابتهجوا وافرحوا وتزاوروا وانشروا المحبة والألفة ووثقوا روابطكم وتبادلوا التهاني والدعوات بعمر مديد وعمل صالح سديد، وافرحوا بيوم فطركم كما تفرحون بيوم صومكم فرحة القيام بالواجب وامتثال الأمر وفرحة حسن الظن بالله الكريم المنان والثقة بحسن جزائه» .
وأضاف قائلا «أيها المسلمون وفي غمرة البهجة والابتهاج والفرح والاستبشار ثمة معيار كبير لا حدود لآثاره في الخير والنفع ونشر البشر والسعادة، معيار لا حدود لمنافعه المباشرة وغير المباشرة ومعيار ومنهج يزيد القدرة على التفاعل والتواصل وينمي روح السعادة والعمل الجماعي والمشاعر الإيجابية المشتركة ويجعل المجتمع أكثر تماسكا وأكثر اطمئنانا وثقة بأبنائه ويكسب مهارات وخبرات ويزيد من كشف المواهب والقدرات، مبدأ ومسلك يعزز التكافل الاجتماعي ويوظف الطاقة البشرية ويسهم إسهاما حقيقيا في البناء والتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية فضلا عن آثاره الدينية والتربوية والنفسية، بل إنه يسهم إسهاما عظيما في الحفاظ على الأمن الداخلي والحد من الجريمة والفقر والفساد الأخلاقي، بل إنه مقياس التقدم والرقي الفكري والإداري والعملي تتبارى الأمم في تأسيسه ورعايته وإفساح المجال له ودعم نشاطه.. ما هو ذلكم المعيار؟ وما هو هذا المؤشر وأنتم تعيشون فرحة العيد وبهجته ونشر الخير وتوزيع الابتسامات وبسط الأفراح ؟ ذلكم هو العمل التطوعي والعمل الخيري، إنه الإسهام الواسع في فعل الخير ونفع العباد وكل ما يخدم الدين والأوطان والناس، إنه لجماله وسعته يحمل أسماء ومصطلحات من العمل الخيري والتطوعي والقطاع الخيري والخدمة الاجتماعية مصطلحات وأسماء تلتقي في العناية بالأفراد والجماعات والمجتمعات وتسعى في الحوائج الاجتماعية والمادية والنفسية.
الله أكبر ما تعالت الأصوات بالتكبير والله أكبر ما تصافح المسلمون وتصافوا في هذا اليوم الكبير».
وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام على ضرورة نشر المسلم بهجة العيد في العمل التطوعي وفعل الخير والمسابقة فيه أوسع سبل المنافسة والمسارعة إلى الخيرات والمسابقة في الصالحات بالعمل التطوعي حين يتمخض الإخلاص فإن النفس تزكو والهمة تعلو.
وقال «إن العمل التطوعي هو سد حاجات وتخفيف معاناة ومشاركة هموم ليس مقصورا على الإحداث والنوازل والكوارث والطوارئ بل يتعدد ويتجدد حسب الحاجات والمستجدات والمتغيرات .. العمل التطوعي يهذب النفس ويقي من الشح ويغرس الحب في نفس المتطوع وينزع عنه النظرة السلبية وتقوي عنده الآمال والتفاؤل ويتجنب اليأس والإحباط ويحد من النزعة المادية وتمتلئ فيه النفس بالرضا وحسن الاتصال بالله جل وعلا .. العمل التطوعي في ظل القطاع الخيري نظام شامل يعبر عن مسؤولية كل فرد في المجتمع تجاه إخوانه في مختلف مناشط الحياة ومجالاتها المادية والمعنوية والنفسية، إنه صورة من صور التعاطف البشري والتكامل الإنساني.
وأضاف إمام الحرم المكي «إن الغفلة عن الأهمية العظيمة للعمل التطوعي والعمل الخيري ينتج آثارا سلبية عظيمة ليس في نقص الحاجات الأساسية للمحتاجين سواء كانت غذاء أو دواء أو إيواء وعيشا كريما فقط بل حرمان للناس ولا سيما الشباب القادرون من إشباع رغباتهم للمثل العليا والبذل والجد والنفع والإيجابية الحقيقية ولكن الأسى والمأساة أن ترى من فتياننا وفتياتنا في صور مؤلمة ومحزنة ومخزية في الشوارع والساحات والأسواق والبيوت يمضون الفراغ ويقتلون الأوقات وينحرون الأيام والساعات ويعيشون حياة هامشية رخوة هشة لا يتطلعون إلى مستقبل ولا يشعرون بمسؤولية وهذا مؤشر خطير يقود إلى انزلاقات مسلكية وانحرافات فكرية».
وشدد الشيخ بن حميد على وجوب الوقوف أمام التضليل وتشويه الحقائق والمجاهدة حتى لا تسود الأوهام وتتداخل المصطلحات وتلتبس المفاهيم مما يحتم على طلاب الحق ودعاته والساسة والمفكرين والكتاب والمثقفين إيضاح الحقيقة والتصدي لهذا اللبس ونصر الحق.
وقال:»ويعظم الأسى وتشتد المأساة حين ترى أثار هذا اللبس قد انعكست على فئات من شبابنا الأغرار وصغار الأحلام وذوي الضحالة في العلم والفكر من الذين وقعوا في شباك أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية وثعالب الساسة حين يندفعون تحت هذه المصطلحات الملتبسة والتزييفات المنحرفة دون رؤية أو روية ليكونوا أبواقا للتكفير ووقودا للتفجير، أرأيتم كيف انحرفوا وانجرفوا في شبكات المخططات والتخبطات وانزلقوا بسبب هذا التضليل وارتموا وتحالفوا بسبب الجهل والسذاجة ألم يدركوا أن غاية ما يدفعونه هو نشر الفوضى وإثارة الفتن وبلبلة الفكر ومن ثم تسليم ديار الإسلام إلى خصوم الأمة وأعدائها، تحولوا في انحراف خطير وانجراف مدمر ليستهدفوا أهليهم ويقتلوا إخوانهم وآباءهم وقياداتهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي أعدائهم».
إلى ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين في الديوان الملكي في قصر الصفا في مكة المكرمة عقب صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس الأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط القوات المسلحة والحرس الوطني وقوى الأمن الداخلي وجموعا غفيرة من المواطنين الذين قدموا للسلام على الملك وتهنئته بعيد الفطر المبارك.
حضر الاستقبال الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير عبد الله بن محمد، الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة.
وقد تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين.
إثر ذلك تشرف منسوبو المراسم الملكية وقادة وضباط الحرس الملكي بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.