الملك عبد الله يوطن الجامعات

عندما أعلن الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على إنشاء أربع جامعات في كل من الدمام ومحافظة الخرج ومحافظة شقراء ومحافظة المجمعة. اعتقد البعض أن وزارة التعليم العالي تبحث عن رقم تضيفه إلى أرقام الجامعات في السعودية وكسر الرقم (8) جامعات ثم (21) جامعة، وأن وزارة التعليم العالي داخل مأزق أكاديمي وإعلامي مع الدول العربية المجاورة التي تصل أرقام جامعاتها إلى (70) جامعة حكومية وأهلية وهذا التسابق الإعلامي دفع الوزير الدكتور العنقري إلى التعجيل في الضم والدمج لإنشاء جامعة جديدة بأسلوب ترقية الكليات إلى جامعات.
لكن المتابع لحركة التطوير في بلادنا والراصد للعملية الاستيطانية يدرك أن الملك عبد الله كانت لديه منهجية في وقت مبكر لدولتنا عندما نفذ مشروع التوطين والتعليم لجهاز الحرس الوطني في الثمانينيات الهجرية والستينيات الميلادية ليتمم مراحل التوطين التي بدأها الملك المؤسس عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ عندما وطن البادية من وسط المملكة حتى الحدود السعودية الأردنية والعراقية من خلال إنشاء هجر البادية ونشر داخلها التعليم ثم المرحلة الثانية التي نفذها الملك فيصل بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ من خلال مشروع التوطين الزراعي في حرض ليتولى فيما بعد الملك عبد الله توطين وتعليم البادية في مشروع الحرس الوطني حتى طور هذه الفكرة بإنشاء الجامعات في كل منطقة من مناطق المملكة لتقفز الجامعات من (8) جامعات إلى (21) جامعة لتأتي هذه المرحلة في التوطين والتعليم وتتجه إلى إنشاء جامعات في المحافظات وفي عواصم أقاليم جغرافية داخل نطاق المناطق لتبدأ مرحلة جديدة من التوطين الوظيفي والسكاني والتعليمي وهو توجه استراتيجي نفذت أفكاره الأولى في جهاز الحرس الوطني تحت شعار استقرار البادية ومكافحة الأمية. والآن نحن أمام مرحلة جديدة وفلسفة جديدة من التوطين بإنشاء جامعات في مدن نصف مليونية لكنها محاطة بخلفيات قرى وأرياف ومراكز بادية عديدة يمكن تحويل تلك المدن النصف مليونية إلى مدن مليونية يتم إذابة القرى المتناثرة داخل الحزم الداخلي للمدن لتطوير تلك المجتمعات والتوسع في الخدمات وجعلها مدينة جذب سكاني وتخفيض الضغط على عواصم المناطق والمدن الرئيسة. وهو مقدمة للتخطيط لإقامة مدن لها خاصية النماء والاستيعاب لخفض عدد القرى التي أصبحت بتعدادها عقبة في تطوير المجتمع، نظراً لانتشارها الكثيف وصعوبة مواقعها وتباعدها، ما ينعكس سلباً على الخدمات التعليمية والصحية والبلدية، لذا كان البدء في مناطق حيوية مثل الخرج وسدير وشقراء ويتوقع أن تتوسع هذه الفكرة لتشمل مناطق شكلت بها القرى والمراكز السمة العامة والنمط الاستيطاني السائد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي